وكالة "تيكا".. ذراع أردوغان لدعم الإرهاب بأفريقيا
كاتب إسباني يفضح حقيقة وكالة "التعاون والتنسيق" التركية في دعم الإرهاب بأفريقيا عبر مكاتب تخترق ثلث القارة.
يستخدم تنظيم الإخوان الإرهابي والأنظمة التابعة له في أنقرة والدوحة الأذرع الخيرية غطاء لما هو أبعد من النفاق السياسي إلى ذراع مخابراتية لاختراق الدول والشعوب ودعم الإرهاب.
وتعد "وكالة التعاون والتنسيق" التركية واحدة من أخطر "أذرع التغلغل الإخواني التركي" في كثير من دول العالم بـ61 مكتباً في 59 بلداً على رأسها أفريقيا باسم "أعمال الإغاثة وأفعال الخير" واختراق المساجد والجامعات وغيرها، يساعدها في ذلك رحلات الخطوط الجوية التركية التي تمددت إلى معظم أنحاء أفريقيا.
- "أخونة" القارة السمراء.. مخطط تركي استخباراتي لابتلاع أفريقيا
- قطر وتركيا في أفريقيا.. تحالف إرهاب وتجسس ونهب
وتأسست الوكالة المعروفة اختصاراً بـ"تيكا" عام 1992، وانصب اهتمامها خلال تلك الفترة على مساعدة الجمهوريات المستقلة حديثاً عن الاتحاد السوفياتي ذي الأغلبية التركمانية، خصوصاً في مشاريع التعاون في المجال التعليمي والثقافي.
ورصدت حكومة "العدالة والتنمية" الإخوانية لوكالة التعاون المزعومة موازنة فاقت 9 ملايير دولار مع نهاية العام الماضي.
ذراع العدالة والتنمية
وتقر الوكالة المشبوهة بأنها "أداة من أدوات تطبيق السياسة الخارجية التركية في عديد الدول والمناطق وعلى رأسها الدول التي تشترك مع تركيا في القيم والثقافة".
ومنذ صعود حزب "العدالة والتنمية" الإخواني سنة 2002، جعل الرئيس التركي رجب أردوغان من "تيكا" وكالة تابعة لحزبه الإخواني، تنفذ مخططاته المشبوهة في العالم، وتمكن من إفراعها من أهدافها الحقيقية ونطاقها الجغرافي، وباتت "أداة استخباراتية لاختراق الدول" لا سيما الأفريقية منها، وفق ما أكدته تقارير إعلامية أفريقية وفرنسية.
ويذهب موقع "تيكا" للاعتراف بدور الوكالة المشبوه باسم التعاون، حيث ذكر بأنه "اعتباراً من بدايات الألفية الثالثة مر مفهوم السياسة الخارجية التركية بتغيرات مهمة كنتيجة لسعي تركيا لأن تصبح عنصراً فاعلاً في المنطقة والعالم".
وتعتبر مكاتبها في العالم على أنها "تساعد تركيا في بناء مفهوم سياستها الخارجية الفاعلة والمعتمدة على المبادئ"، وهي القيم والمبادئ التي أثبتت الأعوام والحقائق بأنها لم تكن إلا "قيم أخونة المجتمعات، ومبادئ زرع الفوضى ودعم الإرهاب".
وما يؤكد الدور المشبوه لما يسمى "وكالة التعاون والتنسيق" التركية، شعارها المستمد من كلمة للرئيس التركي رجب أردوغان، ذكر فيها بأن "تركيا ستصل إلى جميع أنحاء العالم وسنمد يد العون باسم تركيا إلى جميع المظلومين".
فيما يرى مراقبون أن مفهوم "الظلم" يبقى فضفاضاً "وحقاً يراد الباطل" عند جماعة الإخوان والنظام التركي، تماماً مثل مفهوم "الإرهاب".
أخطبوط يخترق "ثلث أفريقيا"
ويتضح من شبكة "وكالة التعاون والتنسيق" الموزعة عبر العالم، بأن القارة الأفريقية نالت القسط الأكبر من تواجدها خدمة لمخططات الرئيس التركي رجب أردوغان، إذ تخترق "تيكا" "ثلث القارة الأفريقية".
ومنذ 2002، تمكنت "تيكا" من فتح 21 مكتباً لها في القارة الأفريقية، إلا أن أذرعها تمتد لـ53 مدينة أفريقية في 35 بلداً، بينها 8 دول عربية، وهي: الجزائر، مصر، تونس، ليبيا، السودان، جيبوتي، الصومال، جزر القمر، السنغال، إثيوبيا، الصومال، الكاميرون، النيجر، تشاد، تنزانيا، جنوب أفريقيا، جنوب السودان، غامبيا، غينيا، كينيا، موزنبيق، وناميبيا.
وكشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية في تقرير لها في يناير/كانون الثاني الماضي، بأن انتشار "تيكا" التركية في القارة الأفريقية تزامن مع "تكثيف شبكة الخطوط الجوية التركية التي تنتشر في جميع أنحاء القارة".
وأشارت "لوموند" إلى أن الوكالة "مكنت تركيا من اللعب على جميع الجبهات" في أفريقيا خلال السنوات الأخيرة، وكذا الدور الذي لعبته في الضغط على الحكومات الأفريقية لغلق مدراس فتح غولن الذي وصفته بـ"العدو اللدود لأردوغان".
كما كشفت الصحيفة الفرنسية عن الدور الذي لعبته "تيكا" عبر "مؤسسة ديانت" التركية في أخونة مجتمعات أفريقية باختراقها عبر بوابة بناء المساجد، وذكرت من بينها جيبوتي التي شيدت بها أكبر مسجد مع نهاية 2019، وكذا غانا والسنغال التي تعتبرها أنقرة "ركيزة لاختراق غرب أفريقيا".
حلقة وصل بين "الإرهاب وأردوغان"
وتزعم وكالة "تيكا" بأن هدفها هو "تأسيس منطقة تنعم بالسلام والرخاء"، وتركز في ذلك على الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص.
غير أن صحيفة "ألاتاير" الإسبانية فضحت حقيقة الدور المشبوه الذي تقوم به "وكالة التنسيق والتعاون" التركية، وطبيعة أجندتها، مشيرة إلى أنها "حلقة الوصل بين الجماعات الإرهابية الناشطة في أفريقيا والقيادة التركية".
وفي يونيو/حزيران الماضي، نشر الكاتب الإسباني "جافيي فيرنانديز أريبوس" مقالاً على صحيفة "ألاتاير" تحدث فيه عن علاقة وكالة "تيكا" بدعم الإرهاب في أفريقيا التي يعتبرها أردوغان "حفرة ضائعة".
وأشار الكاتب إلى أن طموحات تركيا تمتد إلى ما وراء ليبيا وتصل إلى منطقة الساحل والصحراء، معتبراً أن افتقاد هذه المناطق للأمن يشكل تهديدا لأمن بلاده وأوروبا وكذا الجزائر وتونس والمغرب، بسبب الجماعات الإرهابية "التي لا تزال أنقرة تعتمد عليها".
ويرى الكاتب أنه "من العبث أن نتصور بأن علاقات أنقرة واتصالاتها بالمنظمات الإرهابية يقتصر فقط على الدول العربية"، وكشف عن تمهيد حكومة "العدالة والتنمية" الإخوانية لمشروعها الإخواني منذ عدة سنوات "من خلال إقامة روابط مع الجماعات المتطرفة بأفريقيا من خلال وكالة التعاون والتنسيق التركية".
وانتقد في المقابل عدم تسليط الضوء على دعم أنقرة للإرهابيين في الدول الأفريقية، وذكر من بينها "تشاد والنيجر ومالي ونيجيريا والكاميرون"، والتي وصفها بـ"الأرض الخصبة للتعاون والتنسيق بين أنقرة والمنظمات الإرهابية الناشطة" بهذه الدول.
وكشف عن تكثيف تلك الجماعات الإرهابية من أنشطتها الإجرامية بالتزامن "مع دخول القوات التركية إلى ليبيا"، من بينها "جماعة بوكو حرام" الإرهابية في نيجيريا التي تعد أخطر تنظيم إرهابي في القارة السمراء.
وأشار إلى "توسعها على نطاق واسع في دول حوض تشاد كما لو كانت تتبع أوامر محددة" بالتوازي مع التدخل العسكري التركي في ليبيا.
كما فضح الكاتب "جافيي فيرنانديز أريبوس" طبيعة المخطط التركي في دعم الإرهاب بأفريقيا عبر وكالة "تيكا"، وتحدث عن إعادة أردوغان "استنساخ استراتيجية دعم الإرهاب في سوريا بالقارة الأفريقية".
وقال إن "تركيا نجت في الجمع بين مجموعات إرهابية مختلفة كما فعلت في سوريا، وهي نفس الاستراتيجية التي اعتمدت عليها أنقرة في دول الساحل والصحراء".
واستدل على ذلك بـ"مساعي تركيا وقطر في التعاون مع مختلف الفصائل المتمردة في تشاد والسودان ومالي ونيجيريا في السنوات الأخيرة، بحجج كثيرة، أحياناً بحجة رعاية مفاوضات السلام".
وشدد على أن "الخطر الحقيقي سيأتي عندما تنجح تركيا في اعتقال ونقل آلاف الإرهابيين السوريين، ومن المحتمل بعد ذلك أنها تحاول إنشاء شبكة معقدة من المصالح تربط بين الأبعاد المحلية والإقليمية".