أردوغان من عفرين إلى قره باغ.. التغيير الديمغرافي مطية الاحتلال
قبل عام، استغرب سوريون إصرار تركيا على توطين عوائل من إدلب جرى استقدامها من مناطقها إلى منازل المدنيين في رأس العين.
توطين تزامن مع عمليات سلب وسطو واختطاف، مرورا بتلفيق الاتهامات للمدنيين، فضح تكتيكا ممنهجا للنظام التركي يرتكز على إحداث تغيير ديمغرافي يعبد طريق احتلال المنطقة.
سيناريو يطبقه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كل مكان ينصب فيه شباكه لتغيير إحداثياته، تماما كما يجري حاليا في إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان.
صحيفة زمان التركية، ذكرت أن الحكومة التركية قامت بنقل عشرات الأسر العربية والتركمانية من مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا إلى قره باغ، الإقليم الذي قفز إليه أردوغان وساند باكو ثأرا من عداوته التاريخية ليريفان.
وبتدخله في الصراع، تمكنت أذربيجان، بعد حرب استمرت لأسابيع، من السيطرة على أراض في أرمينيا، قبل أن تضع المعارك أوزارها باتفاق يقضي بانسحاب القوات الأرمينية من قره باغ.
ونقلت الصحيفة عن ممثل الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا، شفان الخابوري، قوله إن لديه معلومات مؤكدة تشير إلى أن أنقرة نقلت أسرا سورية إلى الإقليم الذي تقطنه غالبية كردية.
ولفت الخابوري إلى أن إدارته تلقت معلومات مؤكدة بشأن وصول أسر سورية إلى الإقليم، مشيرا إلى أنه على اتصال دائم بالأكراد.
تكتيك قديم جديد
الخابوري حذر من أن اعتماد الحكومة التركية على سياسة التغيير الديمغرافي لا يعتبر بالأمر المستجد، حيث سبق أن طبقته شمال شرقي سوريا.
واعتبر أن أردوغان يريد تكرار نفس السيناريو في قره باغ، ما يهدد بإفراغ الإقليم من سكانه الأصليين تماما كما حصل في عفرين.
من جانبها، كشفت تقارير إعلامية أن أردوغان يمنح الأسر السورية التي ينقلها إلى قره باغ وعودا بالحصول على الجنسية الأذرية.
في الأثناء، يحذر محللون من أن أنقرة ستمر لاحقا إلى الخطوة التالية، وهي إرسال جنودها إلى المناطق المتنازع عليها، وهو ما أكدته موافقة البرلمان التركي، مؤخرا، على طلب رئاسي بهذا الشأن.
أما الخطوة الثالثة، فستكون إرسال عوائل التركمان من بلدة الراعي وإعزاز والمناطق الحدودية مع تركيا، وتوطينهم في قره باغ لٳحداث تغيير ديمغرافي يتخذه أردوغان لاحقا حجة للتدخل العسكري.