"مثلث الشيطان".. خديعة أردوغان لتبرير انهيار الليرة
برر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انهيار العملة المحلية -الليرة- بسبب ما سماها الحرب الاقتصادية التي تخوضها بلاده على أولئك المحاصرين في "مثلث الشيطان"، الفائدة وأسعار الصرف والتضخم، لسنوات عديدة
وفقدت الليرة التركية حوالي 30% من قيمتها هذا العام، نتيجة تدخل أردوغان في السياسات المالية للبلاد، فضلا عن أطماعه غير المشروعة التي أدخلت البلاد في أزمات اقتصادية متلاحقة.
وأدى التوتر في العلاقات مع الولايات المتحدة والخلاف مع فرنسا والنزاع بين تركيا واليونان والمعارك في ناجورنو قرة باغ، إلى هبوط عنيف لسعر الليرة.
ويتوقع الاقتصاديون أن يواصل البنك المركزي رفع أسعار الفائدة بعد زيادة 200 نقطة أساس الشهر الماضي.
وتمثل تصريحات أردوغان عن أسعار الفائدة، وفق وكالة رويترز، ضغطا على البنك لإبقائها دون تغيير رغم توقعات السوق.
- فاتورة سياسات أردوغان.. اقتصاد يندفع للهاوية وديون تخنق الأتراك
- الدولار يقسو على الليرة التركية.. عملة أردوغان في مأزق
وقال أردوغان، الذي يصف نفسه بأنه عدو أسعار الفائدة المرتفعة، إنها تسبب ارتفاع التضخم، ودعا مرارا إلى خفض تكاليف الاقتراض.
ورفع البنك المركزي التركي توقعاته للتضخم إلى 12.1% من 8.9%، وقال إن توقعا بأن يسجل التضخم اتجاها نزوليا في النصف الثاني من العام لم يتحقق.
وتواصل العملة التركية انهيارها الحاد، وسط ترقب لاحتمال فرض عقوبات على أنقرة من جانب الولايات المتحدة، واستمرار النزاعات في شرق المتوسط والقوقاز.
وسجلت الليرة التركية، الجمعة، رقما قياسيا جديدا في الهبوط أمام الدولار عند 8.3768 ليرة لكل دولار، وفقا لوسائل إعلام تركية.
ويتوقع الخبراء بأن يكسر الدولار حاجز الـ10 ليرات تركية، خلال الأيام المقبلة.
كما تأثرت الليرة خلال العام الجاري بانخفاض معدلات الفائدة وتراجع اهتمام المستثمرين الأجانب بالأصول التركية، والتداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا.
وفقد الأتراك ثقتهم بالعملة المحلية، التي دفعت نحو تآكل مدخراتهم مع هبوط أسعار الصرف لمستويات تاريخية غير مسبوقة، ما يمهد لظهور السوق السوداء للعملة، بحثا عن الدولار الشحيح محليا، مع تخطي الليرة حاجز الـ8 دولارات.
التجارة الخارجية
ويتوقع الخبراء أن تواصل الليرة هبوطها مع استمرار التخبط السياسي التركي الخارجي، خاصة تدخلات رجب طيب أردوغان في شرق المتوسط، وفي التوترات القائمة بين أذربيجان وأرمينيا.
وتواجه تركيا تراجعات حادة في احتياطيات النقد الأجنبي من متوسط 115 مليار دولار في 2014، بداية تولي أردوغان زمام الحكم في تركيا، إلى 42 مليار دولار في الوقت الحالي، وفق بيانات المركزي التركي.
وأظهرت بيانات من معهد الإحصاء التركي، يوم الجمعة، أن عجز التجارة الخارجية للبلاد زاد 189.6% على أساس سنوي في سبتمبر/أيلول ليبلغ 4.828 مليار دولار، وفقا لنظام التجارة العام.
وقال المعهد إن الصادرات التركية زادت 4.8%، فيما قفزت الواردات 23% مقارنة مع سبتمبر/أيلول 2019. وفي أول تسعة أشهر من العام قفز العجز التجاري 79.5% إلى 37.86 مليار دولار.
إيرادات السياحة
كما أظهرت بيانات من معهد الإحصاء التركي أن إيرادات السياحة للبلاد في الربع الثالث انخفضت 71.2% إلى 4.04 مليار دولار.
والسياحة، وهي مصدر رئيسي للعملة الأجنبية لتركيا، تضررت بشدة هذا العام بسبب جائحة فيروس كورونا.
على نحو منفصل، أظهرت بيانات من وزارة السياحة التركية انخفاض عدد الزوار الأجانب للبلاد 59.4% على أساس سنوي إلى 2.2 مليون في سبتمبر/أيلول.
وأظهرت البيانات أنه في أول تسعة أشهر من العام تراجع عدد الزوار الأجانب 74.03% إلى 9.46 مليون.
aXA6IDMuMTMzLjExOS4yNDcg جزيرة ام اند امز