بلومبرج: المعارضة التركية تسعى لإحراج أردوغان في الانتخابات
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يواجه استفتاءً من نوع ما على إدارته للدولة في الانتخابات المحلية المقررة الأحد المقبل.
قالت شبكة "بلومبرج" الإخبارية الأمريكية، الثلاثاء، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يواجه استفتاءً من نوع ما على إدارته للبلاد بعد أقل من عام على فوزه بولاية رئاسية ثانية الصيف الماضي.
وأضافت: "مع التراجع الاقتصادي لتركيا يعمل الخصوم السياسيون لأردوغان معا لإحراجه في الانتخابات البلدية المقررة الأحد المقبل 31 مارس/آذار الجاري".
وقالت "بلومبرج" إن أحزاب المعارضة التركية نادراً ما تتعاون على تنسيق استراتيجية؛ ولكن في هذه الانتخابات، اختار حزب الشعوب الديمقراطي، ثاني أكبر حزب معارض في تركيا الذي يركز على حقوق الأقليات، التوسع خارج معقله في جنوب شرق البلاد، حيث تتركز الأقلية الكردية في تركيا.
وأكدت أن حزب الشعوب الديمقراطي، الداعم للأكراد، يدعم مرشحين من كتلة معارضة يقودها حزب الشعب الجمهوري؛ ما أدى إلى سباقات انتخابية في العاصمة أنقرة وإسطنبول، المدينتان التي يسيطر عليهما أردوغان وحزب العدالة والتنمية المنتمي إليه منذ 25 عاماً.
وأوضحت "بلومبرج" أن الحزب يسعى لاستعادة نحو 100 بلدية في الجنوب الشرقي للبلاد، حيث أُطيح برؤساء البلديات المنتخبين من قبل الحكومة.
وقام أردوغان بسجن مئات السياسيين الأكراد بسبب علاقات مزعومة بحزب العمال الكردستاني، الذي تعده الحكومة التركية منظمة إرهابية، ويشكل الأكراد نحو خمس سكان تركيا.
وأضافت الشبكة الأمريكية أن أردوغان، كما فعل في الانتخابات الماضية، يستغل المشاعر الوطنية للأتراك بتحذيرات حول تهديد التطلعات الانفصالية للأكراد لوحدة تركيا.
وفي وقت سابق الثلاثاء، توعد وزير الخارجية التركي، سليمان صويلو، عددًا من مرشحي المعارضة لخوض الانتخابات المحلية المقبلة، بالفصل من مناصبهم حال انتخابهم بدعوى "وجود صلات لهم بتنظيمات إرهابية".
وزعم الوزير وجود عدد من مرشحي المعارضة لعضوية مجالس بعض البلديات في الانتخابات المحلية المقبلة يوم الأحد المقبل "لهم صلات قائمة حاليًا بالإرهاب".
وكان النائب السابق عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، شامل طيّار، أعرب عن تشاؤمه من نتائج الانتخابات المحلية المزمعة الأحد المقبل، قائلًا: "تنتظرنا نتائج محزنة للغاية".
وتشهد تركيا الأحد المقبل 31 مارس/آذار الجاري انتخابات بلدية يشارك فيها 13 حزباً، يتقدمها حزب العدالة والتنمية (الحاكم) المتحالف مع حزب الحركة القومية، ويحمل تحالفهما اسم "الجمهور"، بينما تخوض عديد من الأحزاب المعارضة الانتخابات بتحالف مضاد يحمل اسم "تحالف الأمة" بقيادة حزبي الشعب الجمهوري و"الخير".
وتعد هذه الانتخابات هي الأولى من نوعها في ظل نظام الحكم الرئاسي، بعد أن استحوذ أردوغان على سلطات تنفيذية واسعة بعد نجاحه في الانتخابات العامة التي أجريت في يونيو/حزيران الماضي التي تبعها إصدار قوانين جمعت السلطات في يد الرئيس وحده.
كما تأتي الانتخابات على وقع أزمة اقتصادية كبيرة تشهدها تركيا، بسبب السياسات الخاطئة التي تنفذها حكومة حزب "العدالة والتنمية"، والتي انعكست تداعياتها على قناعات الناخبين، حسب استطلاعات الرأي التي تخرج علينا بين الحين والآخر.
ويمارس حزب أردوغان وحكومته سياسة الاستقطاب التي أدت إلى ظهور انقسام حاد في الشارع التركي؛ في وقت يعاني المجتمع التركي من تراجع حاد في الحريات والديمقراطية بشكل عام نتيجة حالة الاستقطاب.
aXA6IDMuMTM4LjEyMi45MCA= جزيرة ام اند امز