سلطات أردوغان ترحل صحفيا بريطانيا لمنعه من تغطية الانتخابات
سلطات مطار أتاتورك الدولي رحلت الجمعة صحفيًا بريطانيًا قدم إلى البلاد من أجل تغطية الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها الأحد المقبل.
رحلت سلطات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، صحفيًا بريطانيًا قدم إلى البلاد من أجل تغطية الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها الأحد المقبل.
- التحقيق مع معارض تركي بتهمة "إهانة وتهديد" أردوغان
- زعيم المعارضة التركية يدعو الشعب لإسقاط تحالف أردوغان بانتخابات الأحد
وبحسب ما ذكره الموقع الإخباري التركي "خبردار"، الجمعة، فقد قامت السلطات بمطار "أتاتورك" الدولي، صباح اليوم، بترحيل ستيف سويني، محرر الأخبار الدولية بصحيفة "مورنينج ستار" البريطانية، بعد احتجازه لليلة كاملة، والتحقيق معه.
وكان الصحفي المذكور يخطط لتغطية الانتخابات المحلية لصحيفته في ولايات جنوب، وجنوب شرقي تركيا ذات الأغلبية الكردية.
وفي بيان لها على حسابها الرسمي بموقع "تويتر"، أكدت الصحيفة البريطانية عودة مراسلها إلى البلاد ظهر اليوم، قائلة: "لقد عاد سويني من تركيا التي ذهب إليها لتغطية الانتخابات المحلية المثيرة للجدل".
واستطردت "الصحفي متعب حاليًا لكنه بخير، وهو عاقد للعزم على تسليط الضوء على انتهاكات الرئيس التركي لحقوق الإنسان".
وتأسست الصحيفة البريطانية المذكورة في عام 1930 ومقرها العاصمة لندن، وتعرف على أنها "صحيفة يومية اشتراكية".
وهذه هي ليست المرة الأولى التي ترحل السلطات التركية صحفيين، بل سبق وأن رفضت أنقرة اعتماد صحفيين ألمان يعلمون على أراضيها.
وفي 3 مارس/آذار الجاري، وجهت صحف ألمانية ونمساوية انتقادات لاذعة لنظام أردوغان على خلفية رفض أنقرة تجديد اعتماد صحفيين ألمان يعملون على أراضيها، مؤكدة أن "هذا الوضع يهدد مستقبل الشراكة الألمانية التركية".
وآنذاك كتبت صحيفة "تاجس شبيجل" الألمانية الخاصة "الأوضاع في تركيا تزداد سواءً، وحرية الصحافة تتراجع بشكل كبير"، متابعة أن "النظام يتهم الصحفيين يوميا بالترويج للإرهاب، لأنهم ينتقدون أردوغان والحكومة".
أضافت: "السلطات التركية أغلقت 1400 منظمة مجتمع مدني منذ عام 2016، وقوضت حرية الصحافة إلى حد احتلت معه تركيا المركز الـ157 في مؤشر حرية الصحافة من أصل 180 دولة".
بدورها، قالت صحيفة دير ستاندرد النمساوية الخاصة، في تقرير أعده مراسلها بإسطنبول، إن "تركيا تضع العوائق بشكل ممنهج أمام عمل الصحفيين الأجانب".
وتابعت: "50 صحفيا أجنبيا في تركيا لم يتسلموا هوياتهم الصحفية لعام 2019 حتى الآن، وتمنعهم السلطات من ممارسة أعمالهم رغم أنها هي من يتعنت في تسليمهم هوياتهم الجديدة".
ولفتت إلى أن السلطات التركية منعت مراسلين أجانب من تغطية مؤتمر صحفي بشأن الإعلان عن دعم مالي من الاتحاد الأوروبي لتطوير السكك الحديدية في تركيا. ومطلع الشهر الجاري، أبلغت السلطات التركية مدير مكتب القناة الثانية بالتلفزيون الألماني "زي دي اف" في إسطنبول يورج براس، والصحفي توماس زايبرت مراسل صحيفة تاجس شبيغل "خاصة"، برفض تجديد اعتمادهما.
وتلقى الصحفيان رسالة بالبريد الإلكتروني من السلطات التركية، جاء فيها: "نعلمكم بعدم الموافقة على طلبكم تجديد البطاقة الصحفية لعام 2019"، دون أن تقدم السلطات أي تبرير لذلك، حسب موقع الإذاعة الألمانية على الإنترنت.
واحتجت السلطات الألمانية، بدورها على القرار، حيث أجرى أندرياس ميخايليس، المسؤول بوزارة الخارجية الألمانية، اتصالا أمس الأول، بالسفارة التركية في ألمانيا، مبلغا إياها باحتجاج برلين على القرار، وطالب أنقرة بالتراجع عنه.
فيما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية ماريا أديباهر، في تصريحات صحفية، "القرار غير مفهوم، ونراقب الوضع بقلق متزايد".
والأحد المقبل، تشهد تركيا انتخابات بلدية يشارك فيها 13 حزباً، يتقدمها حزب العدالة والتنمية الحاكم المتحالف مع حزب الحركة القومية.
ويحمل تحالفهما اسم "تحالف الجمهور"، بينما تخوض عديد من الأحزاب المعارضة الانتخابات بتحالف مضاد يحمل اسم "تحالف الأمة" بقيادة حزبي الشعب الجمهوري و"الخير".
وتعد هذه الانتخابات هي الأولى من نوعها في ظل نظام الحكم الرئاسي، بعد أن استحوذ أردوغان على سلطات تنفيذية واسعة بعد الانتخابات العامة التي أجريت في يونيو/حزيران الماضي، وتبعها إصدار قوانين جمعت السلطات في يدي الرئيس وحده.
كما تأتي الانتخابات على وقع أزمة اقتصادية كبيرة تشهدها تركيا، بسبب السياسات الخاطئة التي تنفذها حكومة حزب "العدالة والتنمية"، والتي انعكست تداعياتها على قناعات الناخبين، حسب استطلاعات الرأي التي تخرج بين الحين والآخر.
وأشارت جميع استطلاعات الرأي التي تم إجراؤها طيلة الشهرين الأخيرين إلى خسارة الحزب الحاكم في عدد كبير من البلديات، خاصة في أنقرة وإسطنبول وأزمير.