هل تمنى أردوغان لقاء الأسد في أوزبكستان؟
بحديثه المنسوب له، يصبح الرئيس رجب طيب أردوغان أحدث وأعلى مسؤول تركي، ينبئ بصفحة جديدة في العلاقات مع الجارة سوريا.
فعلى ذمة عبدالقادر سلفي، وهو كاتب عمود في صحيفة "حريت" التركية، أبدى أردوغان رغبة في لقاء الرئيس السوري بشار الأسد.
تصريحات أردوغان جاءت في اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم- الذي يتزعمه- عُقد الإثنين الماضي.
ونُقل عن الرئيس التركي الموجود حاليا في مدينة سمرقند الأوزبكية، حيث يشارك في قمة "شنغهاي للتعاون": "أتمنى لو كان الأسد قد جاء إلى أوزبكستان، كنت سألتقي به، لكنه لا يستطيع أن يأتي إلى هنا".
وبحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في عمود سلفي المعروف عنه قربه من الحكومة التركية، فقد كرر أردوغان هذه الكلمات مرتين خلال الاجتماع.
وفي معرض حديثه عن الأسد، تابع أردوغان قوله بحسب سلفي: "لقد ذهب إلى الحرب لحماية سلطته. لقد فضّل حماية سلطته. اعتقد (أن بوسعه) حماية المناطق التي يسيطر عليها، لكنه لم يستطع إنقاذها".
وحتى الساعة 8:00 بتوقيت جرينتش، تبقى هذه التصريحات على ذمة عبدالقادر سلفي، دون أي تعقيب رسمي من الرئاسة التركية أو الحزب الحاكم، بالنفي أو التأكيد.
تقارب في سماء العلاقات
ويأتي حديث الرئيس أردوغان المنسوب له، في ظل تقارب يلوح في سماء العلاقات التركية السورية، أزاحت الستار عنه تصريحات مسؤولين أتراك، ما يرسم بالأفق مساعي مشابهة لما حصل مع دول عربية أخرى.
فبعد سنوات من العزلة الإقليمية على خلفية تدخلات وملفات عاصفة، خطت تركيا في الأشهر الأخيرة على طريق العودة نحو سياسة أعلنها، منذ عام 2009، رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو، تحت مسمّى "صفر مشاكل"، أي تصفير جميع الإشكالات مع الجوار والمحيط.
استراتيجية تطرح نفسها اليوم، كجسر حتمي تجتهد أنقرة عبره في محاولة للقفز على الخلافات التي شابت السنوات الماضية مع دول بالمنطقة.
ومؤخرا، صرح نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا، حياتي يازجي، أن العلاقات مع دمشق "قد تصبح مباشرة ويمكن أن يرتفع مستواها".
وفي تصريحات لقناة "خبر جلوبال" التركية، شدد يازجي على أن "أهم خطوة لحل النزاعات هي الحوار".
تصريحات يازجي جاءت بعد أيام من دعوة وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إلى "مصالحة بين المعارضة والنظام في سوريا"، قبل أن يجدد دعوة مماثلة في وقت لاحق.
وانقطع التواصل السياسي بين تركيا وسوريا منذ آخر اجتماع عقد، في 2011، على مستوى وزراء الخارجية، وذلك خلال زيارة أجراها وزير الخارجية التركي آنذاك، أحمد داود أوغلو، إلى دمشق، عقب اندلاع الأحداث.
ودعمت تركيا المعارضة التي تقاتل للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وقطعت العلاقات الدبلوماسية مع دمشق في وقت مبكر من الصراع المستمر منذ 11 عاما.
aXA6IDMuMTQxLjQ3LjE2MyA= جزيرة ام اند امز