أردوغان يبتز أوروبا: المال أو تدفق المهاجرين لبلادكم
الرئيس التركي يتاجر بقضية المهاجرين للحصول على دعم دولي للتعامل مع اللاجئين السوريين، مهددا بفتح الأبواب أمامهم إلى دول أوروبا.
هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، بفتح حدود بلاده لتدفق المهاجرين إلى دول أوروبا ما لم تتلق أنقرة دعما ماليًا كافيًا للتعامل مع اللاجئين السوريين.
تصريحات أردوغان تعد حلقة جديدة من مسلسل المتاجرة بقضية اللاجئين السوريين الذين تطاردهم الحكومة التركية في إسطنبول وتجبرهم على الرحيل ليلاً إلى مدن صغيرة لا يستطيعون فيها تأمين قوت يومهم، أو ترحلهم قسراً إلى مناطق غير آمنة في سوريا، في حملة اعتقال ضارية.
ويأتي هذا بعد يوم من تقارير صحفية أوروبية، كشفت الأربعاء، النقاب عن أن اتفاق اللاجئين الموقع بين تركيا والاتحاد الأوروبي عام ٢٠١٦، على شفا الانهيار، بعد تراجع سيطرة أنقرة على حدودها وتزايد أعداد اللاجئين المتدفقين على اليونان.
وقالت صحيفة فرانكفورتر الألمانية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني إن "اتفاق اللاجئين يقترب من نهايته، لقد تزايد عدد اللاجئين القادمين من تركيا باتجاه الجزر اليونانية بشكل كبير، وسلطات أردوغان لا تفي بالتزاماتها بموجب اتفاق اللاجئين".
ووفق مجلة دير شبيجل الألمانية، فإن أعداد اللاجئين المتدفقين على الجزر اليونانية انطلاقاً من تركيا، تزايد في يونيو/حزيران الماضي، وبلغ نحو ٣١٠٠ شخص.
وفي يوليو/تموز الماضي فقط، نجح ٥ آلاف شخص في العبور للجزر اليونانية، مقارنة بـ8100 شخص خلال أغسطس/آب، وهي أرقام لم تسجلها اليونان منذ مارس/ آذار ٢٠١٦.
وفي ٢٠١٦، وقّع الاتحاد الأوروبي وتركيا اتفاقاً يهدف للحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا بشكل غير شرعي، مقابل منح أنقرة ٦ مليارات يورو، لتوفير الحاجات الأساسية للاجئين على أراضيها.
وفي ذات السياق قال أردوغان خلال كلمة ألقاها في أنقرة إن تركيا عازمة على إقامة "منطقة آمنة" في شمال شرق سوريا بالتعاون مع الولايات المتحدة بحلول نهاية سبتمبر/أيلول، مهددا واشنطن بأن تركيا مستعدة للتحرك منفردة إذا اقتضى الأمر.
وتجري مفاوضات بين واشنطن وأنقرة بشأن إقامة "منطقة آمنة" في المناطق التي ينتشر فيها الأمريكيون في شمال سوريا، بهدف فصل الحدود التركية عن بعض المواقع الكردية.
وكان أردوغان قد هدد الشهر الماضي بشن هجوم على مواقع وحدات حماية الشعب الكردية، المكون الكردي لقوات سوريا الديمقراطية، في شرق نهر الفرات.
ويكرّر أردوغان منذ عام ونصف العام تهديداته بشن هجوم جديد ضد الأكراد في منطقة شرق نهر الفرات، إلا أنه لم ينفّذ أيا منها، ويحشد قواته منذ أشهر قرب الحدود السورية وفق وسائل إعلام تركية.