أردوغان وداوود أوغلو يتعاركان في محادثة هاتفية
كاتب تركي يحصل على تفاصيل مكالمة هاتفية محتدمة بين الرئيس التركي رجب أردوغان ورئيس وزرائه الأسبق أحمد داوود أوغلو.
كشف كاتب تركي عن تفاصيل اتصال هاتفي مؤخرًا بين الرئيس رجب طيب أردوغان، ورئيس وزرائه الأسبق أحمد داوود أوغلو، شهد حالة من الشد والجذب بين الطرفين.
جاء ذلك بحسب مقال نشره الكاتب، طلعت آتيلا، على الموقع الإخباري "ترك تايم" التركي، تحت عنوان "أردوغان وداوود أوغلو يتعاركان في الهاتف"، مشيرا فيه إلى أن هناك مصادر أمنية هي التي نقلت له هذا التفاصيل الدقيقة.
ولفت إلى أنه في أول اتصال لداوود أوغلو لم يرغب أردوغان في الرد، لكن بعد إصرار رئيس الوزراء الأسبق، رد عليه، وبعد تهنئة بعضهما بالعيد بادره أردوغان متسائلًا "لماذا أنت غير متواجد في إسطنبول؟".
رد داوود أوغلو عليه قائلًا "هل سأذهب إلى إسطنبول من أجل السيد/ بن علي؟"، في إشارة إلى دعم رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم الذي يستعد لخوض جولة الإعادة على منصب رئيس بلدية إسطنبول، يوم 23 يونيو/حزيران الجاري.
غضب أردوغان من رد داوود أوغلو، وقال له "لا ليس من أجل يلدريم، بل من أجل حزب العدالة والتنمية"، وأوضح آتيلا أن رئيس الوزراء الأسبق رد قائلًا "لكنك لم تقم بحمايتي من هجمات الصحفيين علي، وتم تحميلي مسؤولية كل شيء بما في ذلك ما حدث بسوريا؟".
وبحسب ذات الكاتب رد أردوغان على رئيس وزرائه الأسبق قائلًا "دعك من مسألة الصحفيين هذه، وأنظر أين أنت الآن، وأين نحن".
وذكر آتيلا أن الرئيس أردوغان بعد هذا الرد أغلق سماعة الهاتف في وجهه رئيس وزرائه الأسبق بشكل حاد، دون أن يطيل في الحديث معه أكثر من ذلك.
الكاتب ذكر في نهاية مقاله أنه قبل أن يكتب هذه التفاصيل أرسل ملخص المكالمة التي وردت إليه إلى داوود أوغلو على هاتفه الجوال، فلم يأتيه أي تقييم من الطرف الآخر، على حد تعبيره.
وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأن الجسور السياسية بين الرجلين تهدمت تمامًا بعد هذه المكالمة.
وإذا ما كانت هذه المزاعم صحيحة، فإن هذا يعد التواصل الأول بين أردوغان وداوود أوغلو، بعد سلسلة الرسائل القوية التي وجهها الأخير للأول بعد الانتخابات المحلية الأخيرة التي شهدتها تركيا يوم 31 مارس/آذار الماضي، على خلفية الأوضاع المتردية التي تشهدها البلاد في جميع مناحي الحياة.
وتشهد الأروقة السياسية منذ أشهر عدة حديثا حول اتجاه الرئيس التركي السابق عبد الله جول وعدد من قياديات حزب العدالة والتنمية، ومن بينهم داوود أوغلو وعلي باباجان، لتأسيس حزب سياسي جديد؛ احتجاجاً على السياسات التي يتبعها أردوغان وحزبه العدالة والتنمية.
و عزز قيام جول وداوود أوغلو بإصدار تصريحات وبيانات حول التطورات السياسة التي تشهدها البلاد سياسياً واقتصادياً؛ فرضية اتجاهه لتكوين حزب جديد، لا سيما فيما يتعلق بتصريحاته حول الانتخابات المحلية الأخيرة.
ففي يوم 7 مايو/أيار الماضي، أي غداة قرار إلغاء انتخابات إسطنبول، أعرب جول عن رفضه الشديد للقرار، وقال في تغريدة له بموقع "تويتر": "شعرت إزاء القرار بالمشاعر نفسها التي انتابتني إزاء قرار المحكمة الدستورية الذي صدر عام 2007 وألغى الجولة الأولى من انتخابي رئيساً للدولة".
وسبق أن أصدر جول بياناً للتعليق على الانتخابات المحلية الأخيرة التي جرت 31 مارس/آذار الماضي، دعا فيه رجب طيب أردوغان إلى عدم التشكيك في نتائج الانتخابات؛ بعدما واصل الأخير مماطلته، ورفضه الاعتراف بهزيمته في إسطنبول.
وكان هذا البيان أول تصريحات يدلي بها الرئيس السابق جول في شأن عام بالدولة منذ شهر يناير/كانون الثاني 2018، الذي شهد خلافات بينه وبين أردوغان رفيق دربه في تأسيس حزب العدالة والتنمية.
وعلى الشاكلة نفسها أصدر داوود أوغلو بياناً يوم 22 أبريل/نيسان الماضي، شن فيه هجوماً حاداً على نظام أردوغان، على خلفية مماطلته، وإصراره على عدم الاعتراف بهزيمته في إسطنبول.
البيان الذي هو عبارة عن توصيات واستنتاجات فيما يقرب من 20 صفحة حول الأوضاع بتركيا، شدد على تدخل أردوغان في سجالات سياسية حادة أغلب الوقت، وظهوره كأحد الأطراف، على الرغم من أنه يتعين عليه الوقوف على مسافة واحدة من الجميع، تسبب في قطيعة نفسية بين الرئاسة ونصف المجتمع على الأقل.
وذكر في بيانه أن النظام الرئاسي بقيادة أردوغان يعيش حالة من القطيعة مع نصف المجتمع، منتقداً تراجع الحريات بالبلاد، وانحياز الرئاسة إلى طرف ضد آخر في الانتخابات المحلية التي جرت 31 مارس/آذار الماضي.
ويوم 22 مايو الماضي، خرج داوود أوغلو، ووجه رسائل قوية لأردوغان، أكد خلالها أن البلاد تعيش في فوضى وأنه يجب تصحيح المسار .
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها، رئيس الوزراء الأسبق، خلال مشاركته بمأدبة إفطار رمضانية في العاصمة أنقرة، بصحبة عدد من النواب السابقين بحزب العدالة والتنمية الحاكم.
وقال داوود أوغلو إن "التشاؤم موجود في كل مكان، والأزمات الاقتصادية والخطابات السياسية المتوترة والتآكل الأخلاقي الذي نعاني منه جميعاً، كل ذلك يشعرنا بالحزن لخلقه أجواء متشائمة، ولكن علينا تصحيح مساراتنا في هذه الفترة الفوضوية".
وأوضح أن "ما ندافع عنه هو الحرية والأمن، وكلاهما هدف رئيسي يتعين علينا أن ننجح فيه في الوقت نفسه وبالمقدار نفسه، فلو ضحينا بالأمن في سبيل الحرية سيؤدي ذلك للفوضى، وإذا ضحينا بالحرية في سبيل الأمن فسيؤدي ذلك بنا إلى أنظمة مستبدة. فلا يمكن لنظام حاكم أن يستمر وهو يتعارض مع طبيعة البشر".
aXA6IDMuMTUuMjAzLjI0MiA= جزيرة ام اند امز