صحيفة نمساوية: أردوغان يغرق في أزمات الاقتصاد والعقوبات الأمريكية
العديد من رواد الأعمال قلقون للغاية من تدخلات حكومة العدالة والتنمية المتزايدة في الاقتصاد ومحاولات ضبط سعر الليرة على حساب المستثمرين.
أفاد تقرير لصحيفة دير ستاندرد النمساوية، الجمعة، بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يغرق في أزمة كبيرة بسبب تراجع معدلات الاقتصاد وارتفاع المخاطر التي تحيط به جراء العقوبات الأمريكية المرجح فرضها على أنقرة بسبب شراء منظومة "إس 400" الدفاعية التي كان من المقرر أن يتسلمها نظام أردوغان من موسكو هذا الصيف حسب ما أعلنت أنقرة أكثر من مرة.
وأضاف التقرير أنه "قبل أيام، دعت جمعية رواد الأعمال التركية إلى الالتزام بقواعد اقتصاد السوق، وانضمت إلى قائمة منتقدي تدخلات الحكومة في الاقتصاد، والوضع المتردي الذي وصلت إليه البلاد اقتصاديا".
وتابعت الصحيفة في تقريرها أن "العديد من رواد الأعمال وممثلي الشركات قلقون للغاية من تدخلات حكومة العدالة والتنمية المتزايدة في الاقتصاد ومحاولات ضبط سعر الليرة على حساب المستثمرين".
وأكملت "انهارت الاحتياطات النقدية التركية إلى ١٤ مليار يورو فقط"، متابعة "إذا تعرض اقتصاد تركيا لصدمة خارجية جديدة فلن يستطيع البنك المركزي إنقاذ الليرة من الانهيار".
ومضت قائلة "بدلا من وضع خطة طويلة الأجل لتحقيق التعافي الاقتصادي، تلجأ الحكومة التركية إلى السياسات التجميلية قصيرة الأجل"، موضحة "خلال بداية الأسبوع الجاري، أمر البنك المركزي البنوك بتأخير التحويلات التي تتعدى حاجز الـ١٠٠ ألف دولار، يوما واحدا".
وأشارت الصحيفة إلى أن مراقبي الاقتصاد التركي يتخوفون من أن تكون إجراءات البنك المركزي التركي مقدمة لضوابط أكثر لرأس المال، محذرين من أنها يمكن أن تقوض الثقة في الاقتصاد التركي.
الصحيفة قالت في هذا الإطار "لذلك ليس غريبا تزايد الانتقادات للأداء والسياسات الاقتصادية، ومنذ أيام وجهت مجموعة الأناضول، أكبر سلسلة شركات في البلاد، انتقادات كبيرة للحكومة".
واستطردت قائلة "في ظل التراجع الحاد في الاحتياطات النقدية، وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين، يفقد الاقتصاد ميزة التنافسية".
ونوهت بأن الاقتصاد التركي من المنتظر أن يحقق معدل نمو لن يتخطى ٢.٥% هذا العام.
وبدلا من أن يعالج النظام التركي الأخطاء الاقتصادية، يتهم الشركات والهيئات التي تنتقده بأنها جزء من مؤامرة خارجية، حسب دير ستاندرد.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فالاقتصاد التركي مهدد بمزيد من الانهيار خلال أسبوعين، بسبب احتمال فرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على أنقرة، وفق الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة النمساوية في تقريرها إن أنقرة لا تريد أن تتراجع عن صفقة منظومة "إس 400" الدفاعية من روسيا، فيما وضعت الولايات المتحدة مهلة تنتهي بعد أسبوعين لإلغاء الصفقة.
وتابعت "في حال لم تتراجع تركيا، ستفرض واشنطن عقوبات مؤلمة عليها ستدفع الليرة لانهيار كبير".
يذكر أن تركيا وقعت في 2017 عقدا لشراء منظومات صواريخ إس-400 الدفاعية، بحسب ما أعلن الجانبان التركي والروسي في اتفاق أثار غضب حلفاء أنقرة في حلف شمال الأطلسي.
وفي 4 أبريل/نسيان الماضي اعتبر نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس أن شراء تركيا منظومة إس-400 الروسية يشكل خطرا على حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وهددت الولايات المتحدة الحكومة التركية بفرض مزيد من العقوبات عليها حال شرائها أنظمة صواريخ إس-400 من روسيا.
ويرى كثيرون أن فشل أنقرة في الحصول على المنظومة الدفاعية "إس 400" من شأنه أن يضع حدا لمغامرات أردوغان التوسعية في سوريا القريبة حيث تحتل قواته منطقة عفرين منذ أكثر من عام، وأقدمت على ارتكاب سلسلة من انتهاكات حقوق الإنسان فيها.
تجدر الإشارة إلى أنه منذ بداية ٢٠١٩، فقدت الليرة بالفعل 15% من قيمتها، وبات الدولار الواحد يعادل 6.8 ليرة.
واختتمت الصحيفة تقريرها بأن الاستثمارات الأجنبية تراجعت بشدة في تركيا، بسبب المسار السياسي المعادي للديمقراطية الذي ينتهجه أردوغان، وباتت قطر هي أكبر مستثمر في البلاد بعد أن ضخت ١٥ مليار يورو في الاقتصاد التركي مؤخرا.
aXA6IDMuMTM3LjE2Mi4yMSA= جزيرة ام اند امز