"لوموند" تطالب أوروبا بتوحيد صفوفها لمواجهة ابتزاز أردوغان
الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود أعلنت الإثنين الماضي، أنها ستبدأ عملية حدودية لمساعدة اليونان في التعامل مع آلاف اللاجئين السوريين
دعت صحيفة "لوموند" الفرنسية الاتحاد الأوروبي بتوحيد صفوفه لمواجهة ما وصفته بـ"عبثية الرئيس التركي رجب أردوغان" وابتزازه.
وقالت الصحيفة الفرنسية، في مقالها الافتتاحي الأربعاء: "على أوروبا أن تُظهر التضامن والحزم والواقعية والإنسانية في نفس الوقت، لمواجهة ابتزاز الرئيس التركي، الذي أعلن عن فتح حدوده الغربية مع اليونان".
وأضافت لوموند أن "استغلال المدنيين الذين يعيشون في محنة ومناطق الأزمات، واستخدامهم بشكل كبير كورقة ضغط في صراعات القوة الدولية ليست بالأمر الجديد، لكن ابتزاز الاتحاد الأوروبي بالمهاجرين، يتجاوز الحد الأقصى من العبث وانعدام الإنسانية وزعزعة الاستقرار".
- "الجارديان": أردوغان المستبد على أعتاب كارثة بسوريا
- بدعم اليونان وتحذير أردوغان.. أوروبا تحاصر ابتزاز تركيا
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن اللاجئين الذين يهدد أردوغان بإغراق أوروبا بهم، يفرون من الحرب التي تسبب فيها هو نفسه في إدلب، آخر معاقل الجماعات الإرهابية التي يرعاها في سوريا.
ووفقاً للصحيفة أيضاً، فإن تركيا بإعلانها 27 فبراير/شباط الماضي، فتح حدودها الغربية مع اليونان، جاءت بمثابة رسالة من أردوغان تشير إلى أنه يسعى لتكرار سيناريو عام 2015، عندما عبر مليون شخص نزحوا بسبب الحرب في سوريا، عبر حدود بلاده إلى أوروبا، مما تسبب في أزمة إنسانية على الصعيد الأمني والسياسي.
ولفتت "لوموند" إلى أن آثار تلك الأزمة تسببت في صعود اليمين المتطرف بأوروبا، وأصبح موضوعا شائكا في كل الانتخابات، حتى تم إيقاف تدفق اللاجئين، بداية من مارس/آذار 2016، ولكن مقابل ثمن باهظ تم منحه لأنقرة.
استراتيجية تركيا الخبيثة
وقالت الصحيفة الفرنسية: "إن تركيا تسعى إلى إعادة السيناريو السابق، بإثارة الانقسامات داخل دول أوروبا وزعزعة استقرارها، وصعود الشعوبية".
ورأت الصحيفة الفرنسية أن تلك "الدوافع الخبيثة" للنظام التركي ظهرت بتركيز وسائل الإعلام الموالية له على المشاهد التي تظهر ضباط الشرطة اليونانية الذين صدوا المهاجرين بالغاز المسيل للدموع، أو اعتداء بعض السكان في جزيرة ليسبوس ضد طالبي اللجوء.
واختتمت افتتاحية الصحيفة بأنه "بدلاً من الاستسلام لأي ذعر تسببه تركيا، يجب على الاتحاد الأوروبي إظهار التضامن والحزم والواقعية والإنسانية في نفس الوقت؛ وذلك عبر دعم اليونان وبلغاريا سياسيا وماديا".
وأعلنت الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود "فرونتكس"، الإثنين الماضي، أنها ستبدأ عملية حدودية لمساعدة اليونان في التعاطي مع آلاف المهاجرين الساعين لدخول الاتحاد الأوروبي من تركيا.
والوكالة التي تتخذ من وارسو مقرا لها، أعلنت الأحد "رفع مستوى التأهب" ونشرت وحدات دعم لليونان، قالت إنها ستطلب من دول الاتحاد الأوروبي وفضاء شنجن تقديم عناصر ومعدات.