سيناريوهات العقاب الأوروبي لأردوغان.. حظر التسليح أبرز الخيارات
مسؤول أوروبي قال إن الاتحاد يتابع ويرصد كل التطورات في ملف العلاقات مع تركيا، ويمكن أن يتخذ قرارات بحقها في قمته المقررة ديسمبر المقبل
وسعت تركيا رقعة سياستها الاستفزازية في أوروبا والشرق الأوسط، لتشمل الصراع بين أذربيجان وأرمينيا، بعد أن لعبت أدوارا مزعزعة للاستقرار في شرق المتوسط وليبيا والعراق وسوريا خلال السنوات الماضية.
كل هذه التحركات الأحادية التركية، تثير غضب أوروبا، وتعد اختبارا قاسيا لصبرها، وتفتح باب فرض عقوبات قوية على نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لردعه عن ممارسة سياسة عدوانية.
وفي هذا الإطار، قال مسؤول أوروبي لـ"العين الإخبارية" إن "استمرار أنقرة في سياستها الحالية وانتهاكاتها للقانون الدولي سيدفع الاتحاد الأوروبي لاستخدام جميع الأدوات والخيارات المتاحة، بما في ذلك فرض عقوبات قوية عليها".
مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي لديه مصلحة استراتيجية في تطوير علاقة تعاونية متبادلة المنفعة مع تركيا، لكن أنقرة مطالبة في المقابل بالامتناع تماما عن الإجراءات الأحادية التي تتعارض مع مصالحنا وتنتهك القانون الدولي والحقوق السيادية للدول الأعضاء.
ولفت المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه إلى أن "الاتحاد الأوروبي يتابع ويرصد كل التطورات في ملف العلاقات مع تركيا، ويمكن أن يتخذ قرارات بحقها في قمته المقررة ديسمبر/كانون الأول المقبل".
وفي تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، قال الخبير فولفغانغ بوزتاي، رئيس الهيئة الاستشارية للمجلس الوطني للعلاقات الأمريكية الليبية (خاص): "في ضوء المشاكل العديدة الموجودة بين الاتحاد الأوروبي أو الدول الأعضاء منفردة، وتركيا، وسياسات الرئيس رجب طيب أردوغان المزعزعة للاستقرار من ليبيا إلى أذربيجان، سيتعين على الاتحاد الأوروبي عاجلاً أم آجلاً أن يتبع نهجا أكثر قوة في مواجهة أنقرة".
وتابع "ومع ذلك يجب أن يتعاطى الاتحاد الأوروبي مع أنقرة بحساسية وتركيز شديدين، لأن استقرار تركيا وتحسين وضعها الاقتصادي في مصلحة أوروبا".
وأوضح "لذلك.. يمكن فرض عقوبات تستهدف الأفراد (مسؤولي النظام التركي)، كما أن حظر تصدير الأسلحة لتركيا سيكون خطوة أولى معقولة لعقاب أنقرة".
ومضى قائلا "توقفت كندا مؤخرا عن تسليم أجهزة استشعار للطائرات بدون طيار إلى تركيا، بسبب دورها في أذربيجان، وبإجراءات مماثلة يمكن أن تضرب أوروبا تركيا بشدة".
أما غونتر ماير، رئيس مركز البحث في قضايا العالم العربي في جامعة ماينز الألمانية، فقال لـ"العين الإخبارية" إن عواصم أوروبية منها برلين ستحاول الضغط على تركيا سياسيا لحلحلة مواقفها في ليبيا وشرق المتوسط وأذربيجان، بالإضافة إلى فرض عقوبات قوية عليها".
ومؤخرا، لعبت تركيا دورا تحريضيا في النزاع الحدودي بين أرمينيا وأذربيجان، وأرسلت مرتزقة للقتال إلى جانب الأخيرة.
ومنذ أشهر، تدعم تركيا بقوة حكومة الوفاق غير الدستورية في غرب ليبيا، وتنقل الأسلحة والمدرعات والطائرات المسيرة بكثافة إلى طرابلس، فضلا عن آلاف المرتزقة السوريين.
aXA6IDEzLjU5LjExMi4xNjkg جزيرة ام اند امز