أسلحة أردوغان الفاشلة.. آلات موت تستهدف العرب والمسلمين
طائرات وأسلحة، معظمها لشركات عائلية، صنعت لتؤمن وقود أنقرة بساحات الحرب التي تشعلها في المنطقة العربية
إلى صدور العرب والمسلمين، يوجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أسلحته، وفي أمنهم واستقرارهم يدق إسفين الدمار والخراب، ومن نار الفتن التي يثيرها يخلق أسواقا لآلات الموت المعيبة.
طائرات وأسلحة، معظمها لشركات عائلية، صنعت لتؤمن وقود أنقرة بساحات الحرب التي تشعلها في المنطقة العربية، قبل أن تفشل بأولى اختباراتها وتتساقط على أرض المعارك، معلنة فشلا ذريعا لوهم الصناعات العسكرية التركية.
فمن إدلب إلى طرابلس، تناثر حطام طائرات أردوغان المسيرة، في سقوط مدو تؤكد تقارير استخبارية عديدة وجود عيوب أصلية في إنتاج الدرونز التركية، وخصوصا طائرات "بيرقدار" التي عجزت عن الاستمرار في العمل لفترة طويلة، فكان أن تحطمت على صخور وهم مصنعها.
تسويق الوهم
بالعامين الأخيرين، سوّقت أنقرة لمجموعة من الصفقات تركزت أغلبها مع ليبيا وقطر، بالإضافة إلى صفقة أخرى مع أوكرانيا لبيع طائرات دون طيار من طراز "بيرقدار" تي بي-1 وتي بي- 2.
وتشكل هذه الطائرات المسيرة ركيزة الصناعة الجوية الدفاعية التركية، ويشرف عليها صهره سلجوق بيرقدار والشركة التركية للصناعات الدفاعية (بيكار)، وسط تقارير محلية من المعارضة تتحدث عن فساد يشوب هذه المشاريع سواء على مستوى التصنيع أو التسويق.
غير أن المشاريع التركية برمتها على هذا المستوى سرعان ما سقطت بأولى اختباراتها الميدانية سواء في سوريا أو في ليبيا، في فشل عزز الشكوك في "الكمالية" التي لطالما روج لها نظام أردوغان لتلك المقاتلات الصغيرة.
ففي ديسمبر /كانون الأول الماضي، قالت تسريبات للمعارضة التركية إن جيش البلاد إكتشف أعطالا منهجية ومشاكل عميقة في طائرات بيرقدار المسيرة، غير أن أردوغان أصدر أوامر صارمة بالتكتم على الأمر، ولاحق جميع من سولت له نفسه بالتطرق للموضوع، فيما استمر بالترويج كذبا للطائرات وعقد صفقات لبيعها.
ولم تكن تلك أول بوادر الحديث عن عيوب طائرات صهر أردوغان، إذ سبقتها اعترافات لجنود من الجيش التركي ممن فروا ليلة الانقلاب المزعوم في يوليو/ تموز 2016، حيث أكدوا أن الطائرات تعاني من عيوب تصنيعية هيكلية، وأن أردوغان على علم بذلك، غير أنه يصر على الهروب إلى الأمام من أجل أهدافه.
وقدم الجنود تفاصيل دقيقة عن مكامن الخلل في تلك الطائرات وغيرها من الأسلحة التركية محلية الصنع، والتي استخدمتها أنقرة في حربها ضد الأكراد في سوريا.
ورغم أن أردوغان نزل بثقله للتعتيم على تلك التقارير الاستخبارية الهامة، إلا أن جبهات القتال التي أقحم فيها أسلحته سرعان ما فضحت سره، حيث تساقطت طائرات صهره من تلقاء نفسها، أو تعطلت بعد هبوطها، وفق ما نقله موقع يوناني عن جنود أتراك قالوا إن "معظم خسائر بيرقدار تي بي 2 حدثت بعد الهبوط".
مشاكل فنية وعيوب بالجملة
خبراء أشاروا إلى أن فشل الطائرات التركية في أداء مهامها يعود بالأساس إلى مشاكل فنية جوهرية، ترتبط بخلل في التصنيع، وهذا سر عيوب جميع مسيرات أنقرة سواء بلنسبة لطائرات بيرقدار أو الطرز المحلية الأخرى.
ومن أبرز العيوب محدودية وزن الذخائر التي يمكن لهذه الطائرات تحميلها، حيث يتراوح وزن القذيفة من 45 إلى 65 كيلوجراما، كما أن المدى الإجمالي للطيران لا يتعدى 150 كيلومتر، وهذا ما يؤثر بشكل مباشر على قدرة الطائرة على المناورة والفاعلية، ويفسر عجزها عن المقاومة.
تقارير إعلامية قارنت مسيرة صهر أردوغان مع طائرة "غراي إيغل" الأمريكية، والتي يمكنها الطيران لمسافة 400 كيلومترا بشكل متواصل، فيما تستطيع حمل ذخائر تتعدى حاجز الـ 300 كيلوجرام، في لائحة مميزات تتفوق بأشواط عن نظيرتها التركية.
من جانبه، كشف موقع "نورديك مونيتور" السويدي، قبل عام، عن رسائل عسكرية سرية تعود لعام 2016، استعرضت قائمة بعيوب طائرات بيراقدر تتمحود في مجملها حول أنظمة الاتصال والقدرات الهجومية.
وهن وإشكالات جعلت المسيرات التركية هدفا سهلا لدفاعات النظام السوري وللجيش الوطني الليبي، وبانتشار صور تساقطها في ساحات المعارك مع ما رافق ذلك من سخرية وجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تراجع الطلب عليها، ما أجبر أنقرة في العديد من الموات على استبدالها بمسيرات أخرى.
مدرعات فاشلة
حظيت المدرعات التركية من طراز "Kipri" و"Vuran" بشهرة واسعة في ليبيا، وإن بمنحى سلبي، عقب استخدامها من قبل ميليشيات طرابلس الإخوانية، واكتشاف لائحة طويلة من عيوبها.
مستخدمون للمدرعات التركية رصدوا إخلالات بارزة لها، في مقدمتها البطء في المناورة، والتدريع السيء، ورد الفعل البطيء للبنادق الرشاشة، وضعف محاور الدوران الأمامية، وتسرب زيت علبة التروس، وتعثر الباب الخلفي، وتفويت التروس للنقلات أثناء تغيير السرعات، وغيرها.
عيوب جعلت المدرعات فريسة سهلة للجيش الوطني الليبي الذي رصد أداءها السيء، فيما استعرض موقع "برو نيوز" اليوناني، في يناير كانون ثاني الماضي، تقريرا نشره حساب "M.LNA" الناطق بالإنكليزية، والمحسوب على الجيش، تضمن مراجعة لأداء المدرعة التركية "BMC Kipri" في ميدان المعركة، استنادا إلى عدد من نسخها المصادرة.
وقال التقرير المدعوم بالصور، إن الكاميرات الخارجية تتعرض للعطل بشكل سريع بمجرد انتشار الغبار الناجم عن تحركها أو بسبب شظايا الانفجارات، كما أنها ثقيلة وبطيئة بشكل كبير، حيث لا تتعدى سرعتها القصوى حاجز 73 كيلومتر في الساعة.
وعن سر سقوطها السريع بأيدي الجيش الوطني، أوضح أن المدرعة لا تمتلك القدرة على التشويش على المروحيات إضافة إلى فشل نظام نفخ الإطارات الذي من المفترض أن يعمل حالما يتم استهدافها، وأعطال كثيرة أخرى في النظام الكهربائي ودرجة حرارة المحرك وغيره.
ضعف صنع توليفة فشل المدرعات التركية سواء في معارك ليبيا أو سوريا، وقلص خصائصها على جميع المستويات إلى مجرد آلات مختلة التركيبة ضعيفة في المناورة، لا تصلح إلا لمواجهة عناصر ضعيفة التسليح والخبرة القتالية، كما أنها غير محصنة تجاه العبوات الناسفة بدائية الصنع، فضلا عن سهولة استهدافها من الجو بالطيران المروحي، وهو حال جميع الأسلحة والعتاد الحربي المصنع بأياد هاوية لم ترق بعد إلى مستوى الحرفية المطلوب في مجال الصناعات العسكرية.