أردوغان وجول.. شركاء الأمس أعداء اليوم
الرئيس التركي رجب أردوغان دخل وسلفه عبد الله جول في جدل علني صاخب، ما أثار التساؤلات حول تداعيات الخلاف بينهما على انتخابات 2019؟
تحول الخلاف المحتدم منذ فترة طويلة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وسلفه عبدالله جول إلى جدل علني صاخب، ما يثير تساؤلات بشأن إمكانية تحول مثل هذا الخلاف إلى مواجهة علنية في انتخابات الرئاسة المقبلة في 2019.
شريكا الماضي
شارك كل من جول وأردوغان في تأسيس حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، الذي يسيطر على الساحة السياسية التركية منذ 2002، وتولى جول منذ ذلك مناصب رئيس الوزراء ووزير الخارجية ورئيس الجمهورية بين 2007 و2014.
لزم جول الصمت بعد انكفائه عن الساحة السياسية، فيما انكب أردوغان على توسيع صلاحيات الرئاسة، قبل أن تنتشر الشائعات حول استياء الرئيس السابق من المسار الذي اتخذته تركيا، وسط مرارة استبعاده من الحزب الحاكم.
وأظهر جول اعتراضه خصوصا من الاستفتاء الذي دعا إليه أردوغان في إبريل/نيسان الماضي لتوسيع الصلاحيات الرئاسية، وفاز فيه بفارق بسيط.
لكن إقرار مرسوم طوارئ ديسمبر/كانون الأول الماضي، نص على إعفاء المدنيين من المحاسبة القانونية على أي عمل أسهم في إحباط محاولة انقلاب 2016، هو ما استدعى تدخلا نادرا من جول.
واعتبر الرئيس السابق أن المرسوم "يثير القلق على مستوى فهم حكم القانون"، ويهدد "بتطورات في المستقبل قد تثير استياءنا جميعا".
ورد أردوغان، دون ذكر جول بالاسم، مؤكدا أن الذين يشعرهم المرسوم بالقلق لا يختلفون بشيء عن رافضي التعديلات الدستورية في استفتاء إبريل/نيسان.
خلاف مفتوح
اندلع الخلاف بين الشريكين للمرة الأولى في مايو/أيار-يونيو/حزيران 2013 بعد رفض أردوغان أي تنازل في مواجهة احتجاجات مناهضة للحكومة، فيما أيد جول مقاربة أكثر تصالحية.
وأسهم الكاتب الموالي لأردوغان في صحيفة "حرييت" عبدالقادر سلوي في إذكاء الخلاف بين شريكي الماضي، وأشار إلى سريان معلومات بشأن احتمال ترشح جول عن معسكر المعارضة لمواجهة أردوغان في انتخابات 2019.
ومن جانبها، اعتبرت صحيفة "أيدِنلك" أن جول يقوم بـ"جولات انتخابية" عبر برنامج سفر مكثف يشمل زيارات إلى قطر والسعودية وبريطانيا، وسط تواصل وثيق مع رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو الذي استبعد في 2016.
وأشار محللون إلى أن الخلاف الجاري يعكس خطوة جديدة يتخذها جول، المعروف بحذره الشديد، الذي نجح حتى الساعة في إبقاء أي انتقاد لحليفه السابق ضمن الحيز الخاص.
لكنه من السابق لأوانه الافتراض أن يشكل جول تحديا لأردوغان استعدادا لانتخابات 2019 الرئاسية، ما قد ينعكس في مواجهة انتخابية.
وأكد المحللون أن تشكيل جول أي تحد جدي يتطلب استعادته ثقة خصوم أردوغان، المفقودة بسبب صمته المطول بشأن عدة مسائل حيوية وتفاديه المواجهة العلنية حتى الآن.