أردوغان يشيطن منافسيه ليبقى رئيسا.. يعادونني شخصيًا
لا يعي الرئيس التركي أن مقتضيات العملية الديمقراطية تقتضي وجود منافسين له، ويكيل لهم الانتقادات بصورة دائمة.
يبدو أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لا يعي أنه أعلن عن إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، وأن مقتضيات العملية الديمقراطية تقتضي وجود منافسين له، لكن ما يظهر للجميع أنه لا يرى سوى نفسه، معتبرًا أنه "الرئيس الأبدي" للشعب التركي، دون أن يأبه لأطياف الشعب، فقد اتهم بشكل صريح سعي أحزاب المعارضة للتجمع لمنافسته في الانتخابات المبكرة التي أعلن عنها في وقت سابق، بـ"معاداته شخصيا".
ففي كلمة له أمام حزبه "العدالة والتنمية"، انتقد أردوغان بشدة محاولات التحالف بين أحزاب المعارضة، قائلا: "عقدنا تحالفاً انتخابياً شفافاً وصريحاً مع حزب الحركة القومية، فيما أحزاب المعارضة يسعون في الخفاء، لتشكيل تحالف هدفه الوحيد، العداء لرجب طيب أردوغان".
وأثارت الخطوة التي قام بها 15 نائبا ينتمون إلى حزب الشعب الجمهوري، بالانضمام إلى "حزب الصالح"، الذي أسسه منشقون عن الحركة القومية، لتأمين العدد الكافي من النواب للحزب كي يتمكن من المشاركة، مخاوف أردوغان من تعدد منافسيه، خاصة بعدما أعلنت الهيئة العليا للانتخابات أن بإمكان "حزب الصالح" المشاركة في الانتخابات بشكل مؤكد.
وعاد الرئيس التركي لـ"شيطنة" هذه الخطوة من قبل المعارضة، متسائلا: "هل يمكن أن يكون هناك جانب أخلاقي لهذا الأمر؟"، في إشارة إلى انضمام النواب الـ 15 لصفوف "الحزب الصالح".
وحتى الآن، لا تزال ميرال أكشنار وزيرة الداخلية السابقة -التي تحظى بشعبية وأسست الحزب الصالح القومي العام الماضي، بعد أن انفصلت عن حزب الحركة القومية اليميني المؤيد لأردوغان- تمثل التحدي الأكبر أمامه.
"غول" و"أوغلو".. تحالف قد يطيح بأردوغان
"المصائب لا تأتي فرادى".. هذا هو الحال الذي يشعر به الرئيس التركي، بعد أن عقد الرئيس السابق، عبد الله غول، اجتماعا مع رئيس الوزراء التركي وزير الخارجية الأسبق، أحمد داود أوغلو، في أنقرة، أمس، في وقت يتزايد الحديث عن إمكانية خوض غول، صاحب الشعبية الكبيرة، الانتخابات منافسا لأردوغان.
وبحسب صحيفتي "حرييت"، و"خبر ترك"، فإن الاجتماع استمر لمدة ساعة، فيما أكدت صحيفة "أحوال" أن زعيم حزب السعادة، تيميل كرم الله أوغلو، يحاول إقناع غول بقبول الترشح للانتخابات الرئاسية، وذلك في وقت تبحث فيه أحزاب المعارضة عن مرشح قوي يستطيع سحب البساط من تحت أقدام أردوغان.
و"غول" هو مؤسس حزب العدالة والتنمية الفعلي ويتمتع قاعدة كبيرة من المؤيدين داخل الحزب وخارجه، حيث اتسمت فترة رئاسته للبلاد بالاتزان والحيادية والتواصل مع جميع التيارات السياسية، وقد يعني ترشحه انقساما في الحزب الحاكم، مما سيمثل تهديدا حقيقيا لطموحات أردوغان.
انتخابات في ظل الطوارئ تواجه اتهامات بـ"التزوير"
وجهت الولايات المتحدة وعدة دول، ومحللون وسياسيون، انتقادات حادة للرئيس التركي بسبب تمديد حالة الطوارئ، مؤكدة أنها "لن تؤدي لانتخابات نزيهة"، وهو الأمر الذي رفضته أنقرة.
وكان البرلمان مدد قبل أيام حالة الطوارئ، التي فُرضت بعد محاولة انقلاب وقعت في يوليو/تموز 2016، لمدة 3 أشهر أخرى. وهذه هي المرة السابعة التي يتم فيها تمديد حالة الطوارئ التي تسمح لأردوغان وحكومته بتجاوز البرلمان في إصدار القوانين وتعليق الحقوق والحريات.
كما دعت الأمم المتحدة الشهر الماضي إلى إنهاء حالة الطوارئ في تركيا قائلة إنها أدت إلى انتهاكات "ضخمة وخطيرة" لحقوق الإنسان في جنوب شرق البلاد الذي تقطنه غالبية من الأكراد وإن الانتهاكات تضمنت عمليات قتل وتعذيب.
ووافق البرلمان التركي، الجمعة قبل الماضي، على اقتراح بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 من يونيو/حزيران قبل موعدها بأكثر من عام، وذلك بعدما قال أردوغان إنه ينبغي إجراؤها مبكرا.
وأصدر أردوغان تعليمات للحكومة التركية بتعقب المعارضة في البلاد، عبر أوامر الاعتقال أو التسريح والطرد من الوظائف، وهناك نحو 50 ألف شخص في سجون تركيا على ذمة المحاكمة لدورهم في الانقلاب الفاشل، كما أوقفت السلطات عن العمل نحو 150 ألفا من الموظفين الحكوميين بينهم مدرسون وقضاة وجنود بموجب أحكام الطوارئ التي فرضتها تركيا بعد محاولة الانقلاب.