معركة بلدية إسطنبول تنتهي بهزيمة ساحقة لأردوغان
بعد صراع استمر 17 يوما تم إعلان فوز مرشح المعارضة في إسطنبول، مركز ثقل أردوغان، لتؤكد بداية نهايته كما كانت بداية صعوده عام 1994.
بعد مداولات وصراعات سياسية، أعلن حزب الشعب الجمهوري المعارض، الأربعاء، فوز مرشحه أكرم إمام أوغلو، رسميا برئاسة بلدية إسطنبول، بعد أن أظهرت نتائج إعادة الفرز حصوله على 4 ملايين و169 ألفا و765 صوتاً مقابل حصول مرشح العدالة والتنمية بن علي يلدريم على 4 ملايين و156 ألفا و36 صوتاً.
بهذه النتائج أسدل الستار على صراع استمر 17 يوما بين المعارضة وحزب العدالة والتنمية الحاكم، حول نتائج انتخابات بلدية إسطنبول، التي تعد مركز ثقل أردوغان، لتؤكد بداية نهاية نظامه، كما كانت من قبل بداية صعوده السياسي في عام 1994.
- 11 بلدية تمهد لنهاية عصر ديكتاتورية أردوغان
- حزب أردوغان يطالب بإعادة انتخابات إسطنبول.. والمعارضة: خرق للقواعد
ففي الأول من أبريل الجاري، كشفت النتائج غير الرسمية فوز مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو بمنصب رئيس بلدية إسطنبول، وهو ما اعترف به رجب طيب أردوغان في تصريحات تليفزيونية، قائلا: "إن حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه خسر انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول"، مضيفا "أن أغلبية الأحياء في إسطنبول كانت لنا أو تنافسية، لكن يبدو أننا خسرنا انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول".
لم يتوقع المراقبون أن تنتهي معركة بلدية العاصمة الثقافية لتركيا بهدوء، لاسيما أن مرشح الحزب الحاكم كان رئيس وزراء أردوغان ورئيس البرلمان التركي الذي قدم استقالته لخوض هذه الانتخابات.
وبالفعل، بعد دقائق من تصريحات أردوغان، قال فخر الدين ألتون رئيس دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية: "إن تصريحات الرئيس بشأن نتائج الانتخابات في إسطنبول لا تتناقض مع إعلان فوز مرشح حزب العدالة والتنمية"، لتبدأ سلسلة من المداولات والمراوغات من جانب حزب العدالة والتنمية، بهدف إقصاء مرشح المعارضة عن المنصب.
فقد اعتمد الحزب التركي الحاكم على إطالة أمد إعادة فرز الأصوات للتصويت في النتائج، في خطوة تمهيدية لطلب إعادة الانتخابات، وهو ما تحقق بالفعل أمس الثلاثاء، حيث قدّم "حزب العدالة والتنمية"، طلبا رسميا لإعادة الانتخابات في إسطنبول بعد طعنه بنتائج الاقتراع الذي أجري الشهر الماضي وفازت فيه المعارضة، بحجة أنها شهدت تجاوزات ومخالفات.
واتُّهم مرشّح "حزب الشعب الجمهوري" التركي المعارض أكرم إمام أوغلو "حزب العدالة والتنمية" بخرق قواعد اللعبة الانتخابية، علما بأنه تفوق على حزب العدالة والتنمية بن علي يلدريم بـ15 ألف صوت بعد إعادة فرز جزئية لبطاقات الاقتراع.
لتنتهي مراوغات حزب أردوغان، اليوم الأربعاء، بعد أن تسلم أوغلو وثيقة تنصيبه رسميًا من قبل اللجنة الانتخابية بالمدينة.
وقامت اللجنة الانتخابية بمدينة إسطنبول بتسليم أوغلو وثيقته في حضور عدد من قيادي حزب الشعب الجمهوري، وحشد كبيره من أنصاره، فضلا عن عدد من وسائل الإعلام المختلفة.
وكانت اللجنة الانتخابية بإسطنبول انتهت، مساء أمس الثلاثاء، من إعادة فرز 1089 صندوقًا انتخابيًا بقضاء "مال تبه" الذي استغرقت عملية إعادة فرز الأصوات فيه أكثر من أسبوع؛ جراء الطعون المتكررة لحزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان.
وكان آخر تلك الطعون، قد قدمها الحزب الحاكم، اليوم الأربعاء، زعم فيه وجود مخالفات في المضابط التي تم إعدادها بعد الانتهاء من الفرز؛ لكن اللجنة الانتخابية رفضت ذلك الطعن.
يشار إلى أن لدى أردوغان ونظامه هاجسا معقدا فيما يتعلق بإسطنبول التي تعد مسألة رمزية، إذ إنها المكان الذي بدأ فيه الرجل حياته السياسية قبل 25 عامًا، حيث تعمقت جذوره.
aXA6IDEzLjU5LjkyLjI0NyA=
جزيرة ام اند امز