في انتظار نتائج الانتخابات.. خطة أردوغان لشرعنة الدكتاتورية في تركيا
مساعي أردوغان للقبض على خيوط السلطة في يده تؤشر على عدم قبوله لخسارة محتملة في الانتخابات وتعزز المخاوف من التلاعب في نتائجها
في انتظار نتائج الانتخابات التي انطلقت في تركيا اليوم الأحد، وسط توقعات بأن يذهب الرئيس رجب طيب أردوغان إلى جولة إعادة، استعد حزب العدالة والتنمية لترسيخ سلطته وتدشينه دكتاتورا.
وبينما توقع المراقبون أن تنهي الانتخابات الحالية مسيرة أردوغان في السلطة، تنامت شكوك المعارضة بعزم حكومة الرئيس التركي على التلاعب بنتائج الانتخابات، خاصة في ضوء نشر وسائل إعلام رسمية حصوله على نحو 52% من الأصوات قبل ساعات من بدء الاقتراع، وهو الأمر الذي اعتذرت عنه لاحقا وزعمت أنه كان بثا تجريبيا.
لكن مساعي أردوغان للقبض على خيوط السلطة في يده تؤشر على عدم قبوله لخسارة محتملة في الانتخابات، التي قرر تبكير موعدها لتفادي انهيار شعبيته أكثر وأكثر بسبب تردي الوضع الاقتصادي في البلاد، وعصفه بمعارضيه منذ الانقلاب المزعوم قبل عامين ما أثقل ملف انتهاك الحريات في البلد التي كانت تأمل الانضمام للاتحاد الأوروبي.
وتناولت الصحافة في تركيا مسودة البنية الحكومية في النظام الرئاسي التي أعدها حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، بعد أن عدل أردوغان الدستور العام الماضي استعدادا للحظة انفراده بالسلطة.
وتقترح المسودة دمج وزارات لينخفض عددها من 21 وزارة إلى 16 فقط، وتشكيل 5 مكاتب و9 لجان و7 مؤسسات سيادية تتبع الرئاسة مباشرة.
تقترح المسودة التي أعدها حزب العدالة والتنمية الحاكم إدراج 16 وزارة ضمن تشكيل الحكومة في ظل النظام الرئاسي، إلى جانب المكاتب التي ستتبع الرئيس وستتولى إدارة المجالات الاقتصادية المختلفة، وهي: التمويل والاتصالات، والموارد البشرية، والتكنولوجيا، والاستثمار.
ووفق التصور الجديد ستكون تسع لجان من مكونات مجلس الوزراء في ظل النظام الرئاسي هي لجان؛ سياسات العلوم والتكنولوجيا والتجديد، سياسات التربية والتعليم، سياسات الاقتصاد، الأمن والسياسة الخارجية، سياسات القضاء، سياسات الصحة والغذاء، السياسات الاجتماعية، سياسات الإدارات المحلية.
كما ستتشكل مؤسسات تابعة للرئاسة مباشرة هي مؤسسة رقابة الدولة، ومؤسسة الأمن القومي، ورئاسة المخابرات القومية، ورئاسة الأركان العامة، واستشارية الصناعات الدفاعية، ورئاسة الشؤون الدينية، ورئاسة السياسات الاستراتيجية والموازنة.
ويأمل أردوغان إذا ما فاز في الانتخابات أن يبقي خيوط الدولة في قبضته، لكن قد يبدد أوهامه هذه حقيقة أن نهايته باتت قريبة بأكثر مما تصور بحسب مراقبيين.