اقتصاد تركيا يفقد توازنه.. وأردوغان تخلى عن المسؤولية
يقترع الأتراك غدا الأحد في انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة وسط تدهور الاقتصاد التركي وهبوط مؤشراته القطاعية
وسط تدهور الاقتصاد التركي وهبوط مؤشراته القطاعية، يقترع الأتراك غدا الأحد في انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة أملا في تغيير مستقبل بلادهم وعودة الاقتصاد للنمو.
خبراء اقتصاد في مؤسسات مالية دولية نقلت عنهم وكالة الأنباء الفرنسية التحذير من أن الاقتصاد التركي مقبل على فترة تباطؤ ملحوظة.
في الوقت نفسه يشير اقتصاديون إلى تنصل الرئيس التركي أردوغان عن مسؤولية هذا التراجع بتدخله في السياسات المالية، ويحمل أردوغان التدهور مرارا على قوى خارجية لم يسمها بالتآمر لإضعاف بلاده وعملتها -الليرة -.
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية في تقرير لها "تأتي الانتخابات التركية في وقت تمر فيه البلاد بأصعب فتراتها الاقتصادية حيث ارتفعت نسبة التضخم إلى 12.15 % وخسرت الليرة التركية 20 % من قيمتها أمام الدولار هذا العام.
في وقت سابق أجرى صندوق النقد الدولي تعديلا على توقعاته بشأن نمو الاقتصاد التركي، إذ خفّض من توقعاته للعام المقبل 2019 إلى 4 %.
كان النقد الدولي قد توقع في آخر تقرير له في يناير الماضي تسجيل معدل نمو للاقتصاد التركي يبلغ 4.3 % لعامي 2018 و2019.
وحسب صحيفة “حريت " التركية فإن الاقتصاد التركي يدخل مرحلة عصيبة، مع بلوغ الدين الخارجي المستحق على المدى القصير 183.3 مليار دولار، وفقا للصحيفة
في هذا الصدد يقول المحل التركي أردال ساغلام في الصحيفة "هذه الأرقام تثير القلق والخوف للمستثمر الأجنبي".
وتابع "في ظل هذه الأجواء التي بات استقلال البنك المركزي محط جدل خلالها أصبحت كيفية بلوغ الاقتصاد التركي مرحلة ستمكنه من الحصول على النقد الأجنبي محط قلق كبير بالأخذ في عين الاعتبار الأعباء الواقعة على مرحلة ما بعد الانتخابات".
ويضيف: "الصعوبات التي تواجه الاقتصاد لا تقتصر على هذا الأمر لأن تركيا تواجه مشكلات في التمويل اللازم من أجل الإنتاج"، مضيفا البنوك تقدم فائدة نسبة 17-18 % على المدخرات التي تتجاوز 100 ألف ليرة بسبب الفوائد المتزايدة باستمرار ما يعني رفع فوائد القروض إلى 23-24 في المئة على أقل تقدير.
في الوقت قال اقتصاديون بينهم خبراء مركز الأبحاث "كابيتال ايكونوميكس" ومقره لندن إن الأرقام الأخيرة التي أعلنت عن نمو الاقتصاد التركي ليست واقعية، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وقال خبير الأسواق الناشئة في المركز جيسون تافي إن الاقتصاد التركي مقبل على فترة "تباطؤ حاد في الفصول المقبلة".
وتسود مخاوف من إنهاك اقتصادي في تركيا في وقت سجل التضخم في أيار/مايو مستويات مرتفعة عند 12.15 % مع تزايد عجز الحساب الجاري.
وأشار تافي إلى أن المصرف المركزي التركي رفع أسعار الفائدة بتراكم بلغ 500 نقطة أساس في الأسابيع الأخيرة، محذرا من أن التجارب السابقة تظهر أن تشديد الأوضاع المالية "بالشكل الذي شهدناه في الأشهر الاخيرة" غالبا ما يؤدي إلى إبطاء النمو السنوي للاقتصاد.
ورفع المصرف المركزي التركي لمرتين في غضون أسبوعين أسعار الفائدة بعد أن تراجعت قيمة الليرة التركية إلى أدني مستوياتها بعد تداولها في 23 أيار/مايو عند 4.92 ليرة للدولار الواحد، قبل أن تقلص بعضا من خسائرها إثر رفع المركزي نسب الفائدة الرئيسية.
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xMzQg
جزيرة ام اند امز