الانتخابات التركية.. الأمل الأخير لضحايا "مقصلة أردوغان"
في ظل مجتمع يعيش على إيقاع المحاكمات والإبعاد، هناك مئات الآلاف من الأتراك مصيرهم معلق بنتائج الانتخابات للتخلص من مقصلة أردوغان.
قبل نحو 4 أيام من الانتخابات الرئاسية التشريعية المبكرة المقررة في 24 يونيو/حزيران، في تركيا، والتي تجرى في ظل حالة الطوارئ التي تجددت للمرة السابعة في أبريل/نيسان الماضي، هناك ملايين الأتراك مصيرهم معلق بنتائجها.
وفي ظل مجتمع يعيش على إيقاع المحاكمات والإبعاد، منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، شن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حملة ضد معارضيه تضمنت طرد أكثر من 100 ألف موظف، معظمهم تم اعتقالهم، والبعض الآخر فقد حقوقه الأساسية.
من بين هؤلاء الضحايا مأمور أحد السجون التركية، اتهمه نظام أردوغان بأنه من أنصار فتح الله كولن، ما دفعه إلى الهروب والاختباء في مسكن بأحد الأحياء الشعبية في إسطنبول، منتظرا نتيجة الانتخابات التشريعية المقبلة، حتى يخرج من سجنه الكبير، الذي لجأ إليه طواعية خوفا من بطش النظام.
في هذا الشأن، التقت إذاعة "أر إف إي" الفرنسية، ذلك الرجل الذي يعيش مختبأ، ومستقبله أصبح مرهوناً بخسارة أردوغان في تلك الانتخابات الرئاسية، ليعود إلى أسرته ويمارس حياته من جديد.
وأشارت الإذاعة الفرنسية إلى أن ذلك الرجل يعيش في جحيم منذ اتهامه بانتمائه لجماعة "كولن" دون أي دليل، وقالت زوجته: "إنه بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، لم يكن قلقاً وكان يتبع التعليمات جيداً، إلا أنه بعد نحو 25 يوماً، وبعدما كان مأموراً للسجن ومسؤول عن 500 سجين، لم يتصور يوماً أن تكون نهايته في زنزانة كبيرة أعدها بنفسه، ولا يعلم متى سيخرج منها".
وأضافت أنه "بعد طرده من الخدمة تم اعتقاله مع 18 متهماً في زنزانة مخصصة لـ3 فقط، وتمت معاملته بشكل مهين، وبعد 5 أشهر من احتجازه، تم الإفراج عنه، لكنه قرر أن يختبئ في شقة نائية بأحد الأحياء الشعبية، خوفا من بطش رجال أردوغان.
وتابعت: "تم تجميد حساباتنا المصرفية، كما طردنا من منزلنا بعد 24 ساعة من احتجازه، وتم حرمان زوجي من حقه بالمطالبة القضائية للعودة إلى العمل، فضلاً عن حرمانه من التأمين الاجتماعي، ما اضطرره للعمل في الممنوعات، وأصبحنا نقترض كي نعيش.. أصبحنا نخشى من صوت جرس الباب حتى لا يداهم المنزل قوات النظام بحثاً عن زوجي".
ونقلت الزوجة رسالة صوتية تركها زوجها قبل رحيله عن أسرته قال فيها: "أحب بلدي ولكن لا أقبل بما يحدث بها، أريد تحقيق العدالة ليس لي وحدي فحسب إنما من أجل الآخرين أيضاً".
واختتمت قائلة: "ننتظر التغيير السياسي حتى يعود زوجي ليمارس حياته الطبيعية، فهذه الانتخابات هي أملنا الأخير".