صحيفة فرنسية: أردوغان يستغل قضية فلسطين لحشد أصوات الناخبين
"ليمانيتي" اعتبرت أن القضية الفلسطينية في حد ذاتها لا تشغل بال الرئيس التركي، حيث تظهر "مواقفه المزعومة ضد إسرائيل" أوقات الانتخابات
اعتبرت صحيفة "ليمانيتي" الفرنسية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتلاعب بالقضية الفلسطينية التي "لا تمثل أهمية بالنسبة له ولا لحزبه"، مشيرة إلى أنه لم يتخذ خطوات ملموسة ضد إسرائيل ومواقفه المعلنة "تكون لغرض سياسي آخر وهو حشد أصوات الناخبين" في الانتخابات المقبلة.
- لوموند: كارت "الازدهار الاقتصادي" الذي يلعب به أردوغان بات محروقاً
- فرنسا.. دعوات للتظاهر ضد "فاشية" أردوغان في عفرين
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن كل مرة يندد فيها أردوغان بالعدوان الإسرائيلي على فلسطين يتزامن ذلك مع انتخابات رئاسية أو تشريعية.
انتخابات مبكرة ومسيرة العودة
وأضافت الصحيفة أن أردوغان، بعد نحو أقل من شهر من إعلان إجراء انتخابات تشريعية مبكرة مقررة في 24 يونيو/حزيران المقبل لإحكام قبضته على السلطة، أراد أن يصرف الأنظار عن أعمال القمع التي يشنها ضد معارضيه في الداخل باستغلال القضية الفلسطينية والتظاهر بزعامة العالم الإسلامي، عندما استشهد 60 فلسطينياً على يد رصاص الاحتلال، في 14 مايو/أيار الماضي.
ووفقاً للصحيفة "زعم أردوغان أنه المدافع الأول عن القضية الفلسطينية وانتقد السلطات الإسرائيلية بعنف، وبخطب رنانة زائفة حاول إغواء الأتراك في تجمع حاشد، ودعا إلى اجتماع طارئ لمنظمة مؤتمر العالم الإسلامي، إلا أن المؤتمر لم يخرج بنتائج حقيقية فعالة ضد العدوان الإسرائيلي، واكتفى فقط بالإدانة".
وتابعت: "بما أن أردوغان يعلم أن التأثير على قطاع الشباب هو العامل الرئيسي في حملته الانتخابية، وأن اللعب على وتر القضية الفلسطينية هو الورقة الرابحة في الانتخابات بجانب الازدهار الاقتصادي، وبما أن تلك الورقة قد احترقت بانهيار الاقتصاد، أراد أردوغان استغلال القضية الفلسطينية لصالحه".
انتخابات 2009 وشيمون بيريز
وأشارت "ليمانيتي" إلى أنها لم تكن المرة الأولى التي يستغل فيها أردوغان القضية الفلسطينية لتحقيق مكاسب لصالحه.
ففي 6 يناير/كانون الثاني 2009، أمام مؤتمر دافوس الاقتصادي، في مناظرة حول نتائج العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، وجه أردوغان حين كان رئيساً للوزراء آنذاك انتقادا لنظيره الإسرائيلي شيمون بيريز، وانسحب من القمة، وعقب ذلك الموقف الذي اعتبرته الصحيفة "مسرحية"، احتشد الآلاف في إسطنبول.
وأوضحت الصحيفة أن ذلك الموقف جاء قبل شهرين من الانتخابات المحلية في تركيا، مشيرة إلى أن "تلك المواقف المزعومة المتكررة تجاه إسرائيل لاقت أصداء كبيرة في القاعدة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية، وأصبحت عاملاً مهماً يستند إليه في الانتخابات الرئاسية والتشريعية".
ونقلت الصيحفة عن سينان أورلجين الباحث المتخصص في الشأن التركي، في مركز التفكير "إيدان" بإسطنبول، قوله إن "القضية الفلسطينية ليست قضية خلافية في تركيا، بل على العكس من ذلك، هناك دعم شامل لهذه القضية، حتى أن هناك أحزابا تركية أكثر عداء لإسرائيل إلا أن حزب العدالة والتنمية الوحيد الذي يتاجر بالقضية الفلسطينية، واستغلالها لإعادة رسم المشهد السياسي صالح الحزب ".
أردوغان والولايات المتحدة
وفيما يتعلق بالعلاقات التركية الأمريكية، أشارت الصحيفة إلى أن "النظام التركي يتعامل مع الولايات المتحدة فيما يخص القضية الفلسطينية وفقاً لعلاقته ومصالحه الشخصية"، موضحة أنه على الرغم من أن أنقرة حليف قديم لواشنطن إلا أن العلاقات في الوقت الراهن في أسوأ حالتها، ونظراً لذلك تستغل تركيا القضية الفلسطينية لإدانة أمريكا".