انتخابات تركيا.. كل ما تريد معرفته
تختار تركيا الرئيس والبرلمان، غداً الأحد، في تصويت يحدد المصير السياسي للرئيس رجب طيب أردوغان.
تختار تركيا الرئيس والبرلمان، غداً الأحد، في تصويت يحدد المصير السياسي للرئيس رجب طيب أردوغان، الذي دعا لانتخابات مبكرة عن موعدها المقرر في 2019، على أمل تفادي مزيد من التدهور في شعبيته.
وتمكن أردوغان من الفوز خلال 15 عاماً من وجوده في السلطة، لكن تعيش تركيا الآن حالة من الركود الاقتصادي ويواجه هو حملة معارضة قوية، بحسب شبكة "بي بي سي" البريطانية.
- إعلام أردوغان يعلن فوزه قبل يوم من الاقتراع.. ومخاوف من نية التزوير
- فيديو مسرب يفضح نية أردوغان تزوير الانتخابات
ويترشح أردوغان لفترة رئاسية ثانية، لكن هذه المرة الأمر مختلف، فبعد الانتخاب سيكون في يده سلطات جديدة واسعة النطاق جرى التصديق عليها خلال استفتاء عام 2017، ويريد أردوغان الفوز بأكثر من 50% من الأصوات وإلا سيكون مضطراً للمشاركة بجولة الإعادة في يوليو/تموز التي يمكنها تقليل فرص فوزه أو حتى الانتهاء بهزيمته.
كما ستجرى الأحد أيضاً الانتخابات البرلمانية التي قد تسفر عن حدوث تحول في ميزان القوة وخروج برلمان جديد قد يكون داعماً أو معارضاً للرئيس الجديد.
أردوغان والسلطة
بعد إكمال أردوغان فترتين في رئاسة الوزراء، فاز برئاسة البلاد خلال انتخابات 2014، وكان يفترض أن يكون دوره شرفياً أو محملاً بقدر بسيط من النفوذ، لكن في أبريل/نيسان عام 2017، وافق 51% من الأتراك بضغط من أردوغان وحزبه وأنصاره على دستور جديد يضمن للرئيس سلطات حديدية.
وتتضمن تلك السلطات الجديدة: التعيين المباشر للمسؤولين الحكوميين، بمن في ذلك الوزراء والنواب، وسلطة التدخل في النظام القانوني للبلاد، وسلطة فرض حالة الطوارئ، وإلى جانب تلك التغييرات، هناك أيضاً إلغاء وظيفة رئيس الوزراء، ما جعل النقاد يشعرون بأن الرئيس الجديد سيمارس كثيراً من السلطات.
منافسون أقوياء
ويتنافس في الانتخابات 6 مرشحين لمقعد الرئاسة، وإن تمكن أحدهم من الفوز بنسبة تتخطى الـ50% من الأصوات، فسيصل إلى كرسي الرئاسة، أما إن لم يحقق أحد ذلك، ستكون هناك جولة إعادة في 8 يوليو/تموز.
ورغم أن أردوغان يأمل في تحقيق الفوز بالانتخابات، لكنه ربما يواجه الآن أكبر تحدياته خلال سنين، ويعد الاقتصاد قضية رئيسية مع ارتفاع التضخم لأكثر من 10% وتدهور قيمة الليرة الذي عصف بجيوب الأتراك.
والخصم الرئيسي لأردوغان في الانتخابات هو محرم إنجه عن حزب الشعب الجمهوري، الذي كان أداؤه جيداً خلال الحملات الدعائية ويمكن أن يشكل تهديداً حقيقياً على أردوغان خلال جولة الإعادة.
أما بالنسبة للانتخابات البرلمانية، فيمكن أن يكون لها أثر كبير على الجولة الثانية، فإذا تمكن حزب العدالة والتنمية من الحفاظ على أغلبيته البرلمانية سيشارك أردوغان في جولة الإعادة بقلب قوي، أما إن فشل الحزب في الفوز، يمكن أن يدمر ذلك صورته ويغير النتيجة.
يتوقف الكثير على ما إذا كان حزب الشعوب الديمقراطي المناهض بشدة لأردوغان سيفوز بـ10% من الأصوات، فإن حصل على تلك النسبة أو أكثر سيبقى داخل البرلمان وهذا من شأنه أن يصعب حصول حزب أردوغان (العدالة والتنمية) على الأغلبية.
وفي وقت سابق الأحد ألقت الشرطة التركية القبض على 47 شخصاً في إطار عملية "داخل الجيش" تستهدف من يعتقد أنهم أنصار شبكة تتهمها أنقرة بالتخطيط لمحاولة انقلاب فاشل وقعت قبل عامين.
وذكرت وسائل إعلام تركية أن العملية التي بدأت يوم الثلاثاء الماضي استهدفت 124 شخصاً على صلة بضباط كبار بالجيش متهمين بأنهم من أتباع رجل الدين التركي فتح الله كولن المقيم في الولايات المتحدة.
وركزت عملية الاعتقال على مدينة "قونية" في وسط تركيا وامتدت لأكثر من 31 إقليماً وتأتي قبيل الانتخابات.
وكان مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أكد في مارس/أذار أن تركيا ألقت القبض على 160 ألفاً وعزلت عدداً مشابهاً من الموظفين الحكوميين منذ محاولة الانقلاب، ووجه الاتهام رسمياً إلى أكثر من 50 ألفاً منهم وظلوا في السجن خلال محاكمتهم.
ويقول سياسيون ومحللون إن الرئيس رجب طيب أردوغان يتخذ من محاولة الانقلاب ذريعة لسحق المعارضة.