إعلام أردوغان يعلن فوزه قبل يوم من الاقتراع.. ومخاوف من نية التزوير
مراقبون اعتبروا أن نشر نتائج الاقتراع قبل يوم من التصويت دليل على استعداد أردوغان لتزوير الانتخابات
حالة من التخبط انتابت وسائل إعلام نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عقب وقوع وكالة الأناضول الرسمية في خطأ فادح تمثل في نشر نتائج الانتخابات التركية التي لم تجرِ بعد في خطوة وصفها مراقبون بأنها دليل على استعداد النظام التركي وتخطيطه لتزوير الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها غدا الأحد.
الوكالة الحكومية التي اعتذرت فيما بعد وقالت إن الأمر مجرد خطأ، وضعت وسائل الإعلام التركية في حرج كبير واضطرتها إلى تقديم اعتذار لجمهورها مبررة ما حدث بأنه كان مجرد اختبار.
لكن النتائج التي سبقت الانتخابات جاءت تفصيلية، حيث أشارت إلى احتفاظ أردوغان بمنصبه بعد فوزه بنسبة 52.7% من الأصوات، متقدماً على محرم إنجه 26.2% وميرال أكشنار 11.7%، وأخيراً صلاح الدين ديميرتاش بنسبة 7.1%.
وذكرت "الأناضول" في بيان رسمي، نشرته على موقعها الإلكتروني بلغات عدة، أنها أرسلت إلى وسائل الإعلام المشتركة في خدمتها النتائج "على سبيل الاختبار"، مؤكدة أن هذه الاختبارات تجري 4 مرات قبل الانتخابات لضمان وصول المعلومات إلى وسائل الإعلام بصورة صحيحة.
وفيما دافعت الحكومة التركية عن الوكالة التابعة لها، رأت المعارضة أن ما جرى يثبت أن الوكالة ستتلاعب بنتائج الانتخابات الحقيقية يوم التصويت.
وزاد في الآونة الأخيرة الحديث عن نية أردوغان تزوير الانتخابات، وسلطت المعارضة التركية الضوء على بعض الإجراءات والشواهد التي تدل على هذه الرغبة في تزوير عمليات الاقتراع التي تأتي في وقت يتواصل فيه إعلان حالة الطوارئ في تركيا.
ونشرت وسائل إعلام تركية الأسبوع الماضي مقطع فيديو مسرب لأردوغان وهو يتحدث في اجتماع خاص مع أعضاء حزبه، أظهر رغبته في تزوير الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وعلقت عليه صحيفة "زمان" التركية واصفة إياه بأنه لقاء عقد بعيدا عن وسائل الإعلام، طلب أردوغان خلاله من أعضاء وقيادات حزبه "العدالة والتنمية" عمل كل ما يلزم من أجل منع حزب الشعوب الديمقراطي الكردي من الفوز بمقاعد برلمانية في الانتخابات المقبلة وإخراجه من البرلمان.
وكان أردوغان قد فرض حالة الطوارئ بعد محاولة انقلاب مزعومة في يوليو/تموز 2016 راح ضحيتها 250 قتيلا، مددها للمرة السابعة، وأعلن أنه على استعداد لتمديدها حتى للمرة العاشرة.
وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة، فقد اعتقلت السلطات أكثر من 160 ألفا، وأقالت عددا مماثلا تقريبا من موظفي الحكومة، وقالت منظمات حقوقية إن أردوغان استغل محاولة الانقلاب كذريعة لسحق المعارضة.
بينما أكد حزب الشعوب الديمقراطي أن السلطات اعتقلت ما يصل إلى 5 آلاف من أعضائه، مضيفا أن السلطات سحبت جواز سفر زعيمه سيزاي تيميلي في مطار إسطنبول أثناء توجهه إلى ألمانيا في سياق الحملة الانتخابية.
وكشف استطلاع للرأي أجرته مؤخرا مؤسسة "جيزيجي" في تركيا، عن أن أردوغان لن يفوز بالانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى، إذ تراجع تأييد الناخبين له بواقع 1.6 نقطة خلال أسبوع واحد.
وأكد الاستطلاع أيضاً أن تأييد مرشح حزب الشعب الجمهوري محرم إنجه ارتفع في الفترة الأخير بواقع 2%.
وتوقع الاستطلاع، الذي شارك به 2814 شخصا، حصول أردوغان على 47.1% من الأصوات في الجولة الأولى للانتخابات، انخفاضا من 48.7% في استطلاع سابق أجرته المؤسسة ذاتها في 25 و26 مايو/أيار.
وتنبأ بأن يفقد حزب العدالة والتنمية، الحاكم، أغلبيته البرلمانية، وأن تحالف العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية لن يحقق الأغلبية في البرلمان، الذي يضم 600 مقعد، إذ سيحصل على 48.7% من الأصوات وهي النسبة ذاتها التي حصل عليها في الاستطلاع السابق.
aXA6IDE4LjExNy4xMDUuMjMwIA== جزيرة ام اند امز