زيارة أردوغان للجزائر.. غضب شعبي وتجاهل إعلامي
سقطات عدة رافقت زيارة أردوغان إلى الجزائر وأثارت غضبا شعبيا وسط تجاهل إعلامي
أثارت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الجزائر غضبا واسعا في الأوساط الشعبية والإعلامية، لما حملته من "سقطات" منذ لحظاتها الأولى.
- الجزائر تكذّب السراج: لم يدعُ لاجتماع دول جوار ليبيا
- الجزائر: إرسال أردوغان للمرتزقة السوريين فاقم أزمة ليبيا
ومن أكثر المواقف التي أثارت غضب الجزائريين، قيام أمن الرئاسة التركية بتفتيش إحدى القاعة التي خصصت لاجتماع منتدى رجال أعمال البلدين مستخدمين" كلاب حراسة مدربة على كشف المتفجرات".
وتداول نشطاء صورا لـ"كلاب حراسة" تقوم بتفتيش قاعة اجتماعات قبل أن يعقد فيها اجتماع اقتصادي على هامش الزيارة، ما آثار غضب الجزائريين من سماح سلطات بلادهم بتلك التصرفات.
واتهم الجزائريون أردوغان بـ"محاولة إهانة الجزائر عن قصد والتشكيك في قدرة أجهزتها الأمنية على حمايته".
بينما حمل آخرون سلطات بلادهم سقطات الزيارة وسماحها بتمرير تصرفات الوفد التركي التي وصفوها بأنها "تعبر عن تعالٍ وتكبر أردوغان وتشكيكه في قدرة الأمن الجزائري"
هل هي زيارة بريئة؟
كما عبر الكثير من الجزائريين عن تخوفهم من زيارة الرئيس التركي إلى بلادهم، والتي تتزامن مع دوره المفضوح في تأزيم الوضع في ليبيا، البلد المجاور للجزائر، بشكل بات يهدد أمن بلادهم.
وانتشرت عبر منصات التواصل صورة للرئيس التركي كتب عليها "هل هي زيارة بريئة".
وبينما علقوا بأن أردوغان "لا يؤتمن جانبه" و"أردوغان لا يحمل إلا الشر"، دعا آخرون إلى "وضع الثقة في سلطات بلادهم وأن الجزائر تتعامل معه بمنطق المصالح لحماية أمنها القومي من شره".
اهتمام إعلامي باهت
في سياق آخر، لم تحظ الزيارة الأولى لرئيس أجنبي إلى الجزائر باهتمام وسائل الإعلام المحلية بشكل كاف.
ولم تركز جميع الصحف الصادرة الأحد على زيارة أردوغان، كما لم تحظى الزيارة باهتمام القنوات التلفزيونية أو البرامج الحوارية.
وبحسب مراقبين، فإن تجاهل الإعلام زيارة الرئيس التركي قد يحمل مؤشرين اثنين: أولهما: وجود توافق بين مختلف الإعلام المحلي على أن الزيارة غير بريئة، خاصة أنها تأتي بعد كشف الأجهزة الأمنية الجزائرية الدور التركي المشبوه في الأزمة السياسية الأخيرة التي مرت بها الجزائر.
أما المؤشر الثاني فهو "تلقي الإعلام المحلي أوامر عليا بتجاهل الزيارة أو عدم التركيز عليها، خاصة أنها تأتي في ظرف حساس جداً تمر به المنطقة وبخاصة الأزمة الليبية".
وكانت الأجهزة الأمنية الجزائرية رصدت منذ نهاية 2018 مخططاً مشبوهاً قادته دوائر مشبوهة في تركيا عملت على ترحيل عناصر ما يسمى بـ"الجيش السوري الحر" إلى حدود مالي مع الجزائر، كما حاولت تركيا إدخال هؤلاء المسلحين إلى الجزائر بمزاعم أنهم"مهاجرون غير شرعيين"، وفق ما أكدته آنذاك وسائل إعلام محلية.
منع الإعلام المحلي
وضمن المواقف التي أثارت جدلا خلال زيارة الرئيس التركي، قيام السلطات الجزائرية بمنع وسائل الإعلام المحلية من تغطية المؤتمر الصحفي الذي أجراه الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون مع أردوغان بقصر المرادية الجمهوري.
واضطرت بعض المحطات التلفزيونية المحلية لنقل المؤتمر الصحفي من "الإعلام التركي"، الأمر الذي أثار استياء كبيرا لدى الجزائريين، واعتبروه إهانة أخرى لبلادهم.