حسابات الربح التي يعلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الأرض الليبية قد لا تمنحه الثمار المرجوة في ظل الخسائر الفادحة التي يتكبدها سواء بجنوده أو عبر مرتزقة سوريين يرسلهم للقتال هناك دعما لمخططاته التوسعية.
حسابات الربح التي يعلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الأرض الليبية قد لا تمنحه الثمار المرجوة في ظل الخسائر الفادحة التي يتكبدها سواء بجنوده أو عبر مرتزقة سوريين يرسلهم للقتال هناك دعما لمخططاته التوسعية.
مرتزقة أردوغان في ليبيا.. من الإذعان إلى العصيان
حالة من الفوضى والعصيان تشق صفوف مرتزقة أردوغان في ليبيا قد تكتب فصلا جديدا ينذر بخروج هذه المليشيات عن بيت الطاعة التركي في هذا البلد أيضا.
زعيم المعارضة التركية: أردوغان عبء ورحيل حزبه أمر حتمي
مشهدٌ كشف عنه المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي وثق عدد قتلى المرتزقة السوريين الذي أرسلتهم تركيا إلى ليبيا، مشيرا إلى أنه ارتفع لـ339 بينهم 20 طفلا دون سن الـ18.
وتشير تقديرات المرصد التي اطلعت عليها "العين الإخبارية" إلى أن غالبية هؤلاء من فصائل لواء المعتصم، وفرقة السلطان مراد، ولواء صقور الشمال، والحمزات، وسليمان شاه.
وبعد أن قامت سلطات أردوغان بتجنيد مجموعات كبيرة من العناصر المسلحة المنتمية في أغلبها لفصائل وتنظيمات متطرفة، وإرسالهم للقتال في ليبيا منذ عدة أشهر، يقول المرصد السوري إن حالة من الفوضى والعصيان سادت في صفوف هؤلاء.
حالةٌ أرجعها المصدر إلى عدم إيفاء تركيا بالمغريات التي ادعت تقديمها في البداية، فضلاً عن سقوط عدد كبير من القتلى والمصابين منهم، على يد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
ووفق المرصد السوري فإن الأعداد الحالية للمرتزقة الذين تم إرسالهم من قبل نظام أردوغان إلى ليبيا تقدر بنحو 11,200.
في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 2300.
في السابع من مايو/آيار الماضي، كشف المرصد نفسه عن عملية انشقاق تعتبر الأكبر من نوعها، منذ بداية الاحتلال التركي لشمالي سوريا.
عملية توّجت خلافات يومية بين المجموعات المسلحة المنضوية ضمن تنظيمات "المعارضة السورية التركمانية" الخاضعة للجيش التركي.
ووفق ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان، حينها، فإن عدة ألوية من فصيل "السلطان مراد" انشقت مع كامل عناصرها بإجمالي نحو 700 عنصر.
ونقل المرصد عن مصادر، لم يسمها، قولها: إن انشقاق الألوية جاء احتجاجا على سياسة الفصيل من إرسال عناصر إلى ليبيا لمساندة مليشيات طرابلس الإخوانية.
وفي 8 أبريل/نيسان الماضي، اندلعت اشتباكات دامية بين مسلحين من الفصائل الموالية لتركيا في مدينة عفرين شمالي سوريا، استخدمت خلالها الأسلحة الرشاشة بين الطرفين، في توتر لم تهدأ وتيرته بعد ذلك.
وقبلها بأيام، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، في مارس/آذار، مقتل وإصابة العشرات من الفصائل المسلحة ذات الانتماءات المختلفة، والتي لا يجمعها سوى الولاء لتركيا.
مسار تصدع من سوريا إلى ليبيا، تتقاطع فيه خيوط العباءة العثمانية التي تحيك لمشروع توسعي في الشرق الأوسط.
وأمام هذه الفوضى التي أثارها عبر تدخلاته العسكرية، هل ستكون طرابلس الليبية الموقد الذي ستشتعل فيه محرقة أردوغان ومرتزقته ومخططاته الاستعمارية؟