"جزيرة الحرية" بإسطنبول.. "جنون" أردوغان لـ"إلهاء" الأتراك
صحيفة "لوموند" الفرنسية اعتبرت المشروع "دربا جديدا من دروب جنون العظمة" لدى أردوغان
انتقدت صحيفة "لوموند" الفرنسية المشروع الجديد الذي كشف عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فيما يعرف باسم "جزيرة الديمقراطية والحرية"، معتبرة إياه "دربا جديدا من دروب جنون العظمة" في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
وتحت عنوان "جزيرة الديمقراطية والحرية، وعد أردوغان الجديد"، قالت الصحيفة الفرنسية إن الرئيس التركي افتتح هذا الصرح الخرساني الضخم "لإشباع رغباته السلطوية واستقبال مقربيه، ولكن سيتم إغلاق هذا المبنى أمام المواطنين العاديين".
وافتتح أردوغان الأسبوع الماضي جزيرة "ياسي أدا" في بحر مرمرة باسمها الجديد "جزيرة الديمقراطية والحرية" بمراسم رسمية، في الذكرى الستين للانقلاب العسكري على رئيس الوزراء التركي الراحل عدنان مندريس، الذي أُعدم بالجزيرة.
وأطاح الجيش التركي بحكم عدنان مندريس في مايو عام 1960، وصدر ضده حكم بالإعدام بتهمة اعتزام قلب نظام الحكم العلماني وتأسيس دولة دينية، وجرى تنفيذ الحكم في الجزيرة في سبتمبر عام 1961.
مشروع أردوغان الجديد وصفته الصحيفة الفرنسية بأنه "مجرد مبنى يشيده أردوغان للاستقبال مقربيه بأموال الأتراك".
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن 5 سنوات من العمل جعلت المكان لا يمكن التعرف عليه، إذ تم تدمير الغابة بالكامل لإفساح المجال لمجمع واسع يضم فندقًا وغرف اجتماعات ومقاهي ومطاعم، وكل ذلك مكرس فقط حتى يستقبل أردوغان ضيوفه.
وانتقدت الصحيفة الفرنسية بتدمير البيئة بالاقتلاع الممنهج للأشجار لإشباع رغبات الرئيس التركي.
واستدعى أردوغان جميع وسائل الإعلام لتغطية هذا الحدث، كما حرص على دعوة السياسيين الأتراك الموالين للنظام للإشادة بهذا المشروع خدمة للنظام التركي.
كما حرص موالو الرئيس التركي على عدم الكشف أمام وسائل الإعلام بأن ملاذ الديمقراطية هذا، المبني على 18 هكتارًا، سيتم إغلاقه أمام المواطنين العاديين وأنه سيتم السماح فقط لمقربي الرئيس وعدد قليل من الشخصيات المهمة بالرسو هناك، بحسب الصحيفة نفسها.
وقالت الصحيفة الفرنسية إن "18 عاما من حكم غير سوي، أراد أردوغان إشباع رغباته السلطوية باستمرار بترك بصمته على إسطنبول، المدينة الضخمة التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة".
وفي ظل حكم أردوغان- بحسب الصحيفة نفسها- أهدرت تركيا عشرات المليارات من الدولارات في المشروعات الوهمية الكبرى مثل أكبر مطار وأكبر جسر على حساب مشاريع أخرى خدمية في مجال قطاع الصحة والتعليم.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بينما يضعف أردوغان سياسياً بفقدان العاصمة العثمانية السابقة، بعدما أصبحت في قبضة المعارضة بعد انتخابات 2019، يريد الرئيس التركي إلهاء ناخبيه المحبطين بمشروعات خرافية لا تلبي سوى رغباته في ظل الركود الاقتصادي الذي تشهده البلاد.
وعصفت الأزمات الاقتصادية بمؤشرات عدة في الاقتصاد التركي، في وقت تسجل فيه البلاد تراجعا في سعر صرف العملة المحلية، نتجت عنه محاولات منع انهيار الليرة عبر تسييل أصول من جهة، وبناء احتياطيات من الذهب المساندة من جهة أخرى.