صحيفة فرنسية: أردوغان يسعى لنهب ثروات الصومال
النفوذ التركي في الصومال يعود لعام 2011 حينما زار أردوغان العاصمة مقديشو، مستغلاً المجاعة التي أصابت البلاد.
قالت صحيفة "لكسبريس" الفرنسية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى لنهب ثروات الصومال من النفط والمواد الهيدروكربونية.
وأكدت الصحيفة، في تقرير نشرته، الأربعاء، أن تركيا تزعم أنها شريك استراتيجي لمقديشو، لكن في الحقيقة أن حقول النفط هي الدافع الرئيسي لتقارب أردوغان مع نظام عبدالله فرماجو.
وأضافت "لكسبريس"، أن البلد الواقع في القرن الأفريقي ومزقته الحروب والإرهاب منذ نحو خمسة وعشرين عاما، بات بوابة تركيا لنهب ثروات القارة السمراء.
وأشارت إلى أنه في أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، بعد عودة أردوغان من قمة دولية حول الأزمة الليبية؛ حيث تدعم أنقرة عسكرياً حكومة فايز السراج غير الشرعية في مقابل حقوق استكشاف مواقع الغاز البحرية، لم يخفِ أردوغان نواياه وأطماعه في ليبيا والصومال.
واستشهدت الصحيفة الفرنسية بما قاله أردوغان حينها للصحفيين الذين رافقوه في الطائرة الرئاسية، حيث قال: "أخبرنا الصوماليون أن هناك نفطاً قبالة سواحلهم، وقالوا لنا أنت تقوم بعمليات عسكرية في ليبيا، ولكن يمكنك أيضاً القيام بذلك هنا في الصومال".
وبحسب تسريبات نقلت حديث أردوغان للصحيفة، قال الرئيس التركي: "هذا أمر مهم للغاية بالنسبة لنا، وسنتخذ بسرعة قراراتنا لبدء عملياتنا هناك، ويمكننا أن نستفيد بشكل كبير".
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن الأكاديمي دوجا إيرالب المتخصص في العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية في واشنطن قوله: "في الأوقات العادية، تحتاج الحكومة التركية بشدة إلى موارد الطاقة لإدارة اقتصادها، ومن هنا زاد النداء لبلد غير مستقر ومحروم مثل الصومال".
وأضافت أن النفوذ التركي في الصومال يعود لعام 2011 حينما زار أردوغان العاصمة مقديشو، مستغلاً المجاعة التي أصابت البلاد حينها لزرع نفوذه في البلاد من خلال توثيق العلاقات بمساعدات تركية إنسانية، ثم تمويل مشروعات تنموية ومدارس وزرع قاعدة عسكرية تركية.
ولم يتوقف أردوغان عند ذلك، إذ تدير شركات تركية موانئ مقديشو الجوية والبحرية، وتغرق الأسواق الصومالية بالبضائع التركية، وتنفذ الخطوط الجوية التركية رحلات مباشرة نحو العاصمة مقديشو.
ووفق دراسة لدائرة البحوث البرلمانية الخاصة بالكونجرس الأمريكي 2018، فإن بداية الوجود التركي في الصومال جرى عبر المشاركة في فرقة العمل المشتركة 151 لمكافحة القرصنة في خليج عدن قبالة ساحل القرن الأفريقي، ضمن قوات من دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 2009.
قبل ذلك، وتحديداً عقب الهجمات على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 2001، شاركت أنقرة مع واشنطن في بعثات إلى الصومال.
ولاحقاً، أظهرت تركيا رغبتها في التوغل أكثر داخل الصومال، وذلك عبر لعب دور محوري في العملية السياسية والعسكرية بالبلاد، فدخلت على خط الصراع بين الحكومة والمجموعات المسلحة.
ثم في أبريل/نيسان 2012، انتزعت أنقرة اتفاقاً عسكرياً مع مقديشو لإنشاء قاعدة عسكرية، وحاولت إقناع واشنطن والاتحاد الأوروبي بتمويل الجيش الصومالي بدل القوة الدولية.
وحققت أنقرة في سبتمبر/أيلول 2017 تقدماً مفزعاً في تحقيق جزء مهم من مخططها في الصومال، بتأسيس أضخم قاعدة عسكرية تركية في الخارج على أرض مقديشو بموجب الاتفاق العسكري الموقع في 2012.
فيما تمضي اليوم بخطوات متسارعة نحو استنزاف موارد البلد الأفريقي الذي يبدو أنه يحاول الإفلات من إرهاب المسلحين والحرب الأهلية إلى ابتزاز وإرهاب أردوغان.
aXA6IDE4LjE5MS45Ljkg جزيرة ام اند امز