حزب أردوغان يتآكل وأعضاؤه يفرون من جحيم ديكتاتوريته
![الرئيس التركي رجب طيب أردوغان](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2019/8/09/131-070959-erdogan-split-party_700x400.png)
أعضاء من حزب أردوغان أعلنوا تأييدهم لنائب رئيس الوزراء التركي الأسبق الذي ينوي تأسيس حزب جديد
أعلن نائب رئيس الوزراء التركي الأسبق علي باباجان، الخميس، بدء العمل من أجل تأسيس الحزب الجديد، الذي سيكون مناهضا للعدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان.
جاء ذلك في تغريدة نشرها باباجان المنشق مؤخرا عن العدالة والتنمية على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، حسب ما ذكرته العديد من وسائل الإعلام التركية، من بينها الموقع الإلكتروني لصحيفة "ديكَن" المعارضة.
الرسالة التي نشرها باباجان جاءت لتهنئة الأتراك بقدوم عيد الأضحى المبارك، وأعلن من خلالها في ذات الوقت بدء العمل لتأسيس حزبه، إلى جانب كشفه عن جزء من رؤيته المستقبلية للأوضاع السياسية التي تشهدها تركيا.
وقال باباجان، في رسالته "لقد بدأنا الأعمال التي تتعلق بالحزب الجديد، في فترة يشهد فيها العام تخريب التيارات الشعبوية للقيم والمبادئ العالمية، فضلا عن المخاطر المحدقة بالاستقرار المالي والاقتصادي".
وتابع "أصبح هناك ضرورة ملحة من أجل وطننا تتطلب تحقيق أعلى المعايير المتعلقة بحقوق الإنسان والحريات، والعمل بإصرار من أجل ديمقراطية متقدمة، والدفاع بلا هوادة عن مبدأ سيادة القانون، وتطبيق سياسة الاقتصاد الذي يعتمد على مؤسسات طيبة السمعة والقوانين، وإظهار إرادة قوية في حماية البيئة".
ويوم 8 يوليو/تموز الماضي تقدم وزير الاقتصاد الأسبق علي باباجان باستقالته من حزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي يعتبر أحد مؤسسيه، بعد 18 عاما على عضويته به.
الاستقالة جاءت مؤكدة لما شهدته الأروقة السياسية خلال الأشهر الماضية من تكهنات وإرهاصات حول اعتزام باباجان التوجه لتأسيس حزب جديد مع رئيس الجمهورية السابق عبدالله جول.
وكان باباجان واحدا من الذين قاموا بتأسيس حزب العدالة والتنمية في 14 أغسطس/آب 2001، ومنذ ذلك الحين وحتى استقالته تقلد العديد من المناصب داخل الحزب، وفي عدد من الحكومات التي تعاقبت على السلطة، إذ سبق له أن حمل حقيبتي الخارجية والاقتصاد، فضلا عن توليه منصب نائب رئيس الوزراء المسؤول عن الشؤون الاقتصادية.
بيان الاستقالة الذي أصدره باباجان آنذاك عنونه بـ"لعلم الرأي العام"، واستعرض خلاله العديد من الأمور التي دفعته للاستقالة من الحزب بعد هذه المدة الكبيرة، وأنه يجري استعداداته لتأسيس حزب جديد.
وقال باباجان في بيانه "لقد كان لزاما علينا أن نقوم بجهود جديدة (في إشارة لتأسيس حزب جديد) من أجل حاضر تركيا ومستقبلها، ولقد بات هذا الأمر ضرورة ملحة، ولقد اضطلعت أنا وعدد كثير من أصدقائي بهذه المسؤولية الكبيرة والتاريخية".
وتابع "ومن دواعي سعادتي أن كثيرا ممن شعروا بهذه المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية أناسا معروفين للجميع، وأنا أؤمن بأن حل المشاكل التي نواجهها لن يحدث إلا من خلال عمل كادر كبير له قوة تمثيل عالية، ونحن مضطرون للعمل معاً والتفكير بعقل مشترك".
واستطرد باباجان قائلا "ولا شك أن عملنا هذا يجب أن يتم بشكل مستقل وحر، ويتعين علينا أن نبدأ ذلك على صفحة بيضاء في كافة الأمور".
كما ذكر أن "الممارسات التي شهدتها تركيا في العديد من المجالات خلال السنوات الأخيرة خلقت اختلافات عميقة، مع ما أمنت به من قيم ومبادئ وأفكار، حتى صارت هناك فجوة قلبية وفكرية بيني وبين الحزب، والفترة ذاتها شهدت مرور تركيا بامتحانات وتحديات جديدة، إذ تغير العالم على نحو سريع، كما جاءت بتركيا أجيال لديها الكثير من التطلعات، وتعد بمستقبل باهر لهذا البلد".
وأوضح كذلك أن "الظروف التي نعيشها حاليا أظهرت مدى حاجتنا إلى رؤية مستقبلية جديدة من أجل تركيا، فلا بد أن تشهد كافة المجالات تحليلات سليمة، واستراتيجيات تم التفكير فيها جيدا، وخطط وبرامج تأتي بنتائج سريعة، وهذا ما أكدناه بعد الدخول في مشاورات مع قطاعات عريضة من فئات مختلفة".
وعلى وقع انشقاق باباجان، كشفت وسائل إعلام تركية مؤخراً عن نية 40 برلمانياً منتمين للحزب الحاكم الانضمام إلى الحزب الجديد.
وسارع 4 وزراء سابقين منتمين لحزب أردوغان، يوم 10 يوليو، إلى تأييد باباجان في خطوته الجديدة.
كما يعتزم 40 نائباً من الكتلة البرلمانية للعدالة والتنمية الانضمام لحزب نائب رئيس وزراء تركيا السابق، الذي يؤسس له رفقة رئيس البلاد السابق عبدالله جول، وفقاً لتقارير صحيفة محلية.
ويُرجع النواب الذين يعتزمون الاستقالة من العدالة والتنمية اتجاههم لهذه الخطوة، لإصرار أردوغان على سياساته القائمة حاليا في المجالات كافة.
ويسعى باباجان وجول منذ 3 أشهر تقريباً لإقناع نواب العدالة والتنمية بالانضمام لحزبهما الجديد.
ويضم الحزب التركي الجديد خليطاً من الوجوه القديمة والجديدة الناجحة، حيث يدرك كل المقربين من باباجان مدى دقته ومعاييره العالية، إذ إنه يعمل على التفاصيل الصغيرة لكل الخطط قبل الإعلان عنها.
aXA6IDE4LjIyNy4xMDUuNDEg جزيرة ام اند امز