أردوغان يهدد المعارضة واستطلاع يتوقع هزيمة حزبه بالمدن الكبرى
أردوغان دأب مؤخرا على استخدام عدة أساليب ضد المرشحين المعارضين، منها السجن والتنكيل والإساءة وتشويه الصورة
تستعد تركيا غدا الأحد لعقد أول انتخابات محلية بعد إقرار النظام الرئاسي في البلاد، تشارك فيها 13 حزبا، يتقدمها حزب العدالة والتنمية (الحاكم) المتحالف مع حزب الحركة القومية، ويحمل تحالفهما اسم "تحالف الجمهور"، بينما تخوض العديد من الأحزاب المعارضة الانتخابات بتحالف مضاد يحمل اسم "تحالف الأمة" بقيادة حزبي الشعب الجمهوري و"الخير"، وكذلك حزب الشعوب الديمقراطي.
وقبل يوم واحد من الإجراء الانتخابي الذي تشكك في نزاهته المعارضة نتيجة سياسات النظام الحاكم الذي يسعى للسيطرة على مفاصل البلاد بالكامل، واصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استخدام لغة التهديد في التعامل مع المعارضة خلال خطاباته.
"سجلاتكم تحت أيدينا"
قبل يومين من إجراء الانتخابات المحلية استمر الرئيس التركي في لغة التنكيل بالمعارضة، حيث قال أردوغان في تجمع انتخابي لحزبه بمنطقة "مال تبه" بمدينة إسطنبول، أمس الجمعة "إن إدارة الاقتصاد التركي مهمتنا، وسجلات هؤلاء جميعا (في إشارة للمعارضة) تحت أيدينا، ونعلم جيدا أمورهم التي لا تخلو مما هو مبكٍ".
وناشد المنتمين لحزبه وحزب الحركة القومية الذي يخوض الانتخابات المقبلة متحالفا معه، التصويت لتحالفهما "لتفويت الفرصة على الأحزاب الأخرى للنيل منا".
واستطرد أردوغان مستخدما لغة التهديد "علينا أن نوجه لهم صفعة عثمانية في تلك الانتخابات، علينا ألا نفقد الأصوات، ونتحد جميعا"، وكعادته اتهم أردوغان تحالف المعارضة بـ"دعم الكيانات الإرهابية".
ودأب أردوغان مؤخرا على استخدام عدة أساليب ضد المرشحين المعارضين، منها السجن والتنكيل والإساءة وتشويه الصورة، في خطوة يعتبرها المعارضون في البلاد ذريعة للتغطية على فشله وحزبه في إدارة البلاد اقتصاديا.
استطلاع للرأي يؤكد خسارة المدن الكبرى
أظهرت نتائج أحدث استطلاع للرأي شمل عدداً من المدن التركية الكبرى تفوق مرشحي تحالف المعارضة في معظمها على منافسيهم من مرشحي تحالف أردوغان.
وحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ"، أجرت الاستطلاع، مؤخراً، شركة الأبحاث المعروفة اختصاراً باسم (PİAR) في 6 مدن كبرى هي: العاصمة أنقرة، إسطنبول، إزمير، أنطاليا، أضنة، وآيدين.
وتشير نتائج الاستطلاع إلى خسارة حزب العدالة والتنمية العاصمة أنقرة، ومدينتي إسطنبول وأنطاليا.
وأظهرت النتائج حصول مرشح تحالف المعارضة في أنقرة منصور يافاش على 54.7% من أصوات المشاركين بالاستطلاع، مقابل 43.2% لمرشح تحالف الحزب الحاكم محمد أوزهسكي لرئاسة بلدية المدينة.
وفي مدينة إسطنبول، فحصل مرشح تحالف المعارضة أكرم إمام أوغلو، في استطلاع الرأي، على 50.3% مقابل 48.2% لمرشح تحالف أردوغان وحزب الحركة القومية لرئاسة بلدية المدينة.
وفي مدينة إزمير (غرب) فحصلت مرشح "تحالف الأمة" المعارض تونج سوير على 63.1% مقابل 35.6% لمرشح "تحالف الشعب" نهاد زيبكجي، وزير الاقتصاد الأسبق لرئاسة بلدية المدينة، حسب نتائج أحدث استطلاع للرأي.
والأمر لم يختلف في مدينة أنطاليا (جنوب)، إذ أشار الاستطلاع إلى حصول مرشح تحالف المعارضة محيي الدين بوجك على 52.7% مقابل 45.3% لمرشح أردوغان لرئاسة بلدية المدينة.
وفي مدينة آيدين (غرب) حصلت مرشحة التحالف المعارض أوزلم جرجي أوغلو على 60.4% مقابل 37.4% لمرشح "تحالف الجمهور" لرئاسة البلدية.
النتائج ذاتها أظهرت تقدم مرشح تحالف الحزب الحاكم لرئاسة بلدية مدينة أضنة (جنوب) حسين سوزلو بحصوله على 53.3%، مقابل حصول مرشح تحالف المعارضة زيدان قرارلار على 45.5% من الأصوات.
وليس هذا الاستطلاع الأول من نوعه الذي يظهر تراجع شعبية حزب أردوغان في المدن الكبرى بتركيا، إذ سبق أن كشفت استطلاعات مماثلة الأزمة الحقيقية التي أصابت شعبية الحزب الحاكم نتيجة سياسات أردوغان.
حيث تأتي الانتخابات على وقع أزمة اقتصادية كبيرة تشهدها تركيا، بسبب السياسات الخاطئة التي تنفذها حكومة حزب "العدالة والتنمية"، والتي انعكست تداعياتها على قناعات الناخبين.