أردوغان يمنع كلمة "حرية" من الإنترنت في تركيا
الرئيس التركي جعل كلمات مثل "حرية" و"تحرر" محظورة في البحث عنها في الإنترنت داخل تركيا حتى 25 يونيو/حزيران المقبل.
لم يترك قمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، متنفسا لأحد، حتى وصل إلى الكلمات فأصبحت "حرية" و"تحرر" من الكلمات المحظورة في البحث عنهما في الإنترنت داخل تركيا، بجانب العديد من نتائج البحث، وذلك مع اقتراب إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة في 24 يونيو/حزيران الجاري.
وشدد نظام أردوغان الرقابة بشكل كبير على الإنترنت، وباتت عبارة "نعتذر، الكلمات التي تبحث عنها غير موجودة، الرجاء المحاولة بعد 25 يونيو/حزيران المقبل"، تظهر لمستخدمي شبكة الإنترنت في تركيا، حين يتم البحث عن مثل هاتين الكلمتين.
أردوغان يحوّل السلطة التشريعية لأداة قمع
وكان البرلمان التركي وافق في مارس/آذار الماضي على مسودة قانون يدرج الإنترنت ضمن الصلاحيات الرقابية للمجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون.
كما استخدم السلطة التشريعية متمثلة في البرلمان في حزمة قوانين ضيقت ماليا على الصحف وأفقدت الصحف المحلية نصيبها من الإعلانات الرسمية، حيث يوجد نحو 1156 صحيفة محلية يحق لها الحصول على نصيب من الإعلانات الرسمية على الصعيدين المحلي والإقليمي، خرج 90% منها من الحسبان.
وأصبحت الإعلانات الرسمية، مثل إفلاس الشركات وغيرها، عقب تمرير تلك القوانين، تنشر على الموقع الإلكتروني لهيئة الإعلانات الصحفية التابعة للدولة وحدها بدلاً من نشرها في الصحف المحلية، بعد أن كانت الإعلانات الرسمية تعد في الماضي من أهم مصادر دخل الصحف التي تعاني من مشاكل مالية في الوقت الراهن، ما اضطر الكثير من الصحفيين إلى هجر المهنة، أو حتى الهجرة من تركيا إلى بلدان أخرى.
أردوغان يتنصت على منافسيه
اتهم زعيم المعارضة في تركيا ورئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كيليتشدار أوغلو، مؤخرًا السلطات بالتنصت عليه وعلى معارضين آخرين بأوامر من أردوغان.
وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري: "أعلم أنه يتم التنصت على هاتفي أنا ومسؤولي الحزب منذ أن أصبحت رئيسا للحزب، وأردوغان قال ذلك صراحة ذات مرة".
وأكد أوغلو أن "عمليات التنصت على الهواتف شملته هو بصفته رئيس حزب الشعب الجمهوري، ومسؤولي الحزب، وكذلك رئيس حزب السعادة المرشح للانتخابات الرئاسية تامل كارامول أوغلو".
وستنقل الانتخابات التركية البلاد إلى النظام الرئاسي، وتضع سلطات أوسع في يد الرئيس القادم.
وتغص السجون التركية بنحو 50 ألف شخص على ذمة المحاكمة في قضايا تتعلق بمحاولة الانقلاب المزعوم، كما أوقفت السلطات عن العمل نحو 150 ألفاً من الموظفين الحكوميين بينهم مدرسون وقضاة وجنود بموجب أحكام الطوارئ التي فرضتها تركيا بعد محاولة الانقلاب.
ويتنافس في الانتخابات 6 مرشّحين، هم: رجب طيّب أردوغان، ومحرّم إنجه عن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في البلاد، وميرال أكشينار عن حزب "إيّي"، وصلاح الدين دميرتاش عن حزب الشعوب الديمقراطية الكردي، وتمل كرم مُلاّ أوغلو، عن حزب السعادة المحافظ، الذي ورث توجهات الراحل نجم الدين أربكان، إضافة إلى مرشّح حزب الوطن دوغو بارينجاك.