"لن نصوت له ولو قطعوا أيدينا".. حرائق الغابات تشعل الغضب ضد أردوغان

أشعلت حرائق الغابات موجة غضب ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وانتقدت المعارضة عجزه عن مواجهتها وإعلانه عدم وجود طائرات لهذا الغرض.

وانتقد أوزغور أوزل، نائب رئيس الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، في تغريدة عبر حسابه الشخصي بموقع "تويتر"، وتابعتها "العين الإخبارية"، السبت، تصريح وزير الزراعة والغابات التركي، بكر باكدميرلي، بأنه "لا توجد لدينا طائرة لإطفاء الحرائق".

• ارتفاع حصيلة ضحايا حرائق الغابات في تركيا إلى 6 قتلى
• فنلندا تكافح لإخماد حرائق الغابات.. الأسوأ منذ 50 عاماً

وعلى سبيل التهكم والسخرية قال المعارض المذكور: "لو كان لدينا 10 طائرات إطفاء بدلًا من 13 طائرة فاخرة في مرآب الرئاسة لما احترقت غاباتنا".

وأضاف قائلا إن "العقلية التي تشتري الطائرات لحفظ المظهر والسمعة، ولا تشتريها لإطفاء الحرائق، هي نظام القصر.. لتسقط سمعتكم أرضًا".

ولايات منكوبة

بدوره، أعلن أردوغان، السبت، ولايات أنطاليا وموغلا ومرسين وأضنة وعثمانية "مناطق منكوبة" بسبب حرائق الغابات المستمرة بها منذ، الأربعاء الماضي.

وقال أردوغان في تغريدة عبر حسابه الرسمي على "تويتر": "لقد أعلنا أن مناطقنا المتضررة من حرائق الغابات مناطق منكوبة. وسنواصل اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لمداواة جروح شعبنا وتعويض الخسائر".

وبعد ساعات من إعلانه ذلك تفقد أردوغان، المناطق المتضررة من الحرائق في كل من أنطاليا وموغلا بواسطة مروحية.

وقال حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، عبر الحساب الرسمي للحزب على "تويتر": "أجرى الرئيس أردوغان، عمليات تفقد بمروحية فوق المناطق المتضررة من حرائق الغابات في مقاطعة مانفغات في أنطاليا".

وخلال مؤتمر صحفي عقده بأنطاليا قال أردوغان: "سنواصل تحقيقاتنا عن المتسبب في تلك الحرائق"، مشيرًا إلى أن "السلطات التركية قد ألقت القبض على شخص متورط في حرائق غابات ميلاس بالولاية".

وأضاف زاعمًا: "تركيا ستمحو آثار تلك الحرائق في وقتٍ قصير وسيتم زرع تلك المناطق بالأشجار والشتلات مرة أخرى".

وأشار أنه "سيتم تقديم ما يصل إلى 50 ألف ليرة من دعم السلع للمنازل المحترقة والمتضررة والمساعدة في إيجارات المنازل ودفع تأخير مدفوعات الأمان وتقديم قروض تجارية دون فوائد".

وفي مؤتمر صحفي آخر بموغلا قال أردوغان، إن "التحقيقات ما زالت مستمرة لمعرفة ما إذا كان الإرهاب وراء تلك الحرائق أم لا"، متوعدًا المتسبب في تلك الحرائق بحرق رئتيه.

كما ناشد الشعب التركي ألا يساوره أي شك في أن البلاد ستخرج من تلك المحنة.

كما تعهد بمضاعفة أعداد الأشجار في الغابات التي احترقت، مشيرًا إلى أنهم زرعوا أكثر من مليون ونصف المليون شجرة خلال العام الماضي وسيواصلون زرع المزيد.

"كارثة طبيعية"

بدوره أعلن وزير الزراعة والغابات التركي، بكر باكدميرلي، عن آخر التطورات بشأن حرائق الغابات.

واعتبر الوزير تلك الحرائق "كارثة طبيعية"، مضيفًا "لقد نجحنا في السيطرة على 91 حريقًا من أصل 101 ، ونواصل جهودنا للسيطرة على 10 حرائق بعزم شديد"؟

 وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها الوزير السبت، ونقلها الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" التركية المعارضة، وتابعتها "العين الإخبارية".

وأضاف الوزير موضحًا أن "منظمة الغابات ما زالت مستمرة في مكافحة الحرائق بالرغم من درجة حرارة الهواء التي تصل في بعض الأحيان إلى 40-50 درجة والرطوبة المنخفضة وهبوب الرياح على مسافة تزيد عن 50-60 كيلومترًا".

وزاد قائلا: "نركز حاليًا على الحرائق في أنطاليا ومرسين وموغلا. نأمل أن نسيطر عليها الحرائق هنا في أقرب وقت ممكن؛ إذ نعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع مع جميع معداتنا ليلاً ونهارًا".

5 قتلى و410 مصابين

وفي وقت سابق السبت، أعلن وزير الصحة التركي، فخر الدين قوجة، أن حصيلة المتضررين من الحرائق بلغ 410 مصابين و5 قتلى.

جاء ذلك في تغريدة نشرها قوجة على حسابه بـ"تويتر"، قال فيها: "مع الأسف لقد زاد عدد الوفيات في حرائق منافغات إلى 5، والمصابون بلغ عددهم 410 حالات، وتم إخراج 400 من المستشفيات، ولدينا 10 حالات لا يزالون يتلقون العلاج".

لا أصوات للعدالة والتنمية

وفي سياق الغضب الشعبي أكد المواطنون في مدينة قيصري عاصمة ولاية تحمل الاسم نفسه شمالي تركيا، أن حزب العدالة والتنمية انتهى في الولاية ، التي كانت تُعد معقلا للحزب.

 وقال المواطنون الغاضبون: "لن نصوت بعد الآن لحزب العدالة والتنمية، ولو قطعت أذرعنا".

جاء ذلك في مقابلات تلفزيونية التقت خلالها قنوات محلية مع أهالي بالولاية لاستطلاع رأيهم حول جهود إخماد حرائق الغابات.

وقال أحد المواطنين إن "نفقات القصر ليوم واحد تكفي لشراء طائرة لإطفاء الحرائق"، فيما قال آخر: "إننا نادمون كالكلاب لإعطاء أصواتنا لحزب العدالة والتنمية، ولن نصوت لهم حتى لو قطعوا أذرعنا".

طائرات روسية

على الصعيد نفسه أعلنت وزارة الطوارئ الروسية، أنه سيتم إرسال 11 طائرة أخرى إلى تركيا لمكافحة الحرائق.

وبحسب صحيفة "جمهورييت" المعارضة، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لنظيره التركي، خلال اتصال هاتفي، السبت، إن روسيا ستستمر في دعم أنقرة لإطفاء حرائق الغابات.

فيما توجه أردوغان بالشكر لبوتين على دعمه، وتقديمه 5 طائرات إطفاء من قبل للمساهمة في السيطرة على حرائق الغابات التي التهمت مساحات كبيرة من المحافظات الجنوبية.