أردوغان يخادع بوتين.. تركيا تواصل انتهاك "خفض التصعيد" بسوريا
رتل عسكري تركي يدخل من معبر كفرلوسين شمال إدلب إلى منطقة خفض التصعيد، رغم اتفاق أردوغان وبوتين
واصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أسلوب "استعراض العضلات" وضرب القوانين الدولية عرض الحائط بعد دخول رتل عسكري منطقة خفض التصعيد شمالي سوريا، رغم اتفاق مسبق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الرتل العسكري التركي دخل من معبر كفرلوسين شمال إدلب إلى منطقة خفض التصعيد، مساء الإثنين.
ويتألف الرتل مما يزيد عن 20 شاحنة تحمل مواد لوجستية وعسكرية توجهت إلى النقاط التركية، ليرتفع عدد آليات أردوغان التي دخلت الأراضي السورية منذ بدء وقف إطلاق النار الجديد لـ5300 آلية، بالإضافة لآلاف الجنود.
ورغم اتفاقية خفض التصعيد في الشمال السوري مع روسيا، تمادى أردوغان في انتهاكاته ليرتفع عدد الشاحنات والآليات العسكرية التركية التي دخلت إلى أكثر من 8635 شاحنة وآلية عسكرية منذ الفترة الممتدة من 2 فبراير/شباط الماضي.
وعادة ما تحمل تلك الآليات دبابات وناقلات جند ومدرعات وكبائن حراسة متنقلة مضادة للرصاص ورادارات عسكرية، فيما بلغ عدد الجنود الأتراك الذين انتشروا في إدلب وحلب خلال تلك الفترة أكثر 11550 ألف جندي تركي.
تحركات لا يجد فيها خجلا أمام العالم في وقت تحاول وسائل إعلام إلقاء كرة اللهب في الملعب المصري بزعمها نقل القاهرة العشرات من جنودها للقتال إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد، وهو الأمر الذي نفاه المرصد السوري جملة وتفصيلا.
وإلى جانب إرسال قوات، لا تزال الفصائل الموالية لتركيا تواصل انتهاكاتها بحق المواطنين وممتلكاتهم في مناطق عمليات "نبع السلام"، من خلال سرقة المتاجر والمنازل وإرغام المواطنين على دفع إتاوات.
ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن فصيل "السلطان مراد"، الموالي لتركيا، سرق ما تبقى من ممتلكات الأهالي في قريتي ليلان والأربعين قرب طريق “m4” في ريف تل تمر.
وشوهدت سيارات رباعية الدفع تابعة للفصائل الموالية لتركيا تنقل أثاثات المنازل وخزانات المياه، وتتجه إلى مستودعات التخزين في مدينة رأس العين، لبيعها لاحقا في سوق المسروقات.
وكان المرصد السوري رصد، في 8 يوليو/تموز الماضي، إضرام النيران في منازل المواطنين المهجرين في قريتي تل محمد وعنيق الهوى شرق مدينة رأس العين في ريف الحسكة، من قبل عناصر من الفصائل الموالية لتركيا.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شنت القوات التركية هجوما عسكريا على شمالي سوريا، وسط انتقادات ومخاوف دولية من أن يتسبب الاعتداء في إعادة إحياء تنظيم داعش الإرهابي الذي دُحر مطلع العام الجاري على يد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي.
وبعد ما يزيد على أسبوع من العدوان توصلت واشنطن وأنقرة إلى قرار وقف إطلاق نار مؤقت في شمالي سوريا، وإيقاف العملية العسكرية التركية لضمان انسحاب آمن لقوات سوريا الديمقراطية.
وسيطرت تركيا والفصائل الموالية لها على مناطق كانت تحت سيطرة الأكراد، على منطقة بطول 120 كلم على الحدود منذ بدء عمليتها العسكرية على شمال سوريا، الأمر الذي تسبب بمقتل المئات ونزوح 300 ألف شخص.
واستعانت تركيا بفصائل إرهابية مسلحة موالية لها لاجتياح الشمال السوري مقابل تسهيل عمليات خطف واعتقال وسرقات وسلب ونهب بحق مَن تبقى من أهالي عفرين في مناطقهم شمال غرب مدينة حلب.
وقوبل الهجوم التركي بعاصفة من الإدانات الإقليمية والدولية، وأوقف العديد من الدول الأوروبية تصدير الأسلحة إلى تركيا، على خلفية الهجوم الذي أدى إلى فرار العديد من عناصر تنظيم داعش الإرهابي من مخيمات المنطقة.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjMuMjMxIA== جزيرة ام اند امز