عريقات: الممارسات الأمريكية والإسرائيلية تدمر حل الدولتين
الخارجية الفلسطينية تنتقد تصريحات مساعد الرئيس الأمريكي جيسون جرينبلات بشأن خطة السلام الأمريكية التي يروجها.
أكد الدكتور صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن الممارسات الأمريكية والإسرائيلية تدمر مبدأ حل الدولتين الداعي لقيام دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل بأمن وسلام.
وقال عريقات: إن "القرارات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية، بشأن قضايا الوضع النهائي، وخروجها عن القانون الدولي والشرعية الدولية، تدفع إمكانية تحقيق السلام الشامل والدائم والعادل في طريق مسدود".
جاء ذلك على هامش لقاء عريقات، اليوم الأحد، بوفد من أساتذة ٢٨ جامعة أمريكية وأوروبية من تخصصات العلوم الاجتماعية وخاصة العلوم السياسية والعلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية والاقتصاد، وحل الصراعات، والرئيس التنفيذي لمجموعة الحكماء الدولية (The Elders).
واعتبر عريقات في بيان صحفي أرسله لـ"العين الإخبارية" أن ممارسات الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية، تهدف إلى استبدال المفاوضات بالإملاءات، وتدمير مبدأ الدولتين، لصالح استمرار الاحتلال تحت منظومة الأبرتايد (الفصل العنصري).
وترفض الإدارة الأمريكية الحالية حتى الآن تبني حل الدولتين كأساس لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فيما ترفض الحكومة الإسرائيلية الانسحاب إلى حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
وكانت الإدارة الأمريكية قررت نهاية عام 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وفي أواسط عام 2018 نقلت السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وتخلل ذلك قرارات بإغلاق مكتب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن ودمج القنصلية الأمريكية العامة في القدس بالسفارة الأمريكية وقطع المساعدات المالية عن الفلسطينيين وعن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إضافة إلى قرار الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية.
وعلى إثر هذه المواقف الأمريكية أوقفت القيادة الفلسطينية الاتصالات السياسية مع الإدارة الأمريكية نهاية عام 2017، مشددة على رفضها الخطة الأمريكية لحل الصراع المعروفة باسم "صفقة القرن" بسبب إسقاطها قضايا القدس والحدود واللاجئين ورفضها حل الدولتين.
في المقابل، ثمن عريقات مواقف المجتمع الدولي الداعمة لرؤية الرئيس محمود عباس التي طرحها أمام مجلس الأمن في 20 فبراير/شباط 2018، والمستندة إلى القانون الدولي والشرعية الدولية، بما يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد استقلال دولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضايا الوضع النهائي كافة، وعلى رأسها قضية اللاجئين استنادا للقرار الأممي 194، والإفراج عن الأسرى.
- 216 وحدة استيطانية جديدة بمستوطنة في القدس.. سياسة التفريخ
- الرئاسة الفلسطينية: صفقة القرن ما زالت تحتضر
الخارجية الفلسطينية من جانبها أعلنت، اليوم الأحد، أن مساعد الرئيس الأمريكي جيسون جرينبلات "يتفاخر علناً بأن ما تسمى خطة السلام الأمريكية لا تستخدم عبارة حل الدولتين تحت شعارات مزيفة وقلب للحقائق بحجة الواقعية لفرض الاعتراف بالتغييرات التي أحدثها الاحتلال على الأرض الفلسطينية كحقيقة يجب التسليم بها خاصة في مجال البناء الاستيطاني وتعميقه".
وأضافت في تصريح أرسلته لـ"العين الإخبارية": "جرينبلات يحاول إسقاط صفة الاحتلال عن إسرائيل من الثقافة السياسية الدولية ووعي المسؤولين الدوليين، كمفاهيم جديدة لطالما رغبت إسرائيل في فرضها على السياق الدولي للأحداث وللتاريخ، في تناقض واضح مع القانون الدولي ومرتكزاته من قرارات أممية".
ورأت الوزارة أن أقوال جرينبلات والسفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان أصبحت "مجرد أبواق دعاية لمصالح إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال في فلسطين وتشرف على حماية المسؤولين الإسرائيليين من المساءلة والمحاسبة".
واعتبرت ذلك انتهاكا فاضحا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومرجعيات السلام الدولية والاتفاقيات الموقعة، وتمرد علني على مرتكزات النظام العالمي برمته.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMy4yMCA= جزيرة ام اند امز