تحرك «عكس التيار».. خط روسي أمريكي لـ«منع التصعيد»

بينما تتجه الأمور إلى تصعيد صعب بين الغرب وموسكو، فتح الروس والأمريكيون خط اتصال مفاجئا لمنع تدهور الأوضاع.

وأجرى وزير الدفاع الروسي، أندريه بيلوسوف، ونظيره الأمريكي، لويد أوستن، مباحثات هاتفية هي الثانية خلال أسبوعين ناقشا خلالها احتواء "خطر تصعيد محتمل"، بحسب ما أفادت وزارة الدفاع الروسية الجمعة.

يأتي ذلك بعد يومين من إعلان واشنطن عزمها على نشر صواريخ بعيدة المدى في ألمانيا، في تحرك اعتبرته موسكو على الفور "معاديا".

وقالت الوزارة في بيان إن المكالمة جاءت بمبادرة من موسكو و"تمت (خلالها) مناقشة قضية تجنب التهديدات الأمنية واحتواء خطر تصعيد محتمل".

وأمس الخميس، نقلت وسائل إعلام روسية رسمية عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف قوله، إن موسكو ستعمل على الخروج برد عسكري على خطط الولايات المتحدة لنشر صواريخ طويلة المدى في ألمانيا.

ووفق ريابكوف فإن "قرار نشر الصواريخ في ألمانيا يهدف إلى الإضرار بأمن روسيا".

وفي بيان مشترك الأربعاء الماضي، قالت الولايات المتحدة وألمانيا إنهما ستبدآن في نشر أسلحة بعيدة المدى في ألمانيا في 2026 لإظهار التزامهما تجاه الدفاع مع حلف شمال الأطلسي وأوروبا.

"تهديد مباشر"

بدوره، قال سفير روسيا في واشنطن أناتولي أنطونوف، إن الخطط الأمريكية لنشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في ألمانيا تشكل تهديدا مباشرا للأمن الدولي وتزيد من مخاطر سباق التسلح الصاروخي.

وفي حديثه للصحفيين الروس، تعليقا على نية الولايات المتحدة نشر صواريخ في ألمانيا، أضاف أنطونوف: "من حيث الجوهر يجري الحديث هنا، عن خطط للولايات المتحدة لنشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا، وهذا خطأ فادح من جانب واشنطن. مثل هذه الخطوات المزعزعة للاستقرار للغاية تشكل تهديدا مباشرا للأمن الدولي والاستقرار الاستراتيجي".

وشدد السفير الروسي على أن الولايات المتحدة، تزيد بهذه الخطوات، من مخاطر سباق التسلح.

وقال: "أود أن أؤكد أن التسامح الروسي مع الاستفزازات ضد أمن بلدنا ليس بلا حدود. ألا تفهم ألمانيا حقا أن نشر هذه المنظومات الصاروخية الأمريكية على الأراضي الألمانية سيجعل من هذه الأراضي أهدافا حتمية للضربات الروسية؟ هذا الحديث ليس قعقعة سيوف، بل منطق بسيط لأي إنسان طبيعي".

والأسبوع الماضي، قال الرئيس فلاديمير بوتين إن روسيا تملك الحق في البدء في تطوير وإنتاج أنظمة صواريخ متوسطة وقصيرة المدى بعد انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة حول هذه الصواريخ، وبعد التصريحات الأمريكية حول البدء في إنتاج مثل هذه الأسلحة.