تصعيد بين مليشيات بطرابلس ووزير داخلية السراج ينذر بتجدد المواجهات في العاصمة
المليشيات اتهمت وزير داخلية حكومة الوفاق بالزج بالعاصمة طرابلس مرة أخرى في حرب دموية، في حين ندد الوزير بهيمنة المليشيات على العاصمة
تنذر البيانات والتصريحات المضادة بين فتحي باشاغا، وزير داخلية حكومة الوفاق الليبية، التي يرأسها فايز السراج ومليشيات مسلحة تسيطر على طرابلس بتفجير الوضع في العاصمة.
وأصدرت مليشيات "قوة حماية طرابلس"، اليوم الأحد، بيانا شديد اللهجة، اتهمت فيه فتحي باشاغا بتنفيذ أجندات خارجية، وذلك ردا على بيان سابق من الوزير توعد فيه بضبط الأمن في العاصمة.
واتهم البيان الصادر عن المليشيات وزير الداخلية في حكومة الوفاق بـ"محاولة جر العاصمة طرابلس إلى حرب جديدة".
وأشار البيان إلى أن قوة حماية طرابلس تتابع التصريحات والمحاولات التي تقوم بها ما وصفتها بـ"الأطراف المؤدلجة والمدعومة من قبل حكومات وتكتلات خارجية هدفها الدخول بالبلاد في نفق مظلم بدايته وظاهره صراع على السلطة، ونهايته وباطنه تفتيت ما تبقى من معالم الدولة".
وهذه ليست المرة الأولى التي تتهم فيها المليشيات باشاغا "بمحاولة للزج بالعاصمة طرابلس في حرب دموية"، فقد ساقت التهمة ذاتها بعد توليه منصبه، وزعمت حينها أن عناصرها يقومون "بتنفيذ القانون ودعم مؤسسات الدولة لبناء جيش وشرطة".
وكان باشاغا قد حذر، أمس السبت، من العودة إلى ما وصفه بـ"المربع الأول"، مؤكدا أن الوزارة ستتصدى لأي محاولة للمساس بأمن العاصمة الليبية طرابلس.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الداخلية: "هناك مجموعات وقوى مسلحة تمتلك إمكانيات كبيرة، وتهيمن على موازنة وزارة الداخلية، وعلى القرار السياسي والاقتصادي أيضا، وإن هذه المجموعات لا تخضع لأوامر الوزارة أو مؤسسات الدولة".
واتهم البيان المليشيات بأنها "مصدر للفوضى الأمنية كونها ترفض الامتثال لتعليمات المؤسسات الحكومية من مخابرات ومباحث ووزارة داخلية، وأنها تفعل ما تريد".
وكان باشاغا قد حمّل المليشيات مسؤولية الهجوم الأخير الذي استهدف وزارة الخارجية، قائلا: "إن الترتيبات الأمنية لم يتم تنفيذها على الإطلاق".
وتتكون "قوة حماية طرابلس" من أربع مليشيات مسلحة هي: قوة الردع المشترك أبوسليم، والنواصي، وكتيبة ثوار طرابلس، وباب تاجوراء، وتهيمن على معظم مؤسسات الدولة في العاصمة.
وتوقع مراقبون دخول قوات من مصراتة أو اللواء السابع ترهونة إلى طرابلس لتطهيرها من المليشيات المسلحة الأربع، ما يهدد بتصعيد جديد بين المتصارعين في العاصمة الليبية، ودخول البلاد دوامة جديدة من العنف.