آفرو.. فنان إثيوبي وضع نفسه على طريق العالمية بأغنيات رمزية
الفنان الإثيوبي العالمي تيدي آفرو، صاحب حنجرة غنائية فريدة وأداء مميز جعل من صاحبه أحد أهم الفنانين الإثيوبيين في الساحة الغنائية اليوم، وهو ما مكنه من الصعود إلى العالمية وشكل حضورا على المسارح الغنائية داخليا وخارجيا.
ولعل أبرز ما تتميز به أغنيات الفنان الإثيوبي العالمي تيدي آفرو، هي الرمزية التي جعلت من الرجل مصنفا سياسيا في قضايا وطنية كبرى.
ودائما ما يختار أغنيات مطرزة بحب الوطن والوحدة والسلام في ربوع دولة إثيوبيا، التي تعرف بمتحف الشعوب الأفريقية لتعدد الإثنيات والقوميات والشعوب، حيث يوجد بها أكثر من 83 قومية بلغاتها وعاداتها وثقافتها المتباينة على امتداد 10 أقاليم إثيوبية.
ومؤخر منحت جامعة غوندر بإقليم أمهرة شمالي إثيوبيا، الفنان تيدي آفرو، الدكتوراه الفخرية، لجهوده في مجال الغناء الوطني، ضمن احتفالية الجامعة بالمئات من خريجيها، وسط حضور رسمي وشعبي شارك فيه وزير الري الإثيوبي سليشي بقلي، ومسؤولون آخرون.
ويعد آفرو (45 عاما) أحد الفنانين الإثيوبيين الذين أصبح لهم حضور داخليا وخارجيا، ارتبطت تجربته بقدامى الفنانين الكبار أمثال الفنان الإثيوبي الكبير الراحل طلاهون قسسي، والفنانة استير اوقي، لكن آفرو قفز بأدائه الفريد ووضع لنفسه بصمة خاصة بأغانيه المعروفة التي قدمته للجمهور الإثيوبي.
أغنياته تعتبر ملاحم غنائية فريدة، مع تنوع فكرة كل أغنية، وإن كان نجح في وضع أنماط خاصة به في كل أغنية، مما ميزه عن أقرانه في الساحة الغنائية المحلية.
وتأثر آفرو بأغنيات بوب مارلي كثيرا، وهو ما صرح به في كثير من اللقاءات التي أجريت له قائلا: "الفضل في تجربتي يرجع للموسيقار الإثيوبي الشهير الراحل تلاهون قسسي، والفنان العالمي بوب مارلي".
ومن ملاحمه الغنائية أغنية بوب ما رلى التي غناها في العيد الـ60 لملك الجاز الفنان العالمي بوب مارلي في احتفال أقيم في إثيوبيا.
من هو تيدي آفرو؟
تيدي آفرو من مواليد إحدى أحياء العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وولد في 14 يوليو/تموز 1976م، لوالدين لهما علاقة بالفن، فوالده كاساهون جيرمو، صحفي معروف، وكاتب أغاني وقائد مسرحي، ألف العديد من الأغنيات، بينها أغنية "حياتي" الشهيرة، والتي تتحدث تخليداً لذكرى الرواد الإثيوبيين، أما والدته السيدة تلاي أراجي، وهي راقصة إثيوبية محترفة.
اسمه الحقيقي تيدروس كاساهون جيرما، فيما اختار لنفسه اسما فنيا "تيدي آفرو"، وحصل على هذا الاسم خلال تجربته مع (Afro Sound Band)، الذي يعمل في مجال الغناء لأكثر من عقدين في صناعة الموسيقى، فهو كاتب أغاني وشاعر ومؤرخ، وهو أيضًا فاعل خير وناشط في مجال حقوق الإنسان.
دخل عالم الموسيقى عندما كان طالبا في الصف الـ12، وبرزت موهبته في العزف على البيانو ومجموعة متنوعة من الآلات الصوتية.
كما حققت عدة ألبومات له مركز "الأكثر مبيعاً"، كما نجحت كل حفلاته الموسيقية حول العالم؛ لذلك أصبح أحد الفنانين الرائدين في البلاد وأحد أهم الموسيقيين الأعلى أجراً في صناعة الموسيقى بالبلاد.
وأشادت عدة وسائل إعلام عالمية كبرى، وصنفته كملك موسيقى الريجي الأفريقية خاصة في منطقة شرق أفريقيا.
وتيدي آفرو، متزوج من الكاتبة والممثلة الإثيوبية أمليست موتشي، التي فازت بإحدى مسابقة ملكة الجمال سيدات إثيوبيا، وهي معروفة أيضًا بكتابة التقاليد الجامعية في صحيفة "أديس أدماس" الإثيوبية.
أصدر آفرو أكثر من 7 ألبومات بالتعاون مع العديد من الشركات، بينها شركة Nahum Records، وهي واحدة من دور الموسيقى الرائدة، ولديه أيضًا ألبومات مع شركات أخرى، كما أن لديه ملكة الشعر وله ديوان شعر، فهو مغني وشاعر وموسيقي.
وبالعودة لأغنيات تيدي آفرو، نجد أن معظم أغنياته التي ظهرت مؤخرا تتسم بالرمزية، وهو ما أتاح لمحبيه ومستمعيه أن يعتبروها رسائل سياسية، خاصة أنه كان الاتجاه السائد في تلك الفترة، وتحديدا عقب انتخابات عام 2005م، التي شهدت أحداثا دامية وجعلت البلاد في ظروف صعبة.
لذلك، ربما يكون هذا السبب هو ما دفع الجماهير إلى تفسير أغنيات تيدي آفرو بأنها رمزية سياسية، وكأنها رسائل ضد النظام، وإن كان أغلب أغنياته وطنية تدعو للسلام والمحبة وحب الوطن والتسامح وتشجع الاهتمام بالرموز الوطنية في مختلف المجالات.
ومن ضمن هذه الأغنيات تشجيعه وفخره بالعداء الإثيوبي العالمي هيلي قبرسلاسي، التي تحمل في طياتها تشجيع العدائين للسير في طريق العداء هيلي قبر سلاسي، وهو ما جعل الأغنية أكثر انتشارا، خاصة مع تقديمها خلال المسابقات الدولية للعدو.
الغيب أن حتى هذه الأغنية نفسها اعتبرها البعض ضمن من الأغاني السياسية لآفرو إلى جانب أغنيات أخرى منها "لامبا دينا" و"جاستاسيسريا" وبعض الأغنيات الأخرى.
وكان آفرو، انتقد الحكومة وقتها في عدد من أغنياته وتحدث في بعض مقاطع أغانيه عن النظام والمناضلين القدامى وفترة حكمهم التي كانت أكملت الأ17 عاما، ووصفها بأنها فترة لم تشهد تغييرا رغم تغيير الحاكم، وهذه من الأشياء التي جعلت أغانيه تنتشر في البلاد، خاصة في بعض المناطق.
وحملت أغانيه أيضا بعض الانتقادات وكانت كل العروض التي يقدمها يتم تحليلها طبق لمخيلة كل شخص، ورغم هذا قدم تيدي آفروا نمطا غنائيا عالميا إثيوبيا وظل متقدما على معظم الفنانين الإثيوبيين الشباب، كما خلق لنفسه مكانة عالمية وظلت أغانيه مثار جدل في إثيوبيا، ولدي الخبراء والكتاب، حتى أصبحت كل أغنية يصدرها تخرج ومعها سؤال: إلى ماذا يرمز هذه المرة؟.
وأخرج آفرو عددا من الأغاني المنفردة التي دائما ما يصدرها كل فترة، خاصة عقب حادث السير الذي وقع له، والذي أدى إلى وفاة أحد الأفراد مما أدى إلى دخوله السجن، وفي تلك الفترة كانت إثيوبيا على موعد مع حدث كبير، وهو وفاة الفنان الإثيوبي ملك الموسيقي طلاهوون قسسا.
وتوقع البعض أن يكون الحادث مصطنعا، ولكن آفرو استكمل فترة السجن بالكامل، وظل في وطنه وواصل جهده في تقديم أغنياته الفريدة، بل ظل يتغنى هنا وهناك رغم التحديات التي واجهته في بعض المدن الإثيوبية.
عندما طرح أغنية "طقر سو" المعروفة في ألبومه الأخير اتهموه بالعنصرية، لتمجيده للإمبراطور منلليك الثاني بطل معركة عدوة الشهير.
aXA6IDMuMTQ1LjguMTM5IA==
جزيرة ام اند امز