قصر "شوغلي".. تحفة معمارية إسلامية في أديس أبابا عمرها 120 عاما
وسط العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يقف قصر "شوغلي" منذ 120 عاما حيث يعود إلى "الشيخ خوجلي" وأصبح من أهم المعالم الأثرية والتاريخية
وسط العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، يقف قصر "شوغلي" منذ 120 عاما، الذي يعود لـ "الشيخ خوجلي"، وأصبح من أهم المعالم الأثرية والتاريخية بالبلاد، في منطقة تسمى باسم الشيخ.
ولهذا القصر حكاية ارتبطت بصاحبه وبفترة مهمة من التاريخ الإثيوبي.
والشيخ خوجلي يعد من الشخصيات التاريخية البارزة التي اشتهرت في أديس أبابا، وتولت قيادة الجيش في منطقة بني شنقول غرب إثيوبيا.
ولد الشيخ خوجلي في إقليم بني شنقول غرب إثيوبيا، لوالده القائد الحسن محمد وأمه فضائل، في عام 1825، وتلقى تعليمه في الخلوة "الكُتاب".
ويقول عبدالرحمن العاقب شيخ خوجلي، أحد أحفاده، إن الشيخ خوجلي الحسن هو أحد الملوك الإثيوبيين من قومية بني شنغول جموز، غرب إثيوبيا، على الحدود مع السودان .
وأوضح العاقب لـ"العين الإخبارية أن الشيخ خوجلي يعتبر من المساهمين في تأسيس وتنمية أديس أبابا في عهد الإمبراطور منليك الثاني، حيث شيد قصره قبل 120 عاما في منطقة تعرف باسمه "شوغلي" وتعني بالعربية منطقة الشيخ خوجلي، في ضواحي العاصمة أديس أبابا شمالا.
وقال إن القصر كان مقرا لتجمع أبناء قومية بني شنغول وارتبطوا من خلاله ببقية قوميات إثيوبيا الموجودين بالعاصمة.
ونوه إلى أن القصر الآت بات في وضع يرثى له ويحتاج إلى ترميم وصيانة، ودعا المهتمين بالآثار الإسلامية والتاريخية القديمة إلى المساهمة في ترميم هذا القصر وتحويله إلى متحف لإبراز دور المسلمين في بناء وتشكيل إثيوبيا.
وبني القصر في تلك الفترة على مساحة تقدر بـ1800 متر مربع، بالقرب من كنيسة القديس روفائيل شمال أديس أبابا، ويتكون من مبانٍ أرضية من طابق واحد، وحول القصر يوجد 43 منزلاً كانت لأتباع الشيخ، بالإضافة لمدرسة عامة.
وتابع العاقب: "قدمنا طلبا للحكومة الحالية لترميم القصر ليبقى وجهة سياحية تاريخية تحكي عن تاريخ إثيوبيا الجميل كما كانت".
وأضاف: "ورث الشيخ خوجلي السلطة من أبويه، وهناك منازل ومبانٍ عتيقة وآثار تحكي عن دور أبناء بني شنغول، مشيرا إلى جزء من القصر المتبقي من هدم النظام الشيوعي، الذي يسكن فيه حاليا هو وأسرته في الطابق الثاني، بينما وزعت حكومة الدرق باقي الغرف على مواطنين فقراء يصل عددهم إلى أكثر من 45 أسرة.
ولفت إلى أن قصر "شوغلي" يخلد تاريخ الأجداد، حيث أشرف على بنائه مهندسون هنود بطريقة جميلة وجذابة، وبقي شامخا بزخارفه وجماله.
وقال إن القصر مبني من 3 مواد أساسية، الطين وحجر أسود وخشب، ولا يوجد أي أسمنت، مؤكدا عدم وجود مثل هذا التصميم في العاصمة الإثيوبية على الإطلاق.
وكان الشيخ خوجلي من المهتمين بالقرآن وتعليم الدين الإسلامي ونشره عبر الكتاب، وكان جميع أفراد أسرته شيوخا ينحدرون من إقليم بني شنغول غمز، غرب إثيوبيا، لكن أسرة الشيخ استقرت في أديس ابابا.
وقال إن الشيخ الفقيه رافقه في تعليم القرآن، وكان له دور بارز في نشر الدين بمدينة أديس أبابا، وشارك في بناء مسجد أنور العتيق بالعاصمة أديس أبابا، كما كانت لعائلته مساهمات في بناء مساجد بمناطق أخرى من البلاد.
وكان الشيخ خوجلي عادة ما يستريح في هذا القصر أثناء زيارته للمدينة، وحتى الآن تسمى هذه المنطقة في مدينة أديس أبابا باسمه "شوغلي سفر" أي حي الشيخ خوجلي.
وتحدث عن الشيخ خوجلي أيضا عبدالرحيم الفقيه، وهو مدير سابق للكلية الأولية الإسلامية، قائلا إن الشيخ خوجلي كان تاجرا معروفا في الذهب من بني شنغول، التي تعتبر المصدر الرئيسي للتنقيب عن الذهب الإثيوبي.
ولفت إلى أن الشيخ خوجلي اشتهر بصيد الحيوانات المفترسة، وأصبح بارعاً في ذلك، ليمنحه والده لاحقاً رتبة قائد للجيش في المنطقة.
وأضاف أن خوجلي كان يمتلك أموالا وساعد الحكومة في طباعة العملة الإثيوبية في أول طباعة لها بأحد البنوك السويسرية.
وقال الفقيه لـ"العين الإخبارية": "نطالب جميع من يشاهد هذا القصر أن يساهم بدوره في الحفاظ على تاريخ هذا القصر، لأنه يعتبر إرثا تاريخيا للمسلمين جميعا".
aXA6IDMuMTIuMTQ4LjE4MCA= جزيرة ام اند امز