4 قوميات في دراشي الإثيوبية.. يتقاسمون "رارا" والزي وزراعة الذرة
الشباب يدهنون شعر الرأس بالسمن مع اقتراب الزواج
منطقة دراشي تتكون من 4 قوميات، هي: دراشي، مُوسي، كوسمي وماشولي، وتعيش إلى جانب 56 قومية بالإقليم الإثيوبي.. اقرأ التفاصيل عبر "العين الإخبارية".
حين تعيش قوميتان في دولة واحدة، يحلو لقادتها الحديث عن السلام والوفاق الاجتماعي، فكيف يكون الوضع عند الحديث عن إقليم يضم 56 قومية؟!
دراشي منطقة في إقليم شعوب جنوب إثيوبيا، تعتبر رمزا ونموذجا للوفاق والتنوع الثقافي الإثني بالإقليم، الذي يضم 56 قومية فضلا عن موارده المتعددة.
وتضم منطقة دراشي وحدها 4 قوميات، هي: دراشي، مُوسي، كوسمي وماشولي، تعيش إلى جانب 56 قومية بالإقليم من مجموع قوميات إثيوبيا البالغ عددها 83 قومية.
ويمتد إقليم "شعوب جنوب إثيوبيا في المنطقة المتاخمة لدولة كينيا، فيما تحده دولة جنوب السودان من جنوبه الغربي، وتنتهي حدود الإقليم مع إقليم غامبيلا الإثيوبي في الشمال الغربي، فيما يحاذيه إقليم أوروميا من شرقه وشماله.
ويقول مكوريا جوراتشا، المتحدث باسم فرقة الفنون الشعبية لقومية دراشي لـ"اللعين الإخبارية"، إن منطقة دراشي نشأت منذ عهد الإمبراطور منليك الثاني (1844- 1913)، وكان يطلق عليها قديما اسم "جاردولا".
ويوضح أن أبرز ما يميز القوميات الأربعة أنها تعيش في وحدة ووئام وانسجام بين أفرادها، الذين يعمل غالبيتهم في الزراعة، دون تمييز بين العرقيات، رافعين شعارا واحدا، وهو: "المهم أنك من سكان دراشي".
ولفت إلى أن ما يربط قوميات "دراشي" إلى جانب وجودهم في منطقة واحدة، هو اعتمادهم على الزراعة، حيث تشتهر المنطقة بزراعة الذرة بنوعيها الأبيض والأحمر.
وأضاف أنهم يتشابهون أيضا في صناعة غذائهم، حيث يعتمدون بشكل كبير على الكِسرة (وهي نوع من الخبز المصنوع من حبوب تسمى "طيف"، ولا تنمو إلا في المرتفعات الإثيوبية ولا تستخدم إلا لدى الإثيوبيين) والعصيدة (ماء مغلي يضاف إليه الدقيق)، إلى جانب استخدامهم لمشروب تقليدي يطلق عليه "رارا"، ويصنع من حبيبات الذرة.
ويشير جوراتشا إلى أن هذه القوميات تعرف بعملها الجاد وحبها للزراعة، خاصة زراعة الذرة التي تصدر إلى المدن الكبرى في إثيوبيا.
وتمتد شهرة هذه القوميات الأربعة إلى الزي والملابس التقليدية المعروفة بألوانها الزاهية والجميلة، خاصة الأبيض والأحمر، بجانب رقصاتها الخاصة وأدواتها الموسيقية الفريدة، والتي تصنع من قرون الأبقار وريش النعام.
ويعرف الشاب في هذه القوميات بزيه التقليدي، خاصة عندما يقترب من موعد الزواج، فعادة ما يدهن شعر الرأس بالسمن، وهي صفة توحي بأن هذا الشاب مقدم على الزواج قريبا، وكذا الحال بالنسبة للسيدات اللاتي يتميزن بكثرة أدوات الزينة.