"العين الإخبارية" أول إعلام عربي داخل الإقليم العاشر بإثيوبيا
وزارت "العين الإخبارية" حاضرة إقليم قومية السيداما "أواسا"، كأول إعلام عربي وأجنبي يزور الإقليم الوليد للتعرف على ملامح الإقليم
يأتي ميلاد الإقليم العاشر في إثيوبيا لقومية السيداما، تحقيقا لحلم شعب ظل متمسكا بمطلب إقامة إقليم خاص به أكثر من قرن.
وارتفعت وتيرة المطالب خلال الـ27 عاما الماضية ليتحقق حلم السيداما أخيرا في عهد رئيس الوزراء الحالي آبي أحمد.
وزارت "العين الإخبارية" حاضرة إقليم قومية السيداما "أواسا"، كأول إعلام عربي وأجنبي يزور الإقليم الوليد للتعرف على ملامحه وهياكله التنفيذية والتشريعية ومقوماته الإدارية.
و"السيداما" هي إحدى القوميات جنوبي إثيوبيا، ويقدر عددهم بنحو 4 ملايين نسمة من إجمالي عدد سكان إقليم جنوبي البلاد (قبل أن تنفصل عنه)، والذي يقدر سكانه بـ17 مليون نسمة.
ويتحدث شعب "السيداما" لغة "سيدامو" وهي (لغة كوشية) وحافظوا على تراثهم الثقافي وأنظمتهم الإدارية الراسخة التي يرجع تاريخها إلى القرن التاسع.
وعلى مدار أكثر من 130 عاما ظلوا يطالبون بإقليم خاص بهم، وإن كان صوتهم ارتفع أكثر خلال الـ27 عاما الماضية، وهو ما تحقق في 4 يوليو/تموز الماضي بعد أن لبت حكومة آبي أحمد مطالبهم، ليعد أول رئيس حكومة يقرر منح قومية إقليما خاصا بها.
وتمتهن "السيداما" حرفة الزراعة خاصة البن والفاكهة وتربية المواشي، بالإضافة إلى مهن أخرى كثيرة، ربما تكون هي ضمن دعائم الإقليم الوليد.
هياكل الإقليم
تسلمت قومية السيداما في الـ18 من يونيو/حزيران الماضي الاعتراف الرسمي بتأسيس إقليمهم، بعد عملية استفتاء تمت في ديسمبر/كانون الأول 2019، صوّت خلالها الناخبون بنسبة 97.7% لصالح تأسيس الإقليم وانفصالهم عن إقليم شعوب جنوبي إثيوبيا.
وجرت مراسم تسلم الإقليم الجديد باسم "السيداما"، من مجلس إقليم شعوب جنوبي إثيوبيا الذي انفصلت عنه.
ويعد هذا الاستحقاق الذي حصلت عليه السيداما إنجازا يتوج نضالاتها ومطالبها التاريخية التي تعود لأكثر من قرن كامل.
وفي 4 يوليو/تموز الماضي شكلت أول حكومة لقومية إقليم السيداما الجديد كإقليم عاشر، كما تم تعيين أعضاء مجلسه التشريعي (برلمان الإقليم) البالغ عددهم 190 عضوا، واختيار رئيس للبرلمان وحاكم للإقليم.
وعبر فليبوس ناهوم، مدير مكتب العلاقات العامة بالإقليم، لـ"العين الإخبارية"، عن سعادته بميلاد إقليم السيداما.
وقال إن وجود إقليم خاص بقومية السيداما ظل حلما يراودنا واليوم أصبح حقيقة.
وأكد اكتمال الهياكل الإدارية للإقليم الجديد بـ18 مكتبا تنفيذيا مهمتها إدارة شؤون الإقليم الجديد وبدأت عملها بالفعل.
وأوضح ناهوم أن المجلس التشريعي للإقليم تشكل من ممثلي قومية السيداما الذين كانوا ضمن إقليم شعوب جنوبي إثيوبيا وممثلي ادارة مدينة أواسا.
وأضاف أن عضوية المجلس التشريعي لإقليم السيداما تكونت من 190 عضوا بينهم 70 امرأة بنسبة 37 بالمائة من عضوية المجلس.
وبحسب ما اتفقت عليه حكومة إقليم شعوب جنوبي إثيوبيا وحكومة إقليم السيداما الجديد فإن مدينة أواسا كبرى مدن جنوبي البلاد ستصبح مقرا وعاصمة مشتركة للإقليمين لمدة 10 سنوات، بعدها سيحدد إقليم شعوب جنوبي إثيوبيا عاصمة خاصة به.
ويكفل الدستور الإثيوبي لكل الجماعات والقوميات حق التصويت على إقامة إقليم جديد إذا طلبت، ويضمن لهم حقوقا مثل تحصيل بعض الضرائب واختيار اللغة الرسمية وإدارة قوات أمن خاصة، وسن قوانين بشأن قضايا مثل التعليم وإدارة الأراضي.
وفتح ميلاد إقليم السيداما الجديد الباب أمام العديد من قوميات إقليم شعوب جنوبي إثيوبيا، البالغ عددهم نحو 56 قومية، لتقديم طلبات بإقامة إقليم خاص بهم أسوة بقومية السيداما.
وقبل أسبوع من إعلان إقليم السيداما كان المجلس الفيدرالي أحال مطالب شعوب جنوبي إثيوبيا بتأسيس أقاليم جديدة إلى اللجنة الدائمة لشؤون مراجعة الدستور والهوية من أجل اتخاذ القرار النهائي بشأنهم.
ويتجه جنوبي إثيوبيا إلى التقسيم لأربعة أقاليم جديدة بعد إقليم السيداما، ومن المتوقع أن يصادق المجلس الفيدرالي على مطالب القوميات بأقاليم منفصلة.
وتعود قضية الأقاليم في جنوب إثيوبيا، لعهد الحكومة الانتقالية بين 1991-1995، عقب إصدار إعلان في العام 1992 بضم 5 أقاليم بجنوب البلاد إلى إقليم واحد باسم إقليم "شعوب جنوب إثيوبيا".
ويمتد إقليم "شعوب جنوب إثيوبيا" حتى حدود دولة كينيا، فيما تحده دولة جنوب السودان من جنوبه الغربي، وتنتهي حدود الإقليم مع إقليم غامبيلا الإثيوبي في الشمال الغربي، فيما يحاذيه إقليم أوروميا من شرقه وشماله.