إبداعات إثيوبية.. منازل متحركة صديقة للبيئة بأقل التكاليف

ملكامو دربا أحد المستفيدين من هذه المنازل المركبة، عبر عن سعادته لامتلاك منزل بهذه المواصفات وفي زمن وجيز وبسعر معقول.

مع تزايد الحاجة إلى المنازل في ظل تعداد سكاني يتجاوز الـ100 مليون نسمة في إثيوبيا، تظهر المبادرات والابتكارات التي تبحث عن حلول.

ودفعت تلك الأزمة المهندس الإثيوبي برهانو كاسا، لابتكار أسلوب يعتمد على تجهيز منازل متحركة يمكن فك وتركيب حوائطها ونقلها من مكان لآخر، بالإضافة إلى أنها صديقة للبيئة.

وبرع كاسا في تطوير أسلوب جديد لبناء منازل في إثيوبيا تتميز بملاءمتها للأجواء والتضاريس المتباينة في البلاد، فضلا عن قلة تكلفتها وبساطتها، ما يسهل تحريكها من موضع إلى آخر بسهولة.

برهانو كاسا مهندس معماري عاش في أوروبا لأكثر من 20 عاما، ويمتلك خبرة عمل لنحو 30 عاما في مجال الهندسة المعمارية، وعاد إلى وطنه للمساهمة في بنائه.

وقال لـ"العين الإخبارية" إن "هذه المنازل استخدم فيها مواد بناء خفيفة دون أعمدة، حيث اعتمد على حوائط خرسانية خفيفة وصديقة للبيئة".

وأضاف أن الحوائط الخفيفة تتكون من بلاطات ليفية خفيفة وخرسانة، تعمل على شد وتثبيت الحوائط مع بعضها البعض وتتميز بعزل الصوت والحرارة.

ولفت كاسا إلى أن الهدف الرئيسي للمشروع هو تجهيز منزل في وقت وجيز وبسعر بسيط، حيث يتم تشييد المنزل اعتمادا على خليط من الأسمنت والألياف مع مواد خرسانية.

وعبر المهندس الإثيوبي عن سعادته لإنجاز خطته التي كان يهدف من ورائها إلى تقديم خدمة لأنباء وطنه.

وقال: "خلال أقل من 3 أسابيع استطعنا أن نجهز منازل وسلمناها لأصحابها، وخلال الـ3 سنوات الماضية قمنا بإنشاء عدة منازل، وفي هذا المجمع السكني وحده مثلا شيدنا 18 منزلا".

وأشار الى أن تكلفة المنزل تقل بنسبة 30% عن المنازل الطينية، حيث تبلغ تكلفة المنزل الواحد الذي تتراوح مساحته 3 أمتار في 5 أمتار حوالي 40 ألف بر إثيوبي أي ما يعادل (1136 دولارا أمريكيا) .

ملكامو دربا أحد المستفيدين من هذه المنازل المركبة، عبر عن سعادته لامتلاك منزل بهذه المواصفات وفي زمن وجيز وبسعر معقول.

وقال لـ"العين الإخبارية": "هذا المنزل يتميز عن غيره، حيث يتم تركيبه بشكل سريع".

وأضاف: "تسلمت منزلي في غضون أسبوع وكنت في حاجة ماسة له. أنا سعيد جدا، فمنذ 8 أشهر تسلمت المنزل وهو في وضع جيد حتى الآن".

بدوره، قال سعيد أبيبي، مهندس تنفيذي بالمشروع: "هذه المنازل المركبة التي يتم تشييدها بتكلفة قليلة وفي وقت وجيز يمكن الاستفادة منها في إنشاء معسكرات للشرطة ومعامل في المدارس المختلفة بالبلاد".

وأضاف لـ"العين الإخبارية" أنه عمل جديد لتغيير أسلوب الحياة وطريقة بناء المنازل في مدينة أديس أبابا فهي منازل تتميز بملاءمتها للبيئة.

وأضاف أن طريقة تركيب المنازل ستشجع محدودي الدخل على بناء منازل قوية ومتحركة.

ولفت المهندس أبيبي إلى أنهم يستخدمون الخشب في سقف تلك المنازل، مضيفا أن طريقة تركيب هذه المنازل تعتبر نوعا جديدا من التكنولوجيا المعمارية السهلة على مستوى البلاد.

وسعيد أبيبي، هو مهندس معماري تخريج من جامعة أصوصا بإقليم بني شغول غرب البلاد، ويعمل كمدير تنفيذي بمشروع المنازل المركبة.

وأضاف أن بناء هذه المنازل سيخلق فرص عمل لعدد من المهندسين والخريجين الجدد من مختلف جامعات البلاد، مشيرا إلى أنهم يخططون لإقامة دورة تدريبية للمهندسين بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم الإثيوبية، لنقل تجربة مشروع تركيب المنازل وتشجيع المهندسين لبدء مشاريع عقارية خاصة بهم في مناطقهم.