مسجد أنوار.. أسسه الإيطاليون وبناه الإثيوبيون قبل 8 عقود
مسجد أنوار العتيق بوسط العاصمة الإثيوبية أديس أبابا تم تشييده على يد الإيطاليين في عام 1938، ويشكل اليوم معلما بارزا من معالم المدينة
يقف مسجد أنوار بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا شامخا منذ عام 1938، عندما تم تأسيسه على يد الإيطاليين، وأصبح من يومها معروفا على نطاق منطقة القرن الأفريقي التي شهدت هجرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هكذا افتتح الشيخ طه محمد هارون، إمام مسجد أنوار، حديثه للعين الإخبارية، وقال إن المسجد من أقدم المساجد وأكبرها بالعاصمة أديس أبابا ومعروف بإثيوبيا وبمنطقة القرن الأفريقي، مشيرا إلى ان تأسيسه كان على يد الإيطاليين في العام 1938.
وأوضح طه لـ"العين الإخبارية"، أن الإيطالين عندما قدموا إلى أديس أبابا بدؤوا ببناء المسجد عملا بنصيحة علماء إريتريا التي انطلق منها الإيطاليون نحو إثيوبيا، وقال إن الإريتريين نصحوا الإيطاليين بإرضاء المسلمين لدخول إثيوبيا بإعتبار إنها بلد الدعاة وستدافع عن نفسها بعلمائها وأوليائها.
واحتلت إيطاليا للمرة الثانية أجزاء كبيرة من إثيوبيا في الفترة من 1935 إلى 1941 في عهد الإمبراطور هيلي سلاسي (1930-1974).
ومسجد أنوار العتيق بوسط العاصمة أديس أبابا، تم تشييده على يد الإيطالين في العام 1938، ويشكل اليوم معلما بارزا من معالم المدينة التي تزخر بالعديد من الآثار والمعالم التاريخية على المستويين الإسلامي والمسيحي.
وتابع الشيخ طه، أن الاستعمار الايطالي عمل بنصيحة الإريتريين فبعد دخوله بسنتين أسس هذا المسجد، لافتا إلى أنه لم يكن المسجد الوحيد الذي بني على يدهم وإن هناك مسجدا آخر بمنطقة جيما بإقليم أوروميا.
وأشار طه، إلى أن بناء المسجد لم يتوقف على الدور الإيطالي، فبعد تأسيس المسجد بفترة لم يمكث الإيطاليون كثيرا بالبلاد، موضحا أنه بعد جلاء الاستعمار الإيطالي كان الدور الأبرز والأقوى للعلماء الإثيوبيين الذين قاموا ببناء المسجد وتطريزه بالشكل المعماري الإثيوبي الذي عليه المسجد الآن.
ولفت إلى أن الفضل في بناء المسجد بهذه الشكل الجمالي يعود إلى علماء قومية الهرري شرق البلاد، مضيفا أن الهررين هم من خصصوا الأبواب الخمسة للمسجد مستخدمين موهبتهم في تزيين المسجد وكتبوا على أبواب المسجد أبياتا من الشعر تعبر عن التوحيد.
وأشار إلى أن المسجد لم يشهد أي تغيير منذ بنائه سوى أعمال الترميم التي يشهدها من وقت لآخر، لافتا غلى أنه قبل 20 عاما لم يكن بالمسجد نوافذ بهذا الحجم حيث تمت توسعة النوافذ وصار بشكله الحالي.
وأكد الشيخ طه، أن عملية الصيانة تتم سنويا دون تغير أي شيء في شكله القديم لأنه مسجد تاريخي، وهو يشهد الآن بعد 22 عاما عملية ترميم واسعة بمساهمة من شباب المسجد الذين استغلوا إغلاقه بسبب كورونا لترميمه.
من جانبه عبر رئيس جمعية شباب مسجد أنوار، حيدر داوود، عن فخره بأنه يدير مجموعة تعمل في خدمة الإسلام والمسلمين والمحافظة على بيت من بيوت الله، موضحا أن مساحة المسجد تبلغ 2450 مترا مربعا وأن سعة سور المسجد 23 مترا مربعا.
وأضاف للعين الإخبارية، أن المسجد حصل على الرخصة أو خريطة الرسمية في العام 2005، لافتا إلى أن جوار المسجد مدرسة سيتم ضمها لتوسعة المسجد.
وأشار داوود إلى أن المسجد به حلقات علم ودروس متواصلة منذ 50 عاما، تخرّج العديد من طلاب العلم من مختلف الأقاليم، حيث يوجد نحو 150 طالبا للعلم يشاركون في مركز تحفيظ القرآن.
وأرجع أهمية المسجد لتاريخه العريق وموقعه بالقرب من سوق ماركاتو، وقال المسجد يشهد دائما حضورا وازدحاما للمصلين بحكم قربه من سوق ماركاتو، مؤكدا أن جمعية شباب المسجد سيظلون يعملون من أجل الحفاظ على هذا الإرث التاريخي الإسلامي كقبلة للعلم والعبادة.
ومسجد أنوار العتيق بوسط العاصمة أديس أبابا، تعاقب على إمامته العديد من الأئمة والعلماء وظل يشهد حلقات العلم في مختلف مجالات الفقه الإسلامي لكبار العلماء والمشايخ بالبلاد.
ويرتاد أغلب سكان العاصمة الإثيوبية، المسجد بالرغم من وجود مساجد جديدة وبطراز حديث، مضيفا أن مسجد أنوار وإدارته تعتبران مرجعا أساسيا للحكومة والشعب لما يطرأ من القضايا الفقيه بالبلاد.
شهد المسجد زيارات لعدد من أئمة مسجد الحرم المكي، ومنهم الشيخ محمد عبدالله السبيل، رحمه الله، حيث زار مسجد أنوار وصلى بالناس صلاة الجمعة.