وزارة السلام الإثيوبية تنجح في إعادة نشاط جمعية توقفت لعقود

نظمت وزارة السلام الإثيوبية منتدى تشاوريا للمؤرخين والأكاديميين في مجال التاريخ، بالتعاون مع كلية العلوم الاجتماعية بجامعة أديس أبابا.
ويهدف المنتدى إلى المساهمة في بناء المجتمع والتوافق الوطني والاستفادة من مخرجات المنتدى كمصادر معرفية حول التاريخ بإثيوبيا.
والمنتدى الذي شهدته مدينة بيشوفتو (40 كلم عن أديس أبابا)، واستمر لأربعة أيام، شارك فيه نحو 60 مؤرخًا إثيوبيًا وأكاديميا في التاريخ الإثيوبي، فضلا عن مسؤولين بوزارة السلام الإثيوبية التي نظمت المنتدى.
ونجحت الوزارة من خلال المنتدى في إعادة نشاط جمعية المؤرخين الإثيوبيين التي توقفت عن العمل منذ ثلاثة عقود.
وعبر المؤرخون والكتاب الإثيوبيون المشاركون في المنتدى عن سعادتهم لعودة الجمعية إلى العمل بعد توقف لنحو ثلاثين عاما، مؤكدين توافقهم على إعادة تأسيس جمعيتهم والقيام بدورهم في بناء إثيوبيا والتوافق الوطني وفق المؤسسية والعمل المهني.
وقالت مديرة مكتب الإعلام بوزارة السلام، مكليا بارجيشو، إن المؤرخين وكتاب التاريخ والأكاديميين لهم دور ريادي في عملية بناء السلام في إثيوبيا، وأضافت في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن المنتدى كان عبارة عن ورشة تشاورية لعمل حوارات مجتمعية على المستوى الوطني.
وأكدت أن وزارتها سعت من خلال توصيات الورشة إلى حل القضايا التي تنشب في مختلف الجامعات الإثيوبية، والتعرف على مصادر الخلافات للعمل على حلها وتجاوزها.
وشددت المسؤولة الإثيوبية على أن حل القضايا الخلافية بين المجتمعات في البلاد تبدأ من المجتمع وليس الحكومة وحدها، وهو ما دفع الوزارة لعقد المنتدى التشاوري.
بدوره قال ألماو كفلي، أستاذ علم التاريخ والقانون بجامعة كوتبي الإثيوبية: اتفقنا على العمل بشكل وثيق كمجتمع معرفة، لتصحيح مفهوم علاقة التاريخ والسياسة التي وصفها بالعلاقة الإيجابية، لكون السياسة توصف بالآنية بينما يوصف التاريخ بالقديم والماضي.
وأوضح أن التوفيق بين التاريخ والسياسة يحتاج إلى العلم والمعرفة وهذا ما نريد إعادة ترسيخه لدى طلابنا، مشيرا إلى أن 45 من الجامعات الإثيوبية توقفت عن تدريس مادة التاريخ الإثيوبي بسبب سياسات الحكومة السابقة.
ولفت إلى أن بعض كتب التاريخ في إثيوبيا ألفها غير مختصين في كتابة التاريخ، وأن هذا الأمر أظهر بعض العجز في وصف تاريخ البلاد بصورته الكاملة.
وقال نحتاج إلى إعادة النظر في المؤلفات وإعادة صياغتها وتنقيتها حتى لا تصبح جزءا مساعدا في خلق الصراعات بالمجتمع الإثيوبي، وتوصلنا إلى اتفاق لتصحيح الروايات الكاذبة ونشر أدلة تاريخية مقنعة في جميع أنحاء البلاد.
وفي السياق ذاته حذر أستاذ دراسة الآثار بجامعة مقلي، البروفيسور أيل بكري، من تأثر الأجيال الحالية بما جنته الأجيال السابقة، وقال إن التاريخ يساعد ويعمل في صناعة الأجيال من خلال عرضه للتجارب السابقة حتى يتعلموا من أخطاء الأجداد لا أن يكرروها.
وأوضح أن المشاركين في المنتدى اتفقوا على استئناف دراسة التاريخ وإلزام جميع من يلتحق بالجامعات الإثيوبية بدراسة تاريخ بلاده والقرن الأفريقي.
بدوره عزز، طغاب بزي، الأستاذ المحاضر في التاريخ وإدارة الآثار بجامعة بحردار، مفهوم أن شعوب منطقة القرن الأفريقي لها تاريخ مشترك ، وقال لـ"العين الإخبارية"، إن شعوب منطقة القرن الأفريقي لها تاريخ مشترك وعرفت نظام الدولة منذ آلاف السنين.
وتوصل المنتدى التشاوري الذي نظمته وزارة السلام الإثيوبية إلى تكوين لجنة من 12 عضوا، لتوحيد العمل المنجز وتنفيذ مقررات المنتدى، فضلا عن تنفيذ مخرجاته بالتعاون مع وزارة العلوم والتعليم العالي، لنشر الفكرة الموحدة بكل الجامعات وتسهيل بدء تعليم علوم التاريخ خلال العام الدراسي الحالي، ووضعها كمادة إجبارية لكل طلاب الجامعات بعد أن توافق وزارة التعليم العالي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTQ5IA==
جزيرة ام اند امز