"الرجل القوي".. قصة نجاح إثيوبي من أصحاب الهمم
"غروم دسالو", إثيوبي، فقد القدرة على الحركة في السنة الرابعة من عمره، لكنه لم يستسلم للإعاقة.
وأوضح غروم دسالو أنه أصيب بإعاقة في سن مبكرة أي عندما كان في الـ4 من عمره، وقال إن والديه عندما عرفا أنه سيعيش معاقا طوال حياته، أرسلاه إلى مدرسة للتعليم الديني الكنسي، لكونهما فقدا الأمل في قدرة ابنهما المعاق.
وأضاف: "لكنني أدركت في وقت مبكر أنني أستطيع القيام بكل المهام، خاصة في مجال الزراعة، وقررت أن أعمل إلى جانب المزارعين في المنطقة، وأصبحت مساعدا لوالدي في الزراعة".
ولم تكن تتوقع الأسرة أن ابنهم المعاق سيكون له شأن في مجال الزراعة، ويصبح نموذجا يحتذى به في العزيمة والإصرار والإقدام، وهو ما رصدته "العين الإخبارية".
ولد "غروم دسالو" بمنطقة دبريا عقوب، في إقليم أمهرة شمال إثيوبيا، والتي نشأ بها وأصبح إحدى أعلام المنطقة المزارعين الذين يشار لهم بالبنان، كشخصية ناجحة في مجال الزراعة بمنطقته.
وفي بادرة إنسانية رائعة أجرى معه تلفزيون إقليم أمهرة، مقابلة، أبرز فيها إمكانيات الرجل وعزيمته والنجاحات التي حققها في مجال الزراعة ودوره كناشط اجتماعي بالمنطقة، الأمر الذي وجد صدى في أوساط الإثيوبيين، وضجت به وسائل التواصل الاجتماعي كنموذج ناجح من أصحاب الهمم، حتى أطلق عليه "الرجل القوي".
وقال "دسالو": "شعاري في الحياة ألا أنتظر صدقة من أحد ولا أطلبها لكنني قادر على أن أقدم أي مساعدة للآخرين.. أزاول أعمالي الزراعية يوميا مستخدما الجرار الذي يعمل بالثيران".
وأضاف: من خلال هذه المهنة تزوجت واستطعت أن أوفر حياة كريمة لأسرتي التي تتكون من 6 أشخاص بعد أن توفت زوجتي.. وبهذه الأعمال المتواضعة قمت بتربية خمسة أطفال، وأصبح أحدهم موظفا حكوميا، ونعيش في منزلنا الذي بنيته بنفسي.
ولم يقتصر عمله في الزراعة فهو أيضا متخصص في حفر الآبار بالمنطقة وبارع في نحت وإعداد أدوات الزراعة التقليدية كنجار معروف في المنطقة، فضلا عن دوره الاجتماعي وسط أهل المنطقة، ويقول إن "أفضل وألذ الطعام هو ما تأكله بيدك وأنت صاحب الإنتاج".
وقال "دسالو"، الذي فقد زوجته بعد أن أنجب منها 5 أطفال، إن الحياة بسيطة عندما تتهيأ لها نفسيا، وهو ما يجعلني أكثر مرحا ومزاحا بين الناس بالمنطقة.. ففي مطلع التسعينيات استطعت أن أبني منزلا وبعدها قررت الزواج".
وتابع حديثه وقد امتلأت عيناه بالدموع وهو يتحدث عن رفيقة دربه التي خطفها الموت: "تزوجت في العام 1992، وعشت حياة سعيدة وأنجبت 5 من الأطفال لكن الموت خطف رفيقة دربي وأكملت المشوار بنفسي.. بحمد الله نجحت في تدريس وتعليم أبنائي والآن بينهم من تخرج وأصبح موظفا حكوميا".