إثيوبيا تدعو واشنطن للضغط على جبهة تجراي
دعا نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإثيوبي، دمقي مكونن، المبعوث الأمريكي الخاص إلى شرق أفريقيا، جيفري فيلتمان،
إلى أن تضغط بلاده على جبهة تحرير تجراي للخروج من مناطق بإقليمي أمهرة وعفار.
وذكر بيان لمكتب الاتصال الحكومي الإثيوبي، اليوم الخميس، أن مكونن أجرى محادثات مع فيلتمان، أوضح خلالها سبل وقف الحرب وموقف الحكومة الإثيوبية.
وأشار البيان إلى أن المبعوث الأمريكي الخاص إلى شرق أفريقيا شرح هو الآخر موقف الولايات المتحدة ورؤيتها في كيفية إنهاء الحرب (دون تفاصيل) .
البيان الإثيوبي الذي لم يشر إلى مكان المحادثات التي جرت بين مكونن وفيلتمان، قال إن مكونن أوضح للمسؤول الأمريكي إن الحكومة الإثيوبية سمحت لـ 369 شاحنة مساعدات بالدخول إلى إقليم تجراي، مشيرا إلى أنها سمحت أيضا برحلات تحمل المساعدات الإنسانية إلى منطقتي كومبولتشا ولاليبيلا بإقليم أمهرة.
وأكد مكونن على أن جبهة تحرير تجراي لا تزال تنفذ هجمات على إقليمي عفار وأمهرة.
وقال إن الهجمات المستمرة من قبل جبهة تحرير تجراي على إقليمي أمهرة وعفار تسببت في أضرار بشرية واقتصادية جسيمة، فضلا عن أضرار نفسية، داعيا الولايات المتحدة إلى ممارسة الضغط علي الجبهة للخروج من مناطق في إقليمي أمهرة وعفار .
والأربعاء، حضّت الولايات المتحدة وكينيا، على وقف إطلاق النار في إثيوبيا، وأعربتا عن أملهما بإمكان التوصل إلى حل بالتفاوض بين جهات القتال.
وحذّر بلينكن، الذي يجري جولة أفريقية تستمر حتى السبت وتشمل ثلاث دول هي كينيا ونيجيريا والسنغال، من انحسار الديمقراطية عالميا، وحثّ كينيا حليفة الولايات المتحدة على ضمان حرية الانتخابات التي ستشهدها العام المقبل.
والتقى بلينكن الرئيس الكيني، أوهورو كينياتا، على مدى ساعة ونصف الساعة، في اجتماع كان من المقرر أن تقتصر مدّته على عشر دقائق.
وكان كينياتا قد أجرى زيارة خاطفة إلى أديس أبابا التقى خلالها رئيس الوزراء آبي أحمد، الأحد، في خضم قلق متزايد على خلفية تهديد عناصر جبهة تجراي بالزحف إلى العاصمة أديس أبابا.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقب محادثات مع بلينكن، قالت وزيرة الخارجية الكينية رايتشل أومامو: "نثق في قدرة إثيوبيا على إيجاد حل لهذه الأزمة. نعتقد أن وقف إطلاق النار ممكن".
من جهته دعا بلينكن إلى اتّخاذ "خطوات ملموسة نحو السلام" وإلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها بشدة مئات الآلاف ممن يواجهون خطر المجاعة مع دخول الحرب الدائرة بين القوات الحكومية الإثيوبية و"جبهة تحرير شعب تيجراي" عامها الثاني.
وقال بلينكن: "أجدد دعوتنا إلى كل الفرقاء للانخراط بشكل عاجل وجدي في مفاوضات لوقف الأعمال العدائية من دون شروط مسبقة".
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت الحكومة الإثيوبية مقتل أكثر من 10 آلاف من عناصر "الجماعات الإرهابية" المسلحة في مواجهات مع الجيش.
وقال وزير مكتب الاتصال الحكومي، لغسي تولو، في مؤتمر صحفي، إن "قوات الجيش الإثيوبي والقوات النظامية الأخرى تمكنت من إلحاق هزائم كبيرة بمقاتلي الجماعات الإرهابية في عدة جبهات تشهد معارك.
وأضاف أن "جميع المناطق التي استولت عليها جبهة تحرير تجراي في إقليمي أمهرة وعفار خاصة مناطق ميلي وارئليو، واجهت فيها هزيمة كبرى خلفت العديد من قتلى الجبهة".
وتصنف الحكومة الإثيوبية كلا من جبهة تحرير تجراي وجماعة "أونق شني" إرهابية، وتخوض معهما مواجهات بعدة مناطق في كل من إقليمي أمهرة وأوروميا.
وشهد إقليم تجراي، في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، مواجهات عسكرية استمرت لنحو 3 أسابيع أطاحت بجبهة تحرير تجراي المصنفة "إرهابية"، بعد أن فرت قياداتها إلى الجبال عقب دخول قوات الجيش الإثيوبي.
غير أن الحكومة الإثيوبية أعلنت، نهاية يونيو/حزيران الماضي، قرارا مفاجئا بوقف إطلاق النار ضد الجبهة وسحب قوات الجيش كاملا من تجراي، لتعود الجبهة مجددا للإقليم وتسيطر عليه.
ثم سرعان ما بدأت جبهة تحرير تجراي تنفذ اعتداءات على إقليمي أمهرة وعفار بعد أن دخلت عدة مناطق ومدن أسفرت عن مقتل المئات من المدنيين ونزوح أكثر من نصف مليون شخص بالإقليمين.
وعلى خلفية هذه التطورات، أعلنت الحكومة الإثيوبية إلغاء وقف إطلاق النار أحادي الجانب في الـ10 من أغسطس/آب الماضي وإعلان حالة الاستنفار في كامل البلاد.
وبدأ الجيش الإثيوبي الفيدرالي والقوات الخاصة لإقليمي أمهرة وعفار عمليات عسكرية مشتركة ضد جبهة تحرير تجراي، لإجبارها على الانسحاب من المناطق التي سيطرت عليها بالإقليمين.