الإثيوبي برهانو نغا.. "جوكر" المعارضة في نزال الانتخابات
يطمح الزعيم المعارض برهانو نغا، الذي قارع أنظمة حكمت إثيوبيا، إلى استعادة زخمه التاريخي، لتحقيق نصر في المنازلة الانتخابية المقبلة.
وعَرف نغا السجون والمنفى، خلال العقود الماضية، قبل أن يعود قبل أكثر من عامين، في جو المصالحة بالبلاد، ليتزعم ائتلافا معارضا يطمح للذهاب بعيدا في الانتخابات العامة المقررة يوم الإثنين القادم.
برهانو نغا ائتلاف "إيزيما" الذي يوصف بأنه أقوى وأكبر الأحزاب المعارضة منافسة لحزب الازدهار الحاكم، في أديس أبابا والأقاليم الأخرى، بالرغم من حداثة تأسيسه.
ويترشح، نغا على رأس قائمة إزيما (حزب المواطنين الإثيوبيين من أجل العدالة الاجتماعية)، في دائرة بالعاصمة أديس أبابا.
ويخوض نغا ، المنافسة الانتخابية، برصيد تجربة سياسية لأكثر من 4 عقود ، تنقل خلالها بين دهاليز السياسة، ومدرجات الجامعة كأستاذ جامعي، وسياسي معارض ألف مقارعة الحكومات حتى أوردته السجون والمنافي واللجوء، قبل أن يصبح أبرز السياسيين المعارضين اليوم .
من هو برهانو نغا؟
ينحدر برهانو نغا، (63) من قومية "الغوراغي" في شعوب جنوب أثيوبيا، وبدأ الممارسة السياسية في وقت مبكر من عمره.
الزعيم المعارض من مواليد مدينة بيشفتو بإقليم أوروميا وسط البلاد، في 6 ديسمبر 1958 ، ودخل الحياة السياسية في ريعان شبابه بانضمامه الى صفوف الحزب الثوري الإثيوپي "إهابا" المعارض لنظام منغيستو هيلي ماريام 1974-1991 .
في تلك الفترة المبكرة من عمره كشاب معارض للنظام اضطر نغا للعبور إلى السودان عام 1977، وبعد عامين حصل برهانو نغا، على حق اللجوء السياسي في الولايات المتحدة مطلع 1980.
من لاجئ إلى أكاديمي
واصل نغا تعليمه بالولايات المتحدة، وحصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة نيويورك، ثم الدكتوراه من المدرسة الجديدة للبحوث الاجتماعية، في مدينة نيويورك.
بعد المسار الدراسي عاد إلى إثيوبيا في العام 1994، عقب سقوط نظام، هالي ماريام، العسكري، وعمل محاضرًا في جامعة أديس أبابا، بقسم الاقتصاد، في الفترة ما بين 1996 إلى 2000
ولم يبتعد الأستاذ الجامعي برهانو نغا ، عن السياسة ففاجأ الساحة بميلاد ائتلاف الوحدة والديمقراطية المعارض المعروف وقتها بـ"قنجت" ، ووقف بحزبه مناهضا لسياسات الائتلاف الحاكم (حزب الجبهة الديمقراطية الشعبية) بقيادة رئيس الوزراء الراحل ملس زيناوي 2003-2004 .
وخاض نغا، بحزبه الوليد أول انتخابات في عام 2005، والتي عرفت في إثيوبيا بأنها حرة ونزيهة، وحصل فيها ائتلاف "قنجت" على نسبة 30% من المقاعد البرلمانية، بجانب فوزه بغالبية مجلس إدارة العاصمة أديس أبابا، حاصلا على 137 مقعدًا من أصل 138 مقعدًا.
من السجن إلى "فجر الحرية"
لكن نغا وبرغم فوزه بأغلبية مقاعد العاصمة، رفض تسلم ائتلافه إدارة العاصمة الاثيوبية، بحجة تزوير الانتخابات التي كان يطمح خلالها إلى تسلم السلطة في البلاد؛ ما جعله يدخل في مواجهة عنيفة مع حكومة زيناوي، وهي مواجهات أدخلت البلاد في حالة من الفوضى والشغب، انتهت باعتقاله من قبل الحكومة.
وعن تجربته داخل محبسه بسجن قاليتي؛ أشهر وأكبر سجون إثيوبيا، ألف نغا كتابه "فجر الحرية"، ونشره في كمبالا بأوغندا 2006.
وبعد فترة لم تتجاوز عاما واحدا أفرج عن نغا، بعفو من قبل حكومة رئيس الوزراء الراحل زيناوي، وفور إطلاق سراحه عاد برهانو نغا مرة أخرى إلى الولايات المتحدة ليمارس نشاطه السياسي ضد الحكومة الإثيوبية السابقة التي كان تقودها جبهة تحرير تجراي ضمن تحالف الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية، والتي انتهت قيادتها بوصول رئيس الوزراء الإثيوبي الحالي آبي أحمد لرئاسة الوزراء.
الإرهاب وحكم الإعدام
وضمن معارضته الشرسة للحكومة السابقة أسس نغا حركة "قنبوت سبات"، المعارضة في عام 2008 وهي حركة مسلحة، خاضت حربا ضد حكومات ملس زيناوي، وهيلي ماريام ديسالين، انطلاقا من إريتريا، وكانت من أقوى الحركات المعارضة المسلحة ضمن ائتلاف المعارضة الإثيوبية في إريتريا.
ونتيجة لقوتها وتأثيرها أدرجتها حكومات ملس زيناوي، وهيلي ماريام ديسالين في 2011 ضمن قائمة المجموعات الإرهابية، ووجهت تهم الإرهاب لزعيمها، وأصدرت المحكمة الإثيوبية حكما بالإعدام غيابيا على نغا.
وبوصول آبي أحمد إلى رئاسة الحكومة الإثيوبية في عام 2018، وضمن إصلاحاته السياسية والاقتصادية أصدر العديد من القرارات والتي من بينها رفع الحركات المسلحة من قائمة الإرهاب في سبتمبر من عام 2018، ومن بين الحركات التي شملها ذلك حركة "قنبوت سبات" التي يتزعمها برهانو نغا، الأمر الذي مهد لعودة الحركة وقادتها إلى البلاد ضمن عملية الإصلاح التي انتهجها آبي أحمد.
وفي تظاهرة سياسية كبيرة شهدتها أديس أبابا وقتها عاد نغا، ومعه أكثر من 250 من قيادات وأعضاء الحركة قادمين من الولايات المتحدة وكندا، وحظي زعيم الحركة ووفده باستقبال حاشد في أديس أبابا وعدة مدن أخرى.
لم شمل الأحزاب
شرع السياسي النشط بتأسيس ائتلاف جديد باسم "حزب المواطنين الإثيوبيين من أجل العدالة الاجتماعية"، المعروف بـ"إيزيما" في مايو 2019، والذي جاء نتيجة اندماج 7 أحزاب سياسية هي "قينبوت سبات، الحزب الديمقراطي الإثيوبي، الحزب الديمقراطي لعموم إثيوبيا وحزب سيماوي، وحزب الجيل الجديد، وحركة غامبيلا الإقليمية".
aXA6IDMuODguNjAuNSA= جزيرة ام اند امز