20 عاما من القطيعة بين إثيوبيا وإريتريا أنهتها جهود الإمارات والسعودية اللتين رعتا السلام بين أديس أبابا وأسمرا.
في مثل هذا اليوم الـ8 من يوليو عام 2018، حطت طائرة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في مطار العاصمة الإريترية أسمرا، في زيارة تاريخية أنهت قطيعة بين البلدين استمرت نحو عقدين من الزمن، ليعلن بداية عصر جديد من السلام والصداقة، ويفتح صفحة سلام جديدة تنهي سنوات من الخلاف.
واصطف الآلاف من الإريتريين في الشوارع، وعلى الطرقات الرئيسية لاستقبال آبي أحمد، الذي استطاع أن ينهي الخلاف الإثيوبي الإريتري بعد 20 عاما من القطيعة بين شعبي البلدين.
ساهم هذا التحول التاريخي الذي يعيشه البلدان منذ توقيع اتفاق السلام في الـ9 من يوليو 2018 بالعاصمة الإريترية أسمرا، خارطة جديدة في المنطقة يعم فيها السلام والتكامل بين بلدان القرن الأفريقي، التي طالما فرقتها الحروب والخلافات والتدخلات الخارجية.
عشرون عاما من الخلافات والقطيعة بين إثيوبيا وإريتريا، أنهتها جهود المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، اللتين رعتا السلام بين أديس أبابا وأسمرا، وجاءت أيضاً متوافقة مع الإصلاح السياسي الذي أطلقه رئيس الوزراء الإثيوبي الشاب آبي أحمد، وتعهده بمراعاة كل شروط اتفاق السلام الحدودي المبرم عام 2000 مع إريتريا وتفهم إريتريا لمساعي السلام والوئام لجارتها الأفريقية.
وبعد توقيعهما اتفاقية السلام والمصالحة، زار أسياس أفورقي رئيس إريتريا وآبي أحمد المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، وأشادا في بيان مشترك صدر في 24 يوليو 2018 بالدور السعودي والإماراتي في إنهاء الخلاف بين بلديهما، وإيلائهما اهتماما خاصا لأمن البحر الأحمر والموانئ على الضفة الأخرى للبحر الأحمر، وإسهام ذلك في جلب الاستقرار في الإقليم.
وعقد أفورقي وآبي أحمد قمة ثلاثية تاريخية في أبوظبي، مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، بعد أيام قلائل من توقيع اتفاقية المصالحة بينهما.
وتكريما لجهودهما في إنهاء الصراع والخلافات بين بلديهما، منح رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، على هامش الزيارة، أفورقي وآبي أحمد، "وسام زايد"، الذي يعد أعلى وسام تمنحه دولة الإمارات لملوك ورؤساء وقادة الدول.
وفي أقل من أسبوع وصل الرئيس الإريتري إلى مطار أديس أبابا الدولي، في الـ14 من يوليو 2018 في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها منذ عقدين، بعد قطع العلاقات بين البلدين عقب اندلاع الحرب بينهما في 1998-2000.
وكان في استقبال أفورقي لدى وصوله رئيس الوزراء الإثيوبي وعدد من كبار المسؤولين، وحظي الرئيس الإريتري باستقبال جماهيري حاشد بمطار أديس أبابا من مختلف فئات الشعب الإثيوبي ورجال الدين الإسلامي والمسيحي، واصطفت الجماهير على طول جنبات الطريق المؤدي إلى المطار، رافعين لافتات تحمل صور الرئيس الإريتري ورئيس والوزراء الإثيوبي.
وأعاد أفورقي خلال زيارته إثيوبيا سفارة بلاده بأديس أبابا بعد انقطاع العلاقات بين البلدين.
وفي سبتمبر 2018 افتتح آبي أحمد وأفورقي، الحدود المشتركة في منطقة "زالنمبسا" التي ظلت مغلقة منذ الحرب بين البلدين، كما افتتح أيضاً سفارة إثيوبيا بالعاصمة الإريترية أسمرا، بعد نحو 20 عاما من الإغلاق منذ اندلاع الحرب بينهما في عام 1998.
ويرى الخبير في شؤون القضايا الأفريقية، حالي يحيى، أن ما تحقق من سلام بين شعبي البلدين كان ثمرة لجهود دبلوماسية ماهرة انتهجها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أسفرت عن هذا التحول التاريخي.
وأضاف يحيى لـ"العين الإخبارية" أن شعبي البلدين أكدا بهذا السلام أن ما يجمعهما أكثر من ما يفرقهما، وتابع "هناك تاريخ ونضال مشترك للشعبين في الماضي، لذلك يجب على حكومتي البلدين تعزيز هذا السلام والدفع به إلى الأمام ليعود بفوائد ملموسة لشعوب المنطقة تعوضها عن السنوات الماضية.
بدوره قال المختص في القضايا الأفريقية، علي هندي، إن ما قام به رئيس الوزراء الإثيوبي بشأن العلاقة الإثيوبية الإريترية، من إنهاء الحرب خطوة تاريخية أنهت حالة اللاحرب ولاسلم التي لم تأتِ بالفائدة على الطرفين.
وأضاف هندي في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن التنمية الكبيرة التي تشهدها إثيوبيا، تحتاج إلى منافذ متنوعة لتلبية احتياجات إثيوبيا التنموية والسلام مع إريتريا يمثل مكسبا كبيرا وستعود فوائده المباشرة على شعبي البلدين.