"اللشاداي" و"أشيندا".. احتفالات إثيوبية "للفتيات فقط"
احتفالات الفتيات بـ"اللشاداي" و"أشيندا" في إثيوبيا تنطلق في الـ20 من أغسطس كل عام وتستمر حتى نهاية الشهر.
لكل بلد عاداته وتقاليده واحتفالاته أيضا.. ففي إثيوبيا يعد احتفال "اللشاداي" و"أشيندا" أحد الاحتفالات التراثية الخاصة بالفتيات حيث تعرف باسم اللشاداي في إقليم "الأمهرا"، بينما تسمى "أشيندا" في إقليم "تغراي" في شمال البلاد.
وتنطلق الاحتفالات في الـ20 من أغسطس كل عام حتى نهاية الشهر، وتعد من الاحتفالات الثقافية والدينية في إثيوبيا.
ويرتبط الاحتفال المعروف باسم " أشيندا " في إقليم " تغراي" بمناسبة نهاية الصيام للطائفة المسيحية الأرثوذوكسية، والذي يسمى محليا بفلسيتا، هذا الحدث هو للفتيات والشابات، اللاتي ينتظرنه بفارغ الصبر في كل عام.
و"أشيندا" هو اسم عشب طويل القامة تضعه الفتيات في وسطهن ويرتدينه حول خصرهن كزينة في هذا اليوم.
ووجه رئيس الوزراء الإثيوبي الدكتور أبي أحمد رسالة إلى شعبه بمناسبة الاحتفالات قائلا: "إن هذه الاحتفالات تعكس المدلولات الثقافية المشتركة بين قومياتنا الإثيوبية، ولا تزال هذه الاحتفالات تتواصل في بلادنا بشتى الطرق والأساليب، وبصورة جميلة وبديعة، والتي توضح مدى التعايش واحترام ثقافتنا من قبل الآخر".
فتيات اللشاداي – أشيندا
تقوم الفتيات في تلك الأيام بتجهيز أجمل الملبوسات الشعبية التي تسمي محليا بـ"حبشا لبس"، وهنالك نوع من الملابس يسمي "شفون"، وهي ملابس تقليدية تكثر فيها الرسومات والألوان، ويتم تجهيزها وتصميمها بطرق بسيطة، وتعد مع بعض الأدوات المحلية الصنع، وتتكون من الخيوط وبعض أدوات الزينة مثل الكحل ونوع من الكريمات المحلية، وتنتج محليا، وهنالك تصفيفات خاصة بالشعر تقوم فتيات اللشاداي أو أشيندا بتصفيف شعرهن بها.
وتجتمع الفتيات في مجموعات تتراوح ما بين العشرة إلى العشرين فتاة، ويتوقفن في الأحياء والطرقات، ويعترضن المارة من المشاة والسيارات العابرة ويقمن بزيارة البيوت بيتا بيتا، ويقدمن الأغاني وهن يرقصن للمارة، ودائما ما تحمل فتيات أشيندا أو اللشاداي الدفوف والطبول، وهن يصفقن ويرقصن.
يبادر المارة بتقديم المال لهن وتستلم الفتيات المال، وهن يتغنين بأغاني الشجاعة والكرم، وعندما تجمع الفتيات أموالا كثيرة يتم تقديمها للكنيسة باسم المجموعة كهدية، أو يقمن بأعداد مأدبة كبيرة يتم دعوة كبار السن والشباب للمشاركة معهم فيها، ولا يشارك الفتيان مع فتيات أشيندا إلا إذا كن يرغبنا في الخروج لمناطق بعيدة، فيكون للشباب دور في حماية الفتيات من أن يعترض طريقهن أي شخص من الغرباء.
يعود تاريخ احتفال "اللشاداي أو "أشيندا" لآلاف الأعوام، وسعت إثيوبيا لتسجيله ضمن قائمة اليونسكو للتراث غير الملموس الأمر الذي سيسهم في ارتفاع معدلات السياحة في البلاد في ذلك الوقت.
وتقول السيدة يوردانوس المو: "إن أشيندا في تغراي واللشاداي في إقليم الأمهرا احتفالات دينية ثقافية تشارك فيها الفتيات دون تحديد سن معينة، وهن يلبسن أجمل ما لديهن من أزياء، ويتجملن بكل الحلي التي توجد في البلاد، وفتيات أشيندا أو اللشاداي يصعب اختيار من هي الجميلة بينهن لتشابهن، ولهذا يقال إنه يصعب على الرجل أن يختار زوجة في ذلك اليوم من فتيات اللشاداي أو أشيندا لأنهن يتشابهن في عديد من الصفات".
وعن أهمية احتفالية أشيندا للمجتمع الإثيوبي يقول السيد المايهو هفتو الخبير في مجال التراث واللغة بجامعة مغلي بإقليم تغراي إن "الاحتفالات لها فوائد على المجتمع الإثيوبي من النواحي الثقافية والاقتصادية حيث تنتعش البلاد في ذلك التوقيت".
ويقول السيد تسفاي إن "الاحتفال له دور مهم في نشر الثقافة الإثيوبية وتعزيزها بين شرائح الشباب من خلال معرفتهم بالعادات والتقاليد والأغاني التراثية المستخدمة في ذلك الاحتفال".
ملكة جمال أشيندا" و"اللشاداي"
تمتاز أغاني الاحتفال بأنها من صنيعة النساء من حيث الكلمة والغناء، فهي تتحدث عن وصف جمال المرأة وقوتها، وتؤلفها الفتيات من الأغاني الشعبية القديمة.
وهنالك نوع آخر من الأغاني في تلك المناسبة، وهي التي تصف الكرماء الذين يغدقون في إعطاء الهدايا للفتيات كنوع من رد الجميع.
في الأعوام الأخيرة أقيمت مهرجانات ضخمة في مدن الشمال احتفالا بهذا الحدث لاختيار أجمل فتيات "أشيندا" و"اللشاداي" من قبل مجموعات مكونة من حكام اختيروا بمواصفات معينة.