بالخيل والدروع.. إثيوبيون ينتفضون ضد جبهة "تحرير تجراي"
احتشد الآلاف من سكان العاصمة أديس أبابا وضواحيها؛ اليوم الأحد، تنديدا بأعمال وصفوها بالشنيعة من قبل جبهة تحرير تجراي.
وندّد المحتجون بأفعال عناصر جبهة تحرير تجراي التي يصنفها البرلمان الإثيوبي "إرهابية"، فيما أبدوا تأييدهم ودعمهم للجيش، في التصدي للمسلحين في إقليم تجراي، والأقاليم المجاورة.
ومنذ الصباح الباكر، توافد الآلاف من سكان العاصمة وضواحيها من إقليم أوروميا، إلى "ميدان الصليب" أو كما يسمى سابقا "ميدان الثورة"، وقد امتطى العشرات منهم الخيول.
وعبر المتظاهرون السلميون عن رفضهم للضغوط التي يمارسها المجتمع الدولي على الحكومة، بخصوص أزمة إقليم تجراي، فيما يلتزم الصمت عن الأعمال العدائية التي تشنها الجبهة على المناطق المتاخمة للإقليم.
شعارات حماسية
وردد المشاركون، شعارات حماسية مؤيدة للجيش في حربه ضد جبهة تحرير تجراي؛ من قبيل: "نحن ندافع عن وحدة إثيوبيا، وارفع يديك من إثيوبيا، سنحمي إثيوبيا التي بنيت بتضحية آبائنا، قوات الدفاع البطولية رمز السيادة الإثيوبية، سأغني لإنقاذ إثيوبيا في أي مكان"..
وشارك في الفعالية التي نُظمت تحت شعار "أنا في مسيرة لإنقاذ إثيوبيا "، كل من عمدة مدينة أديس أبابا أدانيش أبيبي، وحاكم إقليم أوروميا شيملس عبديسا ، وعدد من المسؤولين الحكوميين.
ودعا جميعهم المجتمع الدولي إلى احترام مصالح أكثر من 100 مليون شخص في إثيوبيا.
كما طالبوا بالتوقف عن دعم جماعة جبهة تحرير تجراي، وعدم تمكينها من مواصلة أعمالها اللاإنسانية التي تعرض حياة الملايين في تجراي وأجزاء أخرى من البلاد للخطر ، وفق ما ورد في بعض الكلمات الرسمية التي خاطبت المشاركين في التظاهرة السلمية.
عمدة أديس أبابا أدانيش أبيبي، أدانت من جهتها، الهجمات التي تشنها عناصر جبهة تحرير تجراي، على مناطق بإقليمي أمهرة وعفار المجاورين؛ مؤكدة دعم الجيش الوطني لحماية ووحدة البلاد.
وقالت عمدة أديس أبابا خلال مخاطبتها الحشود في المسيرة التي شارك فيها نحو 50 ألفا-بحسب المنظمين: "سنقدم الدعم اللازم لتعزيز نضال قواتنا الدفاعية وكامل قوات الأمن لحماية سيادة وكرامة بلدنا".
ودعت إلى "ضرورة الاستماع لدعوات الإثيوبيين المنادية لحماية سيادة البلاد"، مشددة على أهمية احترام هذه الأصوات.
من جهته، قال حاكم إقليم أوروميا، شيمليس عبديسا: "لن نسمح لعناصر جبهة تحرير تجراي الإرهابية بتكرار أفعالها العدائية وقتل أبنائنا.... الإثيوبيون لن يقبلوا أي تدخل أجنبي وسيدافعون عن سيادة بلادهم مع الحكومة التي اختاروها".
ويوم الجمعة الماضي، اتهمت إثيوبيا، جبهة تحرير تجراي بمواصلة شن الهجمات وإحداث الفوضى في المناطق المجاورة لإقليم تجراي.
وقالت في بيان صادر عن وزارة الخارجية: "على الرغم من وقف إطلاق النار من جانب واحد الذي أعلنته الحكومة الشهر الماضي، إلا أن عناصر جبهة تحرير تجراي المصنفة من البرلمان إرهابية، صمّت آذانها عن نداء المجتمع الدولي لوقف جميع أنواع العداء والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين والمزارعين في المنطقة".
وكان مكتب الاتصالات بحكومة إقليم عفار الإثيوبي، أعلن الجمعة مقتل 240 من المدنيين، بينهم 107 أطفال، جراء قصف لجبهة "تجراي" الإرهابية، للمدنيين بالإقليم.
وقال المكتب في بيان إن الجريمة التي ارتكبتها الجبهة الإرهابية وقع في منطقة "قالي كوما"، حيث استهدفت مركزا صحيا ومدرسة للنازحين.
وأضاف البيان أن "الضحايا تعرضوا لهجوم وحشي، حيث استخدمت الجبهة الإرهابية الأسلحة الثقيلة والمدافع وقذائف الهاون والدبابات في الهجوم الذي كان مفاجئا، ويعتبر إبادة جماعية ضد المدنيين".
وتعرض إقليم عفار لعدة هجمات شنتها "جبهة تحرير تجراي" الأسبوع الماضي، الأمر الذي دفع حاكم الإقليم لإعلان حالة الاستنفار لمواجهة اعتداءات الجبهة.
والثلاثاء الماضي، زار رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إقليم عفار ليكون على الجبهة الأمامية للمواجهات مع مسلحي الجبهة .
وفي 28 يونيو/حزيران الماضي، أعلنت الحكومة الإثيوبية موافقتها على وقف إطلاق النار في إقليم تجراي من جانب واحد، من أجل إيصال المساعدات الإنسانية، بعد طلب من الإدارة المؤقتة في الإقليم.