"سبأ درجة".. إثيوبيا تتحدى الزمن بـ"مدرج تاريخي"
قصة مدرج "سبأ درجة" تعود لعهد الإمبراطور منليك الثاني، الذي بناه بطلب من والد الإمبراطور هيلي سلاسي في عام 1905
بعد إنشائه منذ أكثر من 115 عاما نجح المدرج التاريخي "سبأ درجة" أن يصمد أمام تتابع السنين ويزين وسط العاصمة الإثيوبية أديس أبابا حتى وقتنا الحالي، ويعني بالعربية "70 درجة" وهي التي يتكون منها المدرج.
ومدينة أديس أبابا أو "الزهرة الجديدة" كما تعرف محليا، تأسست عام 1886، على يد الإمبراطور الإثيوبي، منليك الثاني (1844- 1913)، وتتميز بموقعها الجغرافي على ارتفاع ألفين و500 متر، عن سطح البحر، ما يجعلها خامس أعلى عاصمة في العالم.
وتعود قصة المدرج التاريخي لعهد الإمراطور منليك الثاني، الذي أمر ببنائه بطلب من والد الإمبراطور هيلي سلاسي، على يد المهندسين الأرمن الذين يعود تاريخ تواجدهم بإثيوبيا إلى ما قبل القرن الماضي.
وكان الهدف من المدرج تجميل المدينة، وليصبح مكانا عاما يضم مجموعة متنوعة من المرافق والأنشطة، بما في ذلك المباني التراثية والأسواق والنقل ومساحات خضراء ومناطق تمارين رياضية وغسل السيارات.
وقال الخبير الإثيوبي في شؤون الآثار بجامعة أديس أبابا، مكبب جبرماريام، إن تاريخ إنشاء مدرج "سبأ درجة" يعود إلى عام 1905 في عهد الإمبراطور الإثيوبي منليك، بأمر من أحد الحكام الإقطاعيين في ذلك العهد، وهو والد الإمبراطور هيلي سلاسي الذي كان حاكما لمقاطعة "هرار" شرقي إثيوبيا.
وأوضح الخبير الإثيوبي، لـ"العين الإخبارية"، أن الاسم أطلق عليه بحكم أنه يتكون من 70 درجة رأسية، وقال إن المهندسين الأرمن هم من أشرفوا على بنائه، مشيرا إلى أنه يعتبر أحد معالم وآثار العاصمة أديس أبابا لأكثر من 115 عاما ، لافتا إلى أنه يصنف ضمن 440 من آثار مدينة أديس أبابا المادية المسجلة كتراث وطني ويحظى باهتمام كبير من قبل الحكومة.
وأضاف جبرماريام أن تاريخ هذا المدرج لا يخص سكان مدينة أديس أبابا فقط، وإنما يهم أكثر من 120 سفارة أفريقية وعربية بالعاصمة الإثيوبية، مشيرا إلى أن المدرج كان مقصدا ونزهة للعديد من السفراء والدبلوماسيين الذي يقصدونه للرياضة يومي السبت والأحد.
وتوجد بمدينة أديس أبابا العديد من المعالم المهمة مثل متحف إثيوبيا الوطني بحي "عرات كيلو"، إلى جانب متحف أديس أبابا الواقع خلف ميدان "مسقل" وسط العاصمة، علاوة على المقرات الرسمية الإقليمية والدولية، فضلاً عن احتضانها لأكثر من 127 سفارة أفريقية وأجنبية.
وتطرق إلى عملية الصيانة والترميم التي شهدها المدرج للمحافظة عليه، وقال الخبير الإثيوبي، إن عملية الترميم أخذت وقتا طويلا وجهدا كبيرا خاصة في الحصول على نوعية الأحجار الأصلية التي بني بها هذا المدرج التاريخي.
وأضاف: "من المهم في عملية الترميم أن تكون بذات المواد والأحجار التي صمم بها المدرج الأصلي وهذا كلف الكثير في الحصول عليه من المناطق النائية عن العاصمة".