إثيوبيا تستقبل مساعد بومبيو.. وسلام القرن الأفريقي على رأس مباحثاته
المسؤول الأمريكي سيبحث خلال جولته ملفات تعزيز السلام والأمن في منطقة القرن الأفريقي، والتعاون التجاري بين دول منطقة شرق أفريقيا وأمريكا
وصل تيبور ناجي، مساعد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إلى العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، الأربعاء، ضمن جولة أفريقية، تشمل إريتريا، جيبوتي، وكينيا.
وسيبحث المسؤول الأمريكي، خلال جولته ملفات تعزيز السلام والأمن في منطقة القرن الأفريقي، والتعاون التجاري بين دول منطقة شرق أفريقيا، والولايات المتحدة.
ووفق خبراء تحدثوا لـ"العين الإخبارية"، فإن الزيارة "تأتي في توقيت مهم؛ حيث تشهد منطقة شرق أفريقيا، تحولات وتغيرات يتوقع أن تحدث نقلة للمنطقة من النزاعات والحروب إلى تعاون اقتصادي أفضل يخرج شعوب المنطقة من معاناة الفقر والتخلف".
التفاهم في القرن الأفريقي
وقال زكريا إبراهيم، المهتم بشؤون القرن الأفريقي، إن "زيارة المسؤول الأمريكي تأتي في ظل تحولات كبيرة غيرت ملامح منطقة القرن الأفريقي خلال الفترة القصيرة الماضية، أهمها انتهاء العداء التاريخي بين إثيوبيا وإريتريا، والتفاهم الكبير الذي طرأ على قادة هذه الدول بمتطلبات المرحلة".
وأضاف إبراهيم، في تصريحات أدلى بها لـ"العين الإخبارية"، أن "ابتعاث الولايات المتحدة لمسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأمريكية هي الثانية من نوعها منذ أبريل/ نيسان الماضي".
واعتبر أن "الزيارة تؤكد دعم الإدارة الأمريكية للتحول الجاري في المنطقة؛ لا سيما بعد تعيين الإدارة الأمريكية، المساعد السابق لوزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية، دونالد ياماموتو، سفيرا جديدا بالصومال".
وأشار إبراهيم إلى أن "هذا التحول من شأنه إعادة تشكيل التحالفات والتوازنات في المنطقة لمواجهة نفوذ دول أخرى؛ (لم يذكرها)"، لكنه قال إنها "لم تفد دول القرن الأفريقي طيلة الفترة الماضية".
دور آبي أحمد
ورأى الباحث الإثيوبي، يوهانس هايلي، أن تولي رئيس الوزراء آبي أحمد علي، السلطة في البلاد "كان سببا في دفع التحول الجاري بالمنطقة".
ويعتقد هايلي أن "الدور الذي تقوم به إثيوبيا في الوقت الراهن من خلال التوسط بين الصومال وإريتريا، والجهود التي تبذلها لضم جيبوتي، لهذا التحالف الجديد سيلعب دورا كبيرا في أمن واستقرار المنطقة".
وتابع: "ملامح الاستقرار والتكامل في منطقة القرن الأفريقي بدأت تظهر بعد دخول دول جديد مثل السعودية والإمارات بقوة إلى المنطقة".
واستكمل حديثه بأن "دور السعودية والإمارات كان أساسيا ومهما في هذا التحول من خلال إنهاء النزاع الإثيوبي الإريتري، الذي توج بتكريم كبير من دولة الإمارات لقادة إثيوبيا وإريتريا، والسعودية التي رعت توقيع اتفاق سلام في مدينة جدة 16 سبتمبر/ أيلول الماضي؛ حيث استضافت مدينة جدة قمة مصغرة لدول القرن الأفريقي (إثيوبيا، وإريتريا، جيبوتي) لتوقيع اتفاق مصالحة بين أديس أبابا أسمرا من ناحية، وتذويب الخلافات الإريترية الجيبوتية من ناحية أخرى".
أهمية الدعم الأمريكي
من جانبه، قال المحلل السياسي الإثيوبي، آدم جبريل، إن "دعم الولايات المتحدة للتحول في المنطقة مهم جدا من أجل استدامة هذا التغير ومساعدة دول المنطقة في خلق تكامل اقتصادي يفيد شعوب المنطقة التي عانت لعقود من الزمن الفقر والاحتراب".
وأكد جبريل أن "الدور الإثيوبي في المنطقة جاء مدفوعا بأمرين، أولهما التحولات السياسية الداخلية التي تشهدها البلاد منذ أبريل/ نيسان الماضي، والتي أسفرت عن تولي آبي أحمد السلطة في البلاد، والدعم الإقليمي المتنامي من (الإمارات، السعودية) للدور الإثيوبي في المنطقة؛ وهو ما ظهر بشكل جلي في التحول الذي شهدته دول القرن الأفريقي".
يشار إلى أنه في إطار التحولات الجارية بالمنطقة، عقد رؤساء إثيوبيا وإريتريا والصومال قمة الشهر الجاري في مدينة غندر بإقليم أمهرا الإثيوبي، لبحث التكامل في المنطقة.
وجاءت هذه القمة عقب تحولات وتغيرات في خارطة المنطقة السياسية وعودة في العلاقات بين البلدان الثلاثة، التي شهدت توترات على مدار عقود.
وكانت إثيوبيا وإريتريا قد قررتا في التاسع من يوليو/ تموز الماضي إنهاء حالة عداء استمرت 20 عاما منذ اندلاع الحرب بينهما عام 1998، بسبب حدود متنازع عليها، فيما وقع البلدان في أسمرا على إعلان مصالحة وصداقة لإنهاء مقاطعة تاريخية بين البلدين.
وكان الرئيس الصومالي قد زار العاصمة الإريترية في يوليو/ تموز الماضي، على رأس وفد رفيع بدعوة من نظيره الإريتري استغرقت 3 أيام بعد قطيعة دامت لنحو 15 عاما.
aXA6IDE4LjExNi44MS4yNTUg
جزيرة ام اند امز