انطلاق فعاليات اليوم العالمي لحرية الصحافة الخميس بأديس أبابا
يمثل انطلاق اليوم العالمي لحرية الصحافة في أديس أبابا، قفزة غير مسبوقة لإثيوبيا التي كانت من الدول ذات السجل السيئ في حرية الصحافة.
تستضيف العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، غدا الخميس، فعاليات اليوم العالمي لحرية الصحافة للعام 2019، بمقر الاتحاد الأفريقي، والذي يركز هذا العام على الروابط القائمة بين الصحافة والديمقراطية، وينظم بالتعاون بين منظمة اليونسكو والحكومة الإثيوبية ومفوضية الاتحاد الأفريقي ويستمر حتى الـ3 من مايو الحالي.
ويمثل انعقاد اليوم العالمي لحرية الصحافة في أديس أبابا، قفزة غير مسبوقة لإثيوبيا التي كانت تعتبر من الدول ذات السجل السيئ في العالم فيما يتعلق بحرية الصحافة والتعبير، كما يتزامن انعقاد المؤتمر مع إعلان مؤشر حرية الصحافة العالمية لعام 2019، الذي تصدره منظمة "مراسلون بلا حدود" ومقرها فرنسا منذ عام 2002.
وتصنف إثيوبيا في المرتبة الـ110 من بين 180 دولة في المستوى العام لحرية الإعلام، بارتفاع 40 درجة، مما يدل على تحسن حرية الصحافة والتعبير في إثيوبيا لأول مرة عقب تولي رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، السلطة في البلاد منذ أبريل 2018.
وبدأ آبي أحمد حكمه بإطلاق سراح الصحفيين والمدونين، ورفع الحظر عن مئات المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام، وشرع في إصلاحات تشريعية واسعة، كما اعتمد خطوات سريعة واعدة لتحسين حرية الصحافة.
وتشهد إثيوبيا للمرة الأولى منذ أكثر من 10 سنوات، عدم وجود أي صحفي بالسجون الإثيوبية حتى نهاية العام 2018.
وأثنى صحفيون إثيوبيون تحدثوا لـ"العين الإخبارية"، على التحولات الكبرى التي تشهدها إثيوبيا في حرية الإعلام والتعبير، واعتبروها بمثابة عهد جديد لحرية الصحافة في بلادهم، لاسيما بعد عودة العديد من المؤسسات الإعلامية التي كانت أنشطتها محظورة في البلاد.
وقال رئيس قسم الأخبار بتلفزيون "أديس أبابا" الحكومي مبارك محمد: "إن التحولات غير المسبوقة التي تشهدها إثيوبيا في حرية الإعلام والصحافة، تمثل نقلة كبيرة وتبعث بأمل جديد لعهد تسوده الديمقراطية وحرية التعبير ".
ويضف محمد، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الخطوات التي اتخذتها إدارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، عبر رفع الحظر عن المؤسسات الإعلامية الإثيوبية في الخارج مثل "شبكة إعلام أوروميا "omn "، وفضائية "إيسات" التي تبث برامجها باللغة الأمهرية، تمثل نجاحا كبيرا لخططه الإصلاحية، بجانب القفزة الكبيرة التي خطتها الحكومة برفع الرقابة المطبوعات ووسائل الإعلام الحكومية" .
بدورها، أعربت سابا أتارو مديرة شبكة قنوات "إيسات" الفضائية بأديس أبابا، عن ارتياحها بالتحول الذي حدث في مجال حرية الإعلام بإثيوبيا، بفضل الإصلاحات التي يجريها رئيس الوزراء.
وأوضحت أتارو، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن ما قام به آبي أحمد في توسيع حرية الإعلام خطوة جديرة بالتقدير.
وقالت: إن حرية الإعلام في إثيوبيا تعرضت لمضايقات وإجراءات تعسفية بحق الصحفيين، وتم الزُج بهم في السجون خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى أن ما يشهده الإعلام حاليا يمثل ثمرة للتحولات الجارية.
فيما ترى "ألماز أبره" رئيسة الاتحاد النسائي في أديس أبابا، أن إثيوبيا تستخدم أكثر من 50 لغة كوسيلة للتواصل في مختلف وسائل الإعلام، ورغم ذلك يجب القيام بالكثير من الجهود لضمان استفادة كافة شرائح المجتمع من وسائل الإعلام.
وأضافت أبره في تصريح لـ"العين الإخبارية" أنها تعتبر التغيير الذي تشهده الساحة الإعلامية الإثيوبية، مناخا جديدا يعمل على فتح آفاق أوسع للإعلام الإثيوبي بكل أشكاله، حتى يمكن منافسة الإعلام العالمي المتطور.
وأشارت إلى أن الفضاء الإثيوبي يضم عدة وسائل إعلام تتنافس من أجل تقديم خدمات أفضل، وتوفير فرص عمل لعدد كبير من الإثيوبيين الذين يعملون في هذا القطاع.
ومن المتوقع أن يوفر اليوم العالمي لحرية الصحافة لهذا العام، الذي ينظم تحت شعار "الإعلام من أجل الديمقراطية والصحافة والانتخابات في زمن التضليل الإعلامي"، منبراً للتأمل في مجموعة من الشواغل المعاصرة ذات الصلة، وسيحاول الإجابة عن العديد من الأسئلة التي تراود أهل الصحافة والإعلام في هذا الصدد.
ويهدف مؤتمر اليوم العالمي لحرية الصحافة إلى تعزيز الحوار بين الباحثين والجهات الفاعلة السياسية في إطار اهتماماتهم المشتركة، كما سيتناول جملة من القضايا في مقدمتها مسألة أمن وسلامة الصحفيات وكذلك الصحفيون الذين يعملون في تغطية أحداث الانتخابات.