مهاجر إثيوبي يكشف لـ"العين الإخبارية" جرائم الحوثي بصنعاء
ولج اعتصام المهاجرين الأفارقة بصنعاء ماشيا على قدميه غير أنه لم يخرج منه، إلا منقولاً على الأكتاف بعد أن صار مقعدًا، لا يقوى على الحراك
إنه اللاجئ الإثيوبي الخمسيني، خالد قادر، الذي كان ضحية هراوات المليشيات الحوثية وأعقاب بنادقهم ورصاصهم الحي، ما أدى لعجز بقدميه.
شارك قادر رفاقه المهاجرين من أقلية الأورومو الإثيوبية المعتصمين في صنعاء أمام مبنى مفوضية اللاجئين، احتجاجًا على إحراق الانقلابيين الحوثيين سجنا لاحتجاز يتكدس فيه المهاجرون، في 7 مارس/آذار الماضي.
"العين الإخبارية" التقت قادر في عدن أمام مبنى الأمم المتحدة، حيث كان مقعدًا لا يستطيع الوقوف، بعد أن سلبته المليشيات قدرة الحركة.
وأكد خالد قادر لـ"العين الإخبارية" أن العديد من المهاجرين تعرضوا للحرق على أيدي المليشيات، مؤكدًا تعرضوهم لابتزاز الحوثيين، وتخييرهم بالالتحاق بجبهات القتال أو التواصل مع ذويهم في إثيوبيا لإرسال مبالغ مالية وإطلاق سراحهم.
وهذا ما دفعه مع مئات اللاجئين الآخرين من إثيوبيا والصومال، المتواجدين في صنعاء، للمشاركة في الاعتصام أمام مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للضغط على المجتمع الدولي للتحقيق في جريمة إحراق ذويهم.
وأشار خالد إلى أنه مكث في اعتصام صنعاء أسابيع مع رفاقه، دون أن تلتفت إليهم أية جهة أممية أو دولية، رغم سماع المعتصمين ببياناتٍ لمنظمات حقوقية يمنية وعالمية تدعو للتحقيق في الجريمة المروعة، لافتا إلى أن هذه المطالب والدعوات هي وحدها التي كان يتمسك بها المعتصمون لانتزاع حقوق من أُحرقوا وقضوا في جريمة سجن الهجرة والجوازات.
جرائم لا تنتهي
ويقول لـ "العين الإخبارية": "كنت بصحة جيدة، والتحقت بالاعتصام منذ أيامه الأولى، وأتنقل في ساحاته بقدمي دون أي مشكلة، لكن ذلك لم يعد ممكنًا الآن!".
انتهجت المليشيات الحوثية القوة والسحل والعنف في فضّ اعتصام المهاجرين بصنعاء، ولم تفرّق بين النساء أو الأطفال أو حتى كبار السن.
ويكشف الخمسيني قادر عن تعرضه للاستهداف المباشر من قبل أشخاص مسلحين بلباس مدني، قاموا باقتحام الاعتصام، جلبهم الحوثي على متن شاحنات وأطقم عسكرية.
ويضيف: "رفضت مع بعض رفاقي من المهاجرين الأفارقة، الخروج من مكان الاعتصام؛ نظرًا لتمسكنا بحقوقنا وضرورة إنصاف إخواننا الذين قضوا في الحريق".
كان هذا الإصرار الذي أبداه قادر ورفاقه سببًا في تسليط المسلحين الحوثيين المدعومين إيرانيا بنادقهم وهراواتهم وضربهم بقسوة، حتى يجبروهم على مغادرة مكان الاعتصام.
"لم أقوَ على الحركة بعد كل هذا الكم الهائل من الضرب، ولم تحملني قدماي التي كنت قد دخلت بهما إلى الاعتصام قبل أيام".. يقول قادر.
ويبدو أن عدم قدرته على مجرد الوقوف حتى، دفع مسلحي المليشيات إلى مواصلة ضربه، حتى تورمت قدماه، وسالت منهما دماء سوداء، وفق شهادات رفاقه لـ"العين الإخبارية"، مشيرًا إلى أنه نُقل على أكتاف رفاقه، وصعدوا به إلى الشاحنات التي أعدتها المليشيات لترحيل المهاجرين واللاجئين المعتصمين من صنعاء، حتى وصل إلى مشارف المحافظات المحررة.
عندها، واصل قادر طريقه على أكتاف رفاقه، الذين اقتادوه مشيًا على أقدامهم؛ بسبب عدم قدرته على السير، فكان يتهدج على عواتق بني جلدته وقدمه تنزف دمًا، حتى وصل إلى عدن.
ويعتقد اللاجئ الخمسيني أن الاعتصام قض مضاجع الحوثيين، وتسبب لهم بإزعاج مزمن، خاصةً في ظل ضغط دولي للتحقيق في حادثة الحريق التي وقعت في 7 مارس/آذار الماضي وأسفرت عن مقتل وإصابة مئات المهاجرين.
ويعتبر خالد قادر في ختام تصريحه لـ "العين الإخبارية" أن ما قام به هو ورفاقه من المهاجرين مستمر هنا في عدن، مؤكدًا أن لجوؤهم لمبنى الأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية؛ يأتي بهدف إنصافهم من بطش الحوثيين، وانتزاع حقوقهم من المليشيات التي قتلتهم حرقا وهجّرتهم وآذتهم.
aXA6IDMuMTQzLjUuMTYxIA== جزيرة ام اند امز